رئيس التحرير
عصام كامل

البحث عن صاحب اللحية


بدأت نيابة قصر النيل التحقيق مع ثلاثة صبية، تم ضبطهم وهم يحاولون إلقاء قنابل المولوتوف على نوافذ المجمع العلمى بشارع الشيخ ريحان فى محاولة لحرقه.. وهذا تكرار لمحاولة سابقة أسفرت عن خسائر كبيرة فى هذا المجمع الذى يضم تاريخ مصر ووثائق أصلية لا يمكن تعويضها، من بينها وثائق وخرائط استخدمتها مصر فى إثبات أحقيتنا فى منطقة طابا، ما أسفر عن عودتها كاملة ورفع علم مصر عليها.


ولا ندرى ما الهدف من حرق هذا المجمع.. ومن هو صاحب المصلحة فى ذلك؟ ولا نزال نتمنى أن تسفر التحقيقات عن حل لهذا اللغز.

وقد استجوبت النيابة الصبية الثلاثة كل منهم على حدة، وأجمعوا على أن رجلاً ملتحيًا دفع لكل منهم مئة وخمسين جنيهًا، وأعطاهم بعض الأطعمة والحلوى وقنبلة المولوتوف التى طلب إلقاءها على نوافذ المجمع العلمى.. وأشرف على هذه التحقيقات المستشار حمدى منصور، المحامى العام الأول لنيابات وسط القاهرة، ولم تصلنا ــ حتى كتابة هذه السطور ــ أى معلومات عن المحرضين على هذا العمل، والهدف من هذا التخريب.

ونحن نعلم أن الكشف عن ذلك ومعرفة المحرضين وضبطهم وتقديمهم إلى نيابة قصر النيل، ليس مسئولية جهات التحقيق، لكنه مسئولية أجهزة أخرى، منها ما يتبع وزارة الداخلية، ومنها ما يتبع رئاسة الجمهورية، التى يتربع عليها الآن ــ وحتى إشعار آخر ــ السيد محمد مرسى العياط.. لكنه هو وأجهزته وعشيرته والتابعون وتابعو التابعون عجزوا جميعًا عن القيام بواجبهم والكشف عن هذا الملتحى، الذى وزع الطعام والحلوى والمال على الصبية الثلاثة الذين نجدهم ضحايا أكثر منهم مجرمين.

وهذا يفتح أمامنا أبواب الظن أو الاجتهاد، ومن بين المجتهدين من يرى فى ذلك شبهة تحيط بالإخوان، نظرًا لتشابه الأسلوب الذى اتبعه هذا الملتحى والأسلوب الذى اتبعوه خلال انتخابات البرلمان وانتخابات رئاسة الجمهورية، حيث كانوا يوزعون الأطعمة ومثلثات الجبن والأموال على السذج والطيبين من أصحاب بطاقات الرقم القومى، مقابل التصويت لصالح الأخ المرشح صاحب اللحية.. وكان معظم الذين يدفعون ــ أو كلهم ــ من أصحاب اللحية التى تشبه أو تماثل لحية صاحبنا محرض الصبية الثلاثة.. وهذا الظن أو الاجتهاد له ما يبرره ما دامت أجهزة الريس مرسى لم تجتهد فى البحث عن المحرض، ولم تنجح فى الكشف عنه وتقديمه إلى جهات التحقيق، وهناك من يبلغ به الظن ــ أو الاجتهاد ــ حد اتهام الأجهزة بتعمد التعتيم عليه وإخفاء شخصيته، بل منهم من يدعى أنه من التابعين لهم، دون أن يوضحوا دوافعه وأهدافه ومن يقف وراءه.

والعجيب أن الريس مرسى يتناول هذه الأمور بالشكوى منها مثله مثل عامة الناس، وقد أفصح عن ذلك فى آخر تصريحاته التليفزيونية التى قال فيها: إنه متألم لأن مجهولاً دفع مبلغًا من المال لامرأة مقابل تحريض ابنها على القيام بأعمال تخريبية.. ولا يزال صاحبنا يدعى أن هؤلاء جميعهم مجهولون، لكننا نخشى ألا يكونوا كذلك بالنسبة لنا وللآخرين.
ونسأل الله العافية..
الجريدة الرسمية