رئيس التحرير
عصام كامل

اليمن على بوابة الحرب الأهلية والصراع الطائفي.. «محلل سياسي»: «أنصار الله تفوقوا في العدد والتسليح.. المنافسة بين القاعدة و«داعش» على أشدها.. ترك هادي للسلطة «خيانة»


توقع المحلل السياسي عادل الشرجبي، أن تتكرر الاعتداءات الإرهابية التي شهدتها صنعاء، وحمل الرئيس السابق صالح المسئولية عن تأزم الوضع في اليمن، رافضا فكرة أن يتخلى الرئيس هادي عن موقعه، لأن ذلك سيكون "خيانة".


وحول تبني تنظيم داعش لتفجيرات الانتحارية في مسجدي صنعاء الجمعة، أكد الشرجبي أن هذا أمر مشكوك بصحته، لأن الشخص الذي قدم التسجيل الصوتي يبدو أنه غير يمني، وذلك لأنه نطق كلمة "الحوثيين" مرتين بشكل خاطئ، مؤكدا أنه لا يمكن لتنظيم داعش أن ينفذ هذه التفجيرات عبر أشخاص غير يمنيين، وكان الأجدى أن يقوم بها يمنيون.

المنافسة باتت على أشدها

وأكد أن المنافسة بين "داعش" والقاعدة باتت على أشدها في اليمن، خاصة بعد أن بايع مسلحو القاعدة في محافظتي ذمار وصنعاء تنظيم داعش، في فبرايرالماضي.

وقال إن القوى الغربية لا تريد أن تدخل في مواجهة جديدة مع إيران في اليمن، والملف اليمني ليس ملفا منفردا، وإنما هو، بالنسبة للدول الغربية على الأقل، جزء من حزمة ملفات كثيرة، من ضمنها المفاوضات حول الملف النووي الإيراني، وبالتالي فإن للدول الغربية حساباتها التي قد تؤثر سلبا على الملف اليمني.

دعم الخليج

وأشار الشرجبي إلى أن هناك دعما خليجيا سياسي، وبدا ذلك في مجلس الأمن، والتغطية الإعلامية، وأيضا الدعوة لعقد حوار في مقر مجلس التعاون الخليجي في الرياض.

وأشار إلى أن الرئيس السابق على عبد الله صالح يتصرف الآن كما لو كان رئيسا للجمهورية العربية اليمنية، أقصد اليمن الشمالي قبل الوحدة، إنه يتصرف على أساس أن هناك دولتين، والآن يحشد قواته باتجاه غزو الجنوب، ولكن لا أعتقد أن يحدث ذلك بسهولة، فالجنوبيون جميعا متوحدون في هذه المرحلة ضد أي محاولة لاجتياح الجنوب.

تفوق الحوثيين

وأضاف أن القوة العسكرية على أرض الواقع تشير إلى تفوق صالح والحوثيين، من ناحية العدد والتسليح، ولكن يجب أن لا نغفل دور الإرادة والالتفاف الشعبي ودور البيئة، الجنوبيون يقاتلون في مناطقهم، كما أنهم يقاتلون بإستراتيجية دفاعية، فيما تقاتل قوات صالح والحوثيين بإستراتيجية هجومية، مؤكدا أنه إذا استطاعت القوات الجنوبية أن تشكل خلايا صغيرة في المناطق الإستراتيجية على الطرق المؤدية من الشمال إلى الجنوب، فيمكن لها إعاقة تلك القوات وتشتيتها.

الحرب الأهلية

وأكد المحلل السياسي، أن اليمن يتجه إلى الحرب الأهلية، ولكنها أقرب إلى الحرب بين دولتين، ليس هناك حرب في إطار كل منطقة من المناطق التي يسيطر عليها كل طرف، وإنما ستأخذ منحى كما لو أن اليمن عاد إلى حالة التقسيم وإلى ما قبل عام 1990، وتحول إلى دولتين.

وقال إن الطابع الطائفي بدأ يظهر مؤخرا، في بلد كانت مساجده دائما مختلطة، والرئيس عبد ربه منصور هادي تحدث أمس السبت، وأشار إلى الدعم الإيراني، وإلى الطابع الطائفي للحركة الحوثية وأسماها بالحركة الاثني عشرية، والتي تحاول أن تهيمن على السلطة في اليمن هيمنة طائفية، وأن ذلك غير مقبول، الصراع الذي يفرضه الحوثيون هو صراع طائفي من الطراز الأول، وهو واضح من خلال الرموز التي يستخدمونها ومن خلال القوى الاجتماعية التي يستندون عليها.

ترك السلطة خيانة

وأشار إلى أن الحركة الحوثية ليست مقبولة في كل المناطق ومن قبل مختلف فئات الشعب اليمني، وإنما محصورة في فئة سلالية وفئة مذهبية. وأعتقد أن الحرب حتى ولو حسمت عسكريا في هذه المرحلة، لكنها ستظل حربا طويلة متفرقة، وربما تكثر العمليات الانتحارية. والصراع سيتحول إلى صراع أشبه بما يحدث في العراق.

وتابع أن ترك هادي للسلطة في هذه المرحلة يعتبر خيانة وطنية، لأنه سوف يسلم اليمن لقوى لا تريد لليمن الخير، كما أنه سيكون تنازلا من القوى التي تتبنى مشروع الدولة لمصلحة القوى التي تحاول أن تفرض المشروع الطائفي، ومن هنا عليه فقط أن يحسن الاختيار للقادة العسكريين، وينبغي أن يسلم الملف العسكري لقادة أمثال الصبيحي وقواس وقيس الرجب.

تحالفات صالح

وحول تحالفات على عبد الله صالح مع الحوثيين أكد الشرجبي أنها دائما تحالفات تكتيكية، وهذا معروف عنه، وهو يريد استخدام الحوثيين من أجل العودة إلى السلطة، سواء بشخصه أو عن طريق نجله أحمد، لكن أعتقد أن الحوثيين يدركون ذلك، وهم يريدون أيضا استخدام صالح لتحقيق أهداف، ومن هنا فإن كل طرف من طرفي هذا التحالف يبيّت النية للقضاء على الآخر بمجرد تحقيق هدفه، فبالتأكيد سوف يكون هناك جولة من الصراع بين صالح والحوثيين.
الجريدة الرسمية