الصحف الأجنبية: جهود القاهرة لإحياء صناعة الطاقة جذبت مليارات الدولارات.. العقارات محور التنمية في مصر.. التفجيرات تحوّل اليمن إلى صومال أخرى.. «نتنياهو» فقد مصداقيته أمام العالم
تنوعت اهتمامات الصحف الأجنبية الصادرة صباح اليوم السبت، بالعديد من القضايا الدولية التي كان من أبرزها جهود مصر لتحقيق التنمية وحقيقة اعتذار رئيس تركيا رجب طيب أردوغان للرئيس عبد الفتاح السيسي، والأزمة في اليمن.
وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، أن بعض المسئولين التنفيذيين يعتقدون أن جهود مصر لإحياء صناعة الطاقة الراكدة جذبت مليارات الدولارات في الاستثمارات الجديدة، ولكنها ما زالت بحاجة لمعالجة العقبات البيروقراطية والقانونية.
مصر دولة جيدة للاستثمار
وقال "باتريك ألمان وارد"، الرئيس التنفيذي لشركة دانة غاز الإماراتية:" إن مصر دولة جيدة للاستثمار، لأن أفضل وقت لتستثمر في بلد أو مشروع عندما يكون في آخر دورة الاستثمار"، مشددًا على حاجة مصر للحد من البيروقراطية والروتين.
ولفت "وارد" إلى مواجهة شركات الطاقة الأجنبية التي تعمل بمصر وضعًا صعبا، وتتصرف فيه الشركات الحكومية كشريك ومنظم في نفس الوقت".
وأوضحت الصحيفة، أن مصر كانت لاعبًا هامًا في قطاع صناعة الطاقة الهائلة بالشرق الأوسط، إذ كانت تنتج كمية كافية من النفط والغاز للاحتياجات المحلية والصادرات، مشيرةً إلى تغير الوضع بعد الإطاحة بالرئيس الأسبق "حنسي مبارك"، عام 2011.
وأبرزت الصحيفة إنجازات الرئيس "عبد الفتاح السيسي"، خلال التسعة شهور السابقة، لتنشيط صناعة الطاقة في البلاد من خلال خفض الدعم الحكومي على الطاقة للمستهلكين، واستخدام المساعدات الخارجية لتخفيض الديون المستحقة للشركات الأجنبية، بالإضافة إلى استخدام آليات جديدة لحل المنازعات التجارية.
عاصمة جديدة للقاهرة
وأشادت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، اليوم السبت، بفكرة بناء عاصمة جديدة لمصر تكون صديقة للبيئة بحجم مدينة سنغافورة، التي أعلن عنها الرئيس عبد الفتاح السيسي في مؤتمر دعم التنمية والاقتصاد الذي عقد في مدينة شرم الشيخ، في الفترة من 13 إلى 15 مارس الجاري.
وأوضحت الصحيفة أن العقارات تعد الآن محور زيادة النمو في مصر، ومن أفضل الطرق لتحفيز الاستثمار، وتتوافد الحشود على النموذج المصغر لبناء مدينة جديدة خلال المؤتمر الذي جذب 36 مليار دولار استثمارات.
وأشارت إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي،وضع مشاريع ضخمة كوسيلة لإصلاح الاقتصاد ولجذب الاستثمارات لزيادة النمو الذي تراجع منذ الثورة التي أطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك في عام 2011، مضيفة أن مصر تواجه أزمة سكن نتيجة ضغوط النمو السكاني ولحل هذه المشكلة إنشاء مناطق عمرانية جديدة خارج القاهرة.
حقيقة اعتذار أردوغان للسيسي
وذكرت صحيفة "تودايز زمان" التركية، أن صحفيا نشر تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، ادعى فيها أن الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" اعتذر لنظيره المصري "عبد الفتاح السيسي" خلال اجتماع سري بالمملكة العربية السعودية، أول الشهر الجاري.
وأوضحت الصحيفة، أن "أردوغان" التقى العاهل السعودي "الملك عبد الله"، 2 مارس، بعد يوم من زيارة "السيسي" للمملكة العربية السعودية، ما أثار تكهنات حول وساطة السعودية بين مصر وتركيا لإصلاح العلاقات المتوترة بين البلدين بعد عزل الرئيس الأسبق "محمد مرسي"، مرشح جماعة الإخوان الإرهابية.
وأضافت الصحيفة، أن هذا الصحفي، يكتب باسم مستعار "فؤاد أفني"، قال أمس الجمعة، على حسابه بتويتر إن أردوغان أرسل ثلاثة وسطاء للسيسي لإصلاح العلاقات بعد إقناع الرئيس المصري بمقابلة "أردوغان" بعد تدخل الملك السعودي في القضية.
وتابع الصحفي في تغريدته، أن "أردوغان" توسل لـ"السيسي" و"الملك سلمان" حتى لا يكشفا عن هذا الاجتماع السري.
وكشف الصحفي أيضًا أن "أردوغان" أخبر دائرته المقربة بأنه سيلتقي مع الرئيس السوري "بشار الأسد".
الطائفية في اليمن
وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، اليوم السبت، إن الهجمات الانتحارية على المساجد الشيعية في اليمن من قبل عناصر تنظيم داعش تشعل قتالا طائفيا مماثلا للقتال الطائفي الذي مزّق سوريا والعراق.
وأوضحت الصحيفة، أن التفجيرات أظهرت الجذور الطائفية وتدهور اليمن بعد استيلاء الحوثيين على السلطة، وجمع المسلحين السنة أنفسهم لمواجهة الحوثيين، بينما الرئيس عبد ربه منصور هادي سعى لإعادة تأسيس سلطته في عدن بمساعدة رجال من المليشيات القبلية.
وأضافت أن مسئولين غربيين لمكافحة الإرهاب يخشون من الفراغ الأمني، والذي يؤدي إلى تحويل اليمن إلى صومال أخرى، تجذب المزيد من الجهاديين إلى الأراضي التي لا تسيطر عليها الحكومة في اليمن ما يتيح لها المكان والوقت للتخطيط لشن هجمات ضد الغرب.
وأضافت أن تنظيم القاعدة في اليمن تردد في شن هجمات واسعة النطاق ضد المدنيين المسلمين بالرغم من كراهيتهم للحوثيين من الطائفة اليزيدية الشيعية، مشيرة إلى وجود جماعة تابعة لداعش تطلق على نفسها محافظة صنعاء تبدو مؤشرا لزعزعة الاستقرار وانتشار العنف واشتعال الصراع المدني في اليمن، وأعلنت هذه الجماعة أن جنود داعش لن يرتاحوا حتى يقضوا على الحوثيين.
ورأت الصحيفة أن الهجمات الدموية ضد المدنيين في اليمن مثال مروع لكيفية تقويض برامج مكافحة الإرهاب التي ينظر إليها مسئولون أمريكيون على أنها محورية في وقت تتزايد فيه الهجمات في جميع أنحاء العالم، وأن هذه الهجمات نتيجة تصاعد التنافس بين القاعدة والشركات التابعة لها وتنظيم داعش، منوهة أن العديد من اليمنيين من أشد منتقدي برامج مكافحة الإرهاب الأمريكية عارضوا استخدام الطائرات دون طيار ضد المتشددين لأنها تسببت في قتل مدنيين.
وأكدت أن المقاتلين في اليمن يدخلون في اشتباكات يومية على عدة جبهات، كما أن المتطرفين السنة ومقاتلى داعش ومقاتلين تابعين للقاعدة يشنون هجمات ضد الحوثيين التي سيطرت على صنعاء منذ سبتمبر الماضي، وبرزت كقوة أكبر في اليمن، وتزايدت المخاوف أن تصبح اليمن مرحلة للتنافس الإقليمي بين إيران والسعودية التي تعارض الحوثيين وتدعم السنة، في حين يتلقى الحوثيون الدعم المالي والعسكري من إيران.
تراجع نتنياهو عن تصريحاته
وسلطت صحيفة "الجارديان" البريطانية، الضوء على تراجع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، عن تصريحاته التي أدلى بها أثناء حملته الانتخابية بعدم حل الدولتين وعدم قيام دولة فلسطينية مستقلة.
وقالت الصحيفة: "إن تصريحات نتنياهو خلال الانتخابات خلقت أزمة بالفعل والتراجع عنها بعد فوزه في الانتخابات لن يغير الضرر الواقع منها، لأن حل الدولتين المبدأ الأساسي لعملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين".
وأشارت الصحيفة، إلى أن نتنياهو تنكر لتصريحاته لشبكة " إم أس إن بي سي" الأمريكية، وأكد أنه لم يقصد بعدم حل الدولتين عدم قيام دولة فلسطينية، مضيفة أن نتنياهو دائما يتراجع عن تصريحاته، ولكنه صرح بذلك لاسترضاء الناخبين وسماعهم ما يحب أن يسمعوه لكسب أصواتهم.
ولفتت الصحيفة إلى اتصال مسئوليين امريكيين عقب تصريحات نتنياهو وقالوا له "إن الولايات المتحدة ستتبني نهجًا آخر في عملية السلام، وهددوا بفرض عقوبات مشددة من الاتحاد الأوربي على إسرائيل".
وأوضحت الصحيفة، أن نتنياهو منذ أعيد انتخابه في عام 2009 وهو يؤدي لعبة سياسية معروفة للغربيين واعتادوا على تراجعه عن تصريحاته، وأنه ليس لديه نية للألتزام بها، وأكدت أن المجتمع الدولي لم يعد يصدق لعبته.
وأضافت الصحيفة أن نتنياهو تحجج في الأعوام الماضية لعدم قيام دول فلسطينية بحجة أن انسحاب قوات الاحتلال سيسهم في تأسيس دولة لحماس التي تدير قطاع غزة والتي ستمهد الأرض أمام مقاتلي تنظيم داعش للوصول إلى الحدود الإسرائيلية.