تكريم «والدة السيسي» أمًا مثالية !
وكأن المرض اختار موعد الاحتفال بـ«عيد الأم» ليزور والدة الرئيس، ويذكر المصريين بـ«أم» الرجل الذي اختاروه رئيسًا لهم.. الرجل الذي أنقذ مصر من حكم الإخوان، بانحيازه إلى الإرادة الشعبية، التي خرجت في الثلاثين من يونيو 2013؛ لإسقاط حكم الجماعة الإرهابية.
على استحياء انتشر خبر «مرض والدة السيسي»، وأنها تخضع للعلاج بأحد المستشفيات، وأن الرئيس يذهب إليها يوميًا؛ لتقبيل يدها، ومتابعة حالتها الصحية، وطلب البركة منها، والدعاء له بأن يعينه الله على مهمته الثقيلة.
مرض والدة الرئيس انتشر بعد سويعات من نبأ تكريمها «أمًا مثالية»، من قِبل جمعية إمام للبناء والتنمية الثقافية بمدينة المحلة الكبرى، التي نظمت احتفالية لتكريم 45 سيدة من أمهات ضباط وأفراد الجيش والشرطة، اللاتي استشهد أولادهن في حوادث إرهابية.
اقتراح تكريم «والدة الرئيس» كـ«أم مثالية»، جاء من الطفل أحمد ياسر المسيري، عضو الجمعية، المصاب بمرض السرطان، الذي قابل «السيسي» أكثر من مرة، وأصر على إرسال الهدية الخاصة بـ«أم الرئيس» إلى مؤسسة الرئاسة، وهي عبارة عن «مصحف وشهادة تقدير».
أهمية هذا التكريم لوالدة الرئيس تكمن في أنه لم يأتِ من جهة حكومية، بل من جمعية أهلية، وبالتزامن مع زيادة المطالب الشعبية بمنح لقب «الأم المثالية» لوالدة السيسي، ليس باعتبارها أم الرئيس فقط، بل لأن هذه السيدة تستحق هذا التكريم، كأي أم كافحت وربت أبناءها أفضل تربية.
ومع كامل احترامنا وتقديرنا لـ«أم الرئيس»، وكفاحها في تربية أبنائها، إلا أنني ضد هذا التكريم، لعدة أمور، أهمها: أن والدة السيسي تلقى الكثير من الاهتمام، بعكس أمهات كثيرات، رَبيْنَ أبناءهن في ظروف صعبة، وتحملن ما لا يتحمله كثير من البشر؛ للوصول بفلذات أكبادهن إلى بر الأمان.. هذا أولًا.
ثانيًا: هناك مَنْ يتربص بالرئيس، ويتصيد له الأخطاء، ومن الممكن، بل المؤكد، أن كارهي السيسي سيأخذون هذا التكريم مطية، للنيل منه، وتجريح «ست الحبايب».
ثالثًا: من الأفضل أن نترك «عائلة الرئيس» في حالها، طالما أنها بعيدة عن السياسة، حتى لا نتهم بأننا ممن يجيدون «صناعة الآلهة».
رابعًا: والدة الرئيس -رغم اللفتة الطيبة بتكريمها- فإنها في أشد الحاجة الآن إلى دعوات المخلصين لها بالسلامة والشفاء.
اللهم اشفها، واشفِ كل مريض يا رب العالمين.