رئيس التحرير
عصام كامل

ولا عزاء للإخوان المجاهدين


حتى لو نجح الإخوة المجاهدون من الإخوان والسلفيين فى تحقيق ما كان مطلوبا منهم فى سوريا فلن يكون مصيرهم أفضل من مصير أسلافهم الذين قدموا آلاف الضحايا فى أفغانستان وأسهموا بشكل ناجع فى إنهاء الإمبراطورية السوفييتية لصالح منافسها الأمريكى إلا أن مصيرهم توزع بين المنافى والفيافى والمعتقلات فضلا عن حبال المشانق، فما بالك لو كان الفشل مصيرهم كما هو فى سوريا الآن.


حتى ولو سلمنا (بنبل الغايات) التى دفعت هؤلاء لحمل السلاح فلم يكن هناك أدنى مبرر أن يأخذ قادة هذه الجماعات أتباعهم الذين تدفقوا من كل حدب وصوب إلى سوريا للقتال دون بحث وتدقيق عن المآلات الناجمة عن انكفاء مشروعهم وأين دفنت جثث قتلاهم فما بالك بمصير أسراهم غير السوريين الذين مارسوا القتل العشوائى والتفجيرات الانتحارية (والذين هم مقاتلون غير شرعيين) لا ينطبق عليهم قوانين الحروب.

ترى متى يبدأ صاحب برنامج الحقيقة مطالبته لمرسى بجلاء مصير هؤلاء واستعادة من تبقى منهم؟!
الآن تسربت إلى العلن وعبر أخبار صحفية متعددة الاتجاهات إلى أن اتفاقا قد بدأ إبرامه بين روسيا والولايات المتحدة من أجل إنهاء النزاع السورى الذى يوشك أن يدخل عامه الثانى وأن الجعجعة الأمريكية الحالية عن إمداد المعارضة السورية بأسلحة غير فتاكة وعلب جبن (نستو يا معفنين) لا تعدو كونها غطاء للتراجع الأمريكى الذى يحاول أن يكون منظما من ساحة القتال حفاظا على ما تبقى من مصالح أمريكية فى المنطقة.

الآن بدأت عملية تبريد الحريق تمهيدا لإطفائه وهو ما قد يستغرق وقتا، شهورا وربما عاما من الآن، وهو ما يعنى حكما سقوط الرهان على المتأسلمين وإنهاء دورهم الاستراتيجى كما يعنى سقوط مشروع عثمنة المنطقة من تركيا إلى تونس مرورا بمصر والتعامل معهم بالقطعة أو باليومية فلا ضمانات أبدية ولا مشروع خلافة عثمانية ولا إخوانية.

لا يعنى هذا أن ما بعد انتهاء الرهان على إسقاط النظام السورى سيكون سمنا وعسلا إذ إن اليأس قد يدفع بعض الأطراف للانتحار كما هو حال الصهاينة الذين أملوا أن يقوم جهاديو سوريا بنزع الشوك من طريقهم بدلا من اضطرارهم للدخول مرة أخرى فى مواجهة مسلحة مع إيران والمقاومة وها هو حلمهم ينهار ولذا فقد يلجئون لخيار الانتحار خلال الأشهر القليلة المقبلة.

ولننتظر ما سيسفر عنه نهاية الربيع الأمريكى على أسوار دمشق وبداية الصيف المقبل وهل سيكون الحدث المقبل فى الجنوب اللبنانى أم فى القاهرة؟!


الجريدة الرسمية