رئيس التحرير
عصام كامل

مزاعم الانسداد السياسي !


تعددت التعليقات حول مؤتمر شرم الشيخ، الغالبية العظمى منها كانت إشادة بالنجاح المبهر للمؤتمر من كل النواحى.ولو حللنا الخطب التي ألقيت سواءً من الملوك والرؤساء العرب والأفارقة أو من وزراء خارجية الدول الأوربية، لاكتشفنا أن الموضوع الأساسى فيها كان الإشادة بدور مصر المحورى في العالم العربى وفى إقليم الشرق الأوسط بل وفى العالم أجمع، بحكم تصديها للإرهاب ليس دفاعا عن الأمن المصرى أو الأمن العربى فقط لكن دفاعا عن الأمن العالمى أيضا، ولم يتم تأكيد الدور الرئيسى لمصر فقط لكن على القيادة السياسية الحكيمة للرئيس "السيسي" والثقة بقدراته على لم الشمل العربى ومدّ الجسور مع أفريقيا من ناحية، ومع أوربا وآسيا من ناحية أخرى، بالإضافة إلى الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا.


أما من الناحية الاقتصادية فقد كان النجاح مبهرا حقيقة لأنه أثبت أن مصر في عهدها الجديد واستقرارها السياسي بعد فترة حكم الإخوان المسلمين الكئيبة أصبحت جاذبة للاستثمار العربى والأجنبى على أعلى مستوى. ليس ذلك فقط بل إن الكويت والإمارات والسعودية قدمت منحا ضخمة لمساعدة الاقتصاد المصرى على التعافى من عثراته حتى يكون قادرا على الدخول في حلبة المنافسة العالمية.

وقد أدى المؤتمر بنجاحاته المشهودة إلى نشر موجات من التفاؤل بين مختلف فئات الشعب من ناحية، وترقبا لتنفيذ الاتفاقيات والمشروعات التي أعلن عنها، لأنها ستكون العامل الأساسى في تنمية الاقتصاد والمساعدة في حل المشكلات المزمنة للفقر والبطالة وتدنى الخدمات العامة.

غير أن هذا التيار العارم من تأييد المؤتمر وتأكيد نجاحه، يقابله تيار مضاد يشكك في نتائجه وتنفيذه، سواء عن جهل أو سوء نية.
هناك أولا الذين يشككون في أي خطوة تخطوها مصر نحو المستقبل بعد 30 يونيو وانتخاب "السيسي" رئيسا للجمهورية. وهؤلاء يتوزعون بين جماعات متعددة قد تختلف توجهاتها السياسية لكن يجمعها العداء للنظام السياسي الجديد الذي يرأسه "السيسي" باعتباره رئيسا للجمهورية. وهذه الجماعات تضم العناصر الشاردة ممن يطلق عليهم "النشطاء السياسيون" سواء منهم المحبطون لأنهم فقدوا أدوارهم التقليدية في الغوغائية السياسية ومحاولات تخريب المسيرة، أو فلول جماعة الإخوان المسلمين أو الإعلاميون المتحدثون باسمهم.

وعلى رأس هؤلاء كاتب صحفى معروف تخصص في نشر اليأس بين القراء بتركيزه على السلبيات سواءً أكانت حقيقية أم وهمية، أو بالتشكيك في أي خطوة يخطوها النظام السياسي الجديد. وقد زعم مؤخرا أنه بالرغم من نجاح المؤتمر الاقتصادى فإن "الانسداد السياسي" سيمنع من تحقيق أهدافه. وتعريفه لهذا الانسداد سواءً صرح به أم لا، هو عودة جماعة الإخوان المسلمين مرة أخرى للساحة السياسية عن طريق المصالحة!
ولكن ليتأكد أن الشعب المصرى لن يقبل المصالحة مع جماعة إرهابية شنت الحرب على الدولة والمجتمع!
الجريدة الرسمية