«الإخوان والسلطة».. إنشاء الجماعة لاستعادة الخلافة عام 1928.. تعرضت للحل على يد النقراشي.. السادات سمح لها بممارسة السياسة.. عادت إلى السرية في عهد مبارك.. والشعب ثار عليها في 30 يونيو
تمر اليوم الذكرى الـ 87 لتأسيس جماعة الإخوان الإرهابية، في الإسماعيلية عام 1928 على يد حسن البنا.
وزعم حسن البنا، إنه أسس الجماعة لإعادة الأخلاق التي غابت من وجهة نظره منذ سقوط الخلافة الإسلامية من تركيا عام 1924،.
و بدأ البنا جماعته في كنف الملك فاروق وساعده في تأسيس الجماعة حتى يكون هو وجماعته حائط صد للملك ضد القوى الوطنية التي تعارضه.
السرية
بعد اشتعال الحرب بين الملك فاروق وجماعة الإخوان الإرهابية، تم حل الجماعة في ديسمبر عام 1948، بقرار من النقراشي باشا الذي اغتاله الإخوان في الشهر نفسه، ورد الملك باغتيال حسن البنا، انتقلت الجماعة من العمل العلني بشكل كامل إلى العمل السري الذي بدأ في عهد مأمون الهضيبي المرشد الثاني للإخوان واستمر حتى وفاته إلى أن تولى عمر التلمساني مسئولية مكتب الإرشاد.
العودة إلى المجتمع
بعد وفاة مأمون الهضيبي عام 1973، وتولي عمر التلمساني مهمة مرشد الإخوان، طلب الرئيس أنور السادات لقاء المرشد الثالث للجماعة ووعده بأن يسمح لجماعته بممارسة العمل السياسي وإخراج كل أبنائها من السجون بشرط أن ينهوا على الشيوعيين الذين يملأون الجامعات ويسبون السادات حبا في جمال عبدالناصر.
وبالفعل تمت الصفقة وعاد الإخوان لممارسة العمل السياسي والدعوي بشكل واضح حتى حادث اغتيال السادات الشهير عام 1981 على أيدي أبناء الجماعة الإسلامية، خالد الإسلامبولي وعبود الزمر وطارق الزمر، وتم القبض على معظم الإسلاميين ومن ضمنهم الإخوان، وكان أولى قرارات مبارك حل كل تلك الجماعات.
العودة إلى السرية
وشهدت الفترة الأولى من حكم الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، خلاف وصدام كبير مع الإخوان، وتم القبض على معظم قيادات الجماعة والتضييق على الإخوان الذين عادوا مرة أخرى إلى العمل السري حتى وفاة عمر التلمساني.
وتولي محمد حامد أبو النصر مهمة مرشد الإخوان الجديد عام 1986، ومنذ هذا التاريخ خاضت جماعة الإخوان، الحياة السياسية المصرية، وبعدت عن المجال الدعوي الذي تأسست في البداية من أجله، وشاركت الجماعة عام 1987 في الانتخابات البرلمانية ونجح منها 36 عضوا، ثم كما شاركت أيضا في التجديد النصفي لمجلس الشورى ثم قاطعت الانتخابات البرلمانية عام 1990.
شد وجذب
عاشت الجماعة فترة شد وجذب مع النظام منذ تولي مصطفى مشهور، مسئولية مرشد الإخوان نظرا لتاريخه الدموي، واستمر الشد والجذب في عصر مأمون الهضيبي، وحتى تولي محمد مهدي عاكف مهمة مكتب الإرشاد عام 2004،.
عاش الإخوان في عهده فترة ازدهار إلى حد ما، وكان عاكف من مؤيدي مبارك ونجله، وأعلن صراحة تمنيه أن يجلس مع مبارك وموافقته على تجديد الثقة فيه كرئيس جمهورية.
ووافق عاكف أيضا على توريث الحكم لنجله جمال، واستمرت علاقة الود بين الجماعة والنظام الذي استخدمت الإخوان كفزاعة لباقي الأحزاب السياسية المعارضة التي تخرج على النصب أحيانا حتى اشتعال أزمة في مكتب الإرشاد استقال على إثرها عاكف وتولي محمد بديع مهمة المرشد الثامن لجماعة الإخوان الإرهابية.
ركوب الموجة الثورية
خاضت جماعة الإخوان ثورة يناير رغم ترددها في السابق ورفضت كل المحاولات للصلح مع مبارك ونظامه على الرغم من تفاوضهم أكثر من مرة مع اللواء عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية السابق حتى تنحى مبارك في فبراير 2011، وركبت الجماعة الموجة الثورية وتصدرت المشهد السياسي بعدها حتى حصلوا على الأغلبية البرلمانية، ثم رشحوا محمد مرسي في الانتخابات البرلمانية والتي فاز بها.
مخطط التمكين
ومنذ وصول مرسي إلى عرش مصر بدأ مخطط أخونة الدولة ونشر رجال الإخوان في كل مؤسساتها تمهيدا لمخطط التمكين الذي انشغل به مرسي، أكثر مما انشغل بمشاكل مصر دولة وشعبا حتى وصل الغضب الشعبي إلى ذروته وسط دعاوي كثيرة بإسقاط مرسي وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة.
السقوط الكبير
وفي 30 يونيو عام 2013 نزل أكثر من 33 مليون مصري في الميادين يطالبون بإسقاط حكم الإخوان وبالفعل رضخ الجيش لأوامر الشعب وتم عزل مرسي في 3 يوليو من العام نفسه، الأمر الذي أشعل غضب الإخوان وجعلهم يعلنون الحرب صراحة على الدولة المصرية، فبدأوا باعتصامي رابعة والنهضة حتى تم فض الاعتصام في أغسطس 2013.
الانهيار
وتعتبر مرحلة الانهيار هي المرحلة الأخيرة التي يمر بها الإخوان الآن، ووضعت الجماعة بقوائم الإرهاب، وتم القبض على معظم قياداتها بعد تحريضهم على العنف واستمرار هذا العنف في الشارع المصري حتى الآن، الأمر الذي جعل الشعب والدولة يد واحدة ضد هذا التنظيم الإرهابي الذي يمر الآن بأخطر مرحلة مر بها في تاريخه.