قمة الدفاع عن الوجود
لن يقبل الرأي العام العربي أن تنتهي اجتماعات القمة العربية التي ستعقد بعد أيام في القاهرة إلى ما أسفرت عنه القمم السابقة من قرارات لا تجد طريقها نحو التنفيذ، خاصة أن الأخطار التي تحيط بمختلف الدول العربية، لا تسمح بأن تتحول اجتماعات القمة إلى «مكلمة».. لا تسفر عن أفعال جادة تتناسب مع حجم التحديات.. سواء كانت داخلية أو خارجية.
وعندما يصبح وجود الدول العربية مهددا بالانهيار، ينبغي أن تصدر قرارات القمة بما يتناسب مع مواجهة التحدي.. والدفاع عن الوجود وأن يلتزم الجميع بتنفيذها دون تأجيل وإلا فالمصير الذي واجه دولا عربية أخرى كانت موحدة منذ سنوات قليلة.. ولم تعد كذلك الآن.. سيمتد إلى الدول التي ما زالت صامدة..
العراق تسير على طريق التقسيم.. وسوريا ممزقة بين الإرهاب والدكتاتورية.. واليمن تعلن رئاستها العاصمة صنعاء مدينة محتلة، وليبيا تحولت إلى دولة فاشلة تحتلها أكثر الميليشيات التكفيرية وتصدر الإرهاب إلى الدول المجاورة، ويخوض الجيش معارك شرسة من أجل تحريرها، وهي حرب غير متكافئة لما يتوفر للميليشيات من أسلحة حديثة استولت عليها من مخازن القذافي بينما تمنع الدول الكبرى تصدير السلاح إلى الحكومة الليبية الشرعية، وعندما طرحت مصر القضية أمام مجلس الأمن.. اعترضت أمريكا وإنجلترا وساندتها للأسف الشديد بعض الدول العربية بحجة أن المشكلة الليبية لن تحل سوى عن طريق التفاوض بين القوى المتصارعة، وكأن تسليح الجيش الليبي يتعارض مع الحل السياسي..
وما جرى منذ أيام من أحداث مؤسفة في تونس التي كانت توصف بأنها دولة الربيع العربي، لحرصها على استيعاب تيار الإسلام السياسي، وتعرضت لهجوم إرهابي على متحف «باردو» أسفر عن مصرع ٢٠ شخصا بينهم ١٧ سائحا بما يؤكد أنه لا توجد دولة عربية محصنة ضد الإرهاب ولم يعد أمام الوفود العربية المشاركة في اجتماعات القمة سوى تنفيذ كل المشروعات الجادة التي اتخذت في القمم السابقة، وفي مقدمتها اتفاقية الدفاع المشترك وإقامة جيش عربي موحد للدفاع عن أراضيها.