نيويورك تايمز: معركة مطار عدن تثير مخاوف نشوب صراع أكبر في اليمن
قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية في تقرير لها، إن اليمن بات بؤرة لأعمال العنف المتكررة منذ سيطرة حركة الحوثيين الشيعية المتمردة على العاصمة صنعاء في شهر سبتمبر المنصرم، الأمر الذي تمخض عنه صراع على السلطة بين الميليشيات والفصائل السياسية ودفع بالبلاد إلى شفا الحرب الأهلية.
ولفتت الصحيفة إلى أنه نادرًا ما امتدت هذه الاشتباكات واسعة النطاق إلى مدينة عدن الساحلية، ومن ثم فإن تصعيد القتال من شأنه أن يثير المخاوف من انتشار الصراع في جنوب البلاد الذي يعد معقلًا لكل من الانفصاليين وتنظيم "القاعدة في شبه الجزيرة العرب".
وأشارت الصحيفة إلى التصعيد الجديد الذي شهده اليمن يوم الخميس مع اندلاع اشتباكات بين فصائل متناحرة في مدينة عدن الجنوبية للسيطرة على المطار الدولي وقاعدة أمنية، مما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل. وتردد دوي الانفجارات في أنحاء المدينة كاف، وأجرت الطائرات الحربية غارات جوية ضد المجمع الذي يقطن فيه الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي.
ولفتت الصحيفة إلى أن التوتر في مدينة عدن كان آخذًا في الازدياد منذ فترة طويلة، الأمر الذي يعكس الأزمة السياسية التي تعيشها البلاد بين المتنافسين على السلطة في كل من صنعاء وعدن.
ففي حين عمد الحوثيون إلى ترسيخ سيطرتهم على شمال البلاد، سعى الرئيس عبد ربه هادي منصور عقب الإطاحة به واضطراره للفرار الشهر الماضي إلى عدن لفرض سلطته من جديد في الجنوب.
ولفتت الصحيفة إلى تدخل القوى الأجنبية بشكل متزايد في صرع السلطة في اليمن، لا سيما في ظل تأييد إيران للحوثيين وحصول هادي على دعم من دول الجوار الخليجية، وعلى رأسها السعودية، التي تخشى النفوذ الإيراني.
وبحسب الصحيفة، فإن المسلحين كانوا يتوافدون منذ عدة أشهر على عدن، في حين كان يجمع هادي قوة مؤلفة من وحدات عسكرية ورجال القبائل بهدف مواجهة قوات الحوثيين وحلفائهم، ومن بينهم الرئيس السابق على عبد الله صالح، الذي ما زال يتمتع بولاء بعض قوات الأمن في جنوب اليمن.
وفي محاولة لترسيخ نفوذه في اليمن، حاول هادي دون جدوى إقالة قائد قوات الأمن الخاصة، وهي إحدى الوحدات الموالية لصالح والمعروفة بقمعها الغاشم للمحتجين في الجنوب. وأطلقت هذه الوحدة اشتباكات يوم الخميس عندما اقتحمت مطار عدن الدولي، مما دفع القوات الموالية لهادي للرد.
وتمكنت قوات هادي من استعادة السيطرة على المطار بعد تلقى تعزيزات عسكرية، واجتاحت في وقت لاحق قاعدة تابعة لقوات الأمن الخاصة، وفقًا لمسئول كبير في الحكومة. ويرى المحللون أن هادي سيحصل على مزيد من الدعم في عدن، حتى من جانب الانفصاليين الجنوبيين، وذلك عقب الهزيمة التي ألحقها بقوات الأمن الخاصة.
لكن سنترقب كيف سيكون رد صالح، تقول الصحيفة، بعد أن تعرض العديد من الموالين له في عدن لهزيمة مهينة على يد هادي خصمه الرئيسي. ويظل صالح الذي أُطيح به من السلطة في عام 2012 كجزء من اتفاق توسطت فيه دول الخليج، واحدًا من أكثر الشخصيات السياسية المؤثرة في اليمن. ويقول النقاد إن صالح قوة مدمرة، وعلى استعداد للنظر في أي تحالف، بما في ذلك المتطرفين، لمواصلة مصالحه.
ونقلت الصحيفة عن ضابط موالي لهادي، رفض الكشف عن هويته، قوله: "إن صالح هُزم عسكريا اليوم في عدن، ونحن قلقون"، مضيفًا: "قد يلجأ صالح إلى استخدم جميع أوراقه".