رئيس التحرير
عصام كامل

نتنياهو كذاب؟! حسنا.. فماذا عن أوباما؟!


يتمتع الرئيس الأمريكي باراك أوباما، بنفور طبيعي من رجلين في العالم، بخلاف الملايين في دول الربيع العبري المطبوخ في دوائر المخابرات الأمريكية، أحدهما الرئيس الثعلب فلاديمير بوتين، الحالم بإحياء الإمبراطورية السوفيتية ورد المؤامرة الغربية التي وأدتها، تحت دعاوى حقوق الإنسان والديمقراطية، وحرية التعبير والتظاهر والحشد.

والآخر هو بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي الفائز للتو في انتخابات جاءت بحزمة من المتطرفين على رأسهم أشهر كذَّاب في العالم، هو نتنياهو، يسبقه بالقطع والطبع الإرهابي الكذاب الأول بوش الابن!

الحقيقة أن حرب أوكرانيا الساخنة حاليا، سبقتها ولا تزال حرب باردة، بدأها بوتين ضد حاكم البيت الأبيض، بتعمد تجاهله، وتعمد تأخير الدخول عليه للمقابلات الرسمية وغير الرسمية، ولسوف تستمر، أما الحرب بين أوباما ونتنياهو، فهي امتداد لامتعاض يحمله وزراء خارجية أمريكيون سابقون، من أيام مادلين أولبرايت التي وصفته بـ "الفظيع والكداب"، لأنه لا يصدق في كلمة واحدة، وانتقل إرث الامتعاض والقرف منه، إلى رؤساء أبرزهم أوباما، الذي لم يغفر لنتنياهو دخوله الكونجرس وإلقائه خطابا رغم أنف الرئيس ذاته، يحرض الهيئة التشريعية ضد رئيسها وسط معركة تفاوض ساخنة بين واشنطن وخمس دول غربية من ناحية، وبين طهران المصممة على مشروع نووي، ممكن أن يهدد الخليج وإسرائيل!

الامتعاض والقرف من أكاذيب نتنياهو، فضلا عن تصريحاته قبيل الفوز الأخير بالانتخابات، التي رفض فيها الدولة الفلسطينية، دفعت جميعها الرئيس الأمريكي إلى الإعلان عن احتمال سحب الحماية الدبلوماسية لإسرائيل، في أروقة الأمم المتحدة، وبالذات في مجلس الأمن فيما يسمى بإعادة تقويم السياسة الخارجية الأمريكية تجاه إسرائيل في الأمم المتحدة، وذهب بعض المحللين إلى احتمال أن يأمر أوباما ممثله في المجلس بالامتناع عن التصويت لتمرير مشروع قرار يعترف بالدولة الفلسطينية!

كل هذا كذب!
كذب أمريكي بقدر ما هو كذب إسرائيلي!
لن يستطيع رئيس أمريكي أن يعري مؤخرة إسرائيل؛ لأن مؤسسات عديدة هنالك، ليس أقلها الإعلام، سوف تعري مؤخرة أوباما نفسه، وربما من حوله!!

نحن إذن أمام عملية نصب وكذب جديدة، كتلك التي روجها المجرم الطليق جورج بوش الابن، قبيل غزو العراق، حين قال إنه مع حل القضية الفلسطينية، ورد الحقوق المشروعة، تخديرا للرأي العام العربي، قبيل تدمير العراق، بروفة تدمير مصر وليبيا وسوريا واليمن الحالية.

الذين يصدقون الإرهابي الثاني أوباما، شركاء في جريمة جديدة ضد الأوطان، وخونة، ستسحقهم نعال مستأجريهم.. أما نحن، في مصر، فنعرفهم من سيماهم القذرة، تسع سفالة، وعمالة، وعملات!!
الجريدة الرسمية