رئيس التحرير
عصام كامل

من الاستعمار للاستحمار!!


القضاء على الاستعمار وأعوانه مبدأ أساسى لكل الثورات، ومنذ أن رضخت سيناء تحت سطوة الاحتلال فلا مفر من تحرير سيناء وعودتها لحضن مصر الدافئ أو البارد مش مهم، وقد حدث بعد نصر أكتوبر ومفاوضات السلام منذ رفع العلم على طابا فى التاسع عشر من مارس 1989.

انتهى زمن الاستعمار وبدأ زمن الاستحمار، فإذا كان المستعمر يستغل شعب مصر للحصول على ثرواته، فإن حكومات ما بعد الاستعمار تتبع مبدأ الاستحمار لشعوبها، فمنذ أن خرج المستعمر وسيناء رجعت كاملة لينا ومصر اليوم فى عيد ولكن للأسف نتذكر سيناء فى يوم عيدها فقط، فنتشدق بالتعمير وهات يا كلام وخبراء وبرامج تليفزيون ولكن نكتشف بعد ما يقرب من ثلاثين عاما أن سيناء لم تعمر على الإطلاق ولن تعمر.
وكم كنت سعيد الحظ أو تعيسا بمقابلتى لأحد الخبراء العسكريين بالصدفة فى مطار شرم الشيخ بمقتضى عملى وسألته سؤالا مباغتا، هل فعلا سيتم تعمير سيناء ورد بالنفى لأسباب كثيرة أهمها أن أغلب أراضى سيناء أراضى عمليات وانتشار عسكرية وجنوب سيناء فقط بها خمس محميات تبتلع ثلث مساحة المحافظة، بالإضافة لحقوق الامتياز العديدة لشركات البترول والمحاجر وما يسمى بهيئات التنمية الزراعية والسياحية والصناعية، بالإضافة للطبيعة الجبلية الصعبة وندرة المياه، وطبيعة أهلها الذين يميلون للطابع القبلى أكثر من الطابع الحضرى.
من الآخر كده على حد تعبيره، كل ما كان يقال عن خطط التعمير وجذب 5 ملايين من سكان مصر لسيناء كذب واستخفاف بعقول الشعب، لأن سيناء بطبيعتها الحدودية تستخدم كحرم آمن أو منطقة عازلة بين مصر والعدو الإسرائيلى، ونظر لى من تحت نظارته وقال لى كيف نعمرها ونصرف عليها مليارات لتكون مطمعا للعدو ويحاول اغتصابها مرة أخرى ولن نستطيع إرجاعها؟ أما ما تم تحقيقه فهو شريط ضيق جدا على شاطئ شرم الشيخ أغلبه من مساهمة المستثمرين وقروض البنوك، حيث كان متر الأرض بدولار مع فترات سماح ضريبى وقروض ميسرة، وستبقى سيناء مجرد بوابة شرقية تحمى مصر من غزو المحتل وليس فى الإمكان أفضل مما كان.
الجريدة الرسمية