رئيس التحرير
عصام كامل

السيسي في حوار مع «وول ستريت جورنال»: الإسلام الحقيقي يمنح الحرية لجميع الناس ولا يدعو لقتل الآخرين.. القاهرة لن تدير ظهرها لواشنطن.. لن نقاتل «داعش» في العراق.. ويجب تشكيل قوة عرب


أكدت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، أن الرئيس عبد الفتاح السيسي، قدم درسا للعالم عندما اختاره الرئيس الأسبق محمد مرسي كوزير للدفاع؛ لأن على جبهته علامة الصلاة وانتشرت الشائعات أنه يمثل أيديولوجية جماعة الإخوان، وقدم السيسي درسا في الاختلاف ما بين التقوى الدينية والتطرف.


السيسي قدم درسا للعالم
وأشارت الصحيفة، إلى حوار مع الرئيس عبد الفتاح السيسي في قصر الاتحادية، أكد فيه أن هناك خلطا حول الإسلام الحقيقي، والدين يحمي جوهره وروحه وليس البشر من يحموه، فالبشر يأخذون تعاليم الدين ويتجهون بها نحو اليمين أو اليسار.

وأوضح السيسي، أن الدين الإسلامي الحقيقي يمنح الحرية لجميع الناس ليؤمنوا به أو لا، فالإسلام لم يدعُ لقتل الآخرين الذين لا يؤمنون به، ولم يعطِ للمسلمين الحق في إملاء معتقداتهم على العالم، ولم يقل إن المسلمين هم من سيدخلون الجنة وسيلقي غيرهم في الجحيم.

وأضاف السيسي "أننا لسنا آلهة على الأرض، وليس لدينا الحق في التصرف نيابة عن الله".

السيسي أبرز مدافع عن الإسلام

ولفتت الصحيفة، إلى قرار المجلس العسكري لعزل مرسي من منصبه بقيادة السيسي في 3 يوليو عام 2013، عقب احتجاجات شعبية عارمة ضد حكم مرسي، وأشارت إلى أنه لم يكن واضحا أن السيسي سيكون أبرز مدافعًا في العالم عن الإسلام المعتدل وإصلاح الخطاب الديني.

وأضافت الصحيفة، أن السيسي بدأ بداية عسكرية وشبهه البعض بالرئيس الأسبق حسني مبارك، وأكدت أن هذه التشبيهات كانت مضللة.

العلاقات المصرية الأمريكية

وفيما يتعلق بالعلاقات المصرية الأمريكية وتعليق بعض المساعدات الأمريكية عقب عزل مرسي، قال السيسي: "إن مصر لن تضر بالعلاقات الثنائية ولن نتصرف بحماقة، وعلاقة مصر والولايات المتحدة لا يمكن أن تقتصر فقط على تسليم الأسلحة ومقاتلات إف - 16".

وأكد السيسي، أن مصر متحمسة لعلاقة إستراتيجية مع الولايات المتحدة، وأن القاهرة لن تدير ظهرها لواشنطن حتى لو هي فعلت ذلك.

رسالة السيسي لليبراليين
وبشأن رسالة السيسي لليبراليين، أعرب عن تحمسه لتلبية توقعاتهم، مشيرا إلى تضرر سمعة مصر بسبب قضية صحفي الجزيرة، على الرغم من وجود المئات من الصحفيين الأجانب في مصر يعملون بحرية.

وأكد السيسي، أن الدين الداخلي تضاعف إلى 300 مليار دولار، وقال: "ليس لدينا الرفاهية لنقاتل ونشحن ونستنفد أوقاتنا في مناقشة قضايا مثل هذه.. البلد تحتاج إلى الأمن والنظام للبقاء.. إذا كان بإمكان العالم تقديم الدعم، فسوف أسمح للناس بالتظاهر في الشوارع ليل نهار".

وتابع السيسي: "إذا تم فرض المعايير الأمريكية على مصر، فلن تنجح.. قيم الولايات المتحدة المتعلقة بالديمقراطية والحرية يجب احترامها، لكنها بحاجة إلى مناخ معين، فإذا كان بإمكاننا تحقيق الرخاء، سيكون بمقدورنا حماية هذه القيم، ليس فقط بالكلام".

قوة عربية مشتركة
وبشأن قوة عربية مشتركة، أكد السيسي أن العالم العربي بحاجة إليها، وأن مصر لن تشارك في القتال ضد تنظيم داعش في العراق؛ لأن هذه مهمة القوات العراقية والولايات المتحدة.

وأوضح السيسي، أن هناك حاجة للقوى الجديدة للحفاظ على ما تبقى من استقرار في العالم العربي، ولا يجب أن يكون هناك أي ترتيبات على حساب دول الخليج، فأمن الدول الخليجية لا مفر عنه لأمن مصر.

معارضة السيسي للتدخل العسكري الغربي
وانتقد السيسي التدخل العسكري الغربي في بعض الدول، وأعطيىمثالا لتدخل الناتو في ليبيا وعدم إتمام مهمته، ومواصلة الأمم المتحدة فرض حظر توريد أسلحة للحكومة الليبية المعترف بها دوليا، ما يؤثر على شرعيتها، وفي المقابل تتلقى المليشيات المتطرفة الأسلحة والذخيرة.

وأكد السيسي، أن هناك اختلافا بين اتخاذ إجراء وأن تكون على وعي بما سيتسبب فيه هذا التحرك، مشيرا إلى أن مخاطر التطرف والإرهاب لم تكن حاضرة في العقول الأوربية والأمريكية عند التدخل في ليبيا، والأمر نفسه ينطبق على الغزو الأمريكي للعراق.

قوة واشنطن من حجم مسئوليتها
وأضاف السيسي، أن الولايات المتحدة لديها القوة، ومع القوة تأتي المسئولية، مشيرًا إلى أن لهذه الاعتبارات فإن الولايات المتحدة ملتزمة ولديها مسئوليات تجاه العالم كله، وليس من المعقول أو المقبول أن مع كل هذا نجدها لا تلتزم أو تتحمل مسئولياتها تجاه الشرق الأوسط، مؤكدا أن المنطقة تمر بأكثر وقت صعوبة وحرجا، وهذا يترتب عليه المزيد من المشاركة، وليس أقلها.

خطأ مبارك
وفيما يتعلق بالرئيس الأسبق حسني مبارك، أكد السيسي أن الخطأ الأكبر الذي اقترفه مبارك هو أنه مكث في السلطة فترة طويلة، وكان هناك تعاطف شعبي مع تدخل فكرة الدين في السياسة، كان يهيمن على المشهد بأكمله في مصر لسنوات، لكن هذا لم يعد له وجود.

تغيير إستراتيجي
واختتم الرئيس حواره بالإشارة إلى أن هناك تغييرا إستراتيجيا مع تعاطف الناس لوجود الدين في السياسة، وأن سبب مجيء الإخوان للسلطة كان تعاطف المصريين مع مفهوم الدين، وقال: "اعتقد المصريون أن الإخوان دعاة الإسلام الحقيقي، لكن كانت السنوات الثلاثة الماضية اختبارا حاسما لأولئك الناس الذين كانوا يروجون الأفكار الدينية، فلقد اختبر المصريون بأنفسهم الأمر وتوصلوا إلى أن أولئك الناس لا يستحقون التعاطف".
الجريدة الرسمية