نيويورك تايمز: التفجيرات تحوّل اليمن إلى صومال أخرى
قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، اليوم السبت، إن الهجمات الانتحارية على المساجد الشيعية في اليمن من قبل عناصر تنظيم داعش تشعل قتالا طائفيا مماثلا للقتال الطائفي الذي مزّق سوريا والعراق.
وأوضحت الصحيفة أن التفجيرات أظهرت الجذور الطائفية وتدهور اليمن بعد استيلاء الحوثيين على السلطة، وجمع المسلحين السنة أنفسهم لمواجهة الحوثيين، بينما الرئيس عبد ربه منصور هادي سعى لإعادة تأسيس سلطته في عدن بمساعدة رجال من المليشيات القبلية، مضيفة أن مسئولين غربيين لمكافحة الإرهاب يخشون من الفراغ الأمني، والذي قد يؤدي إلى تحويل اليمن إلى صومال أخرى، تجذب المزيد من الجهاديين إلى الأراضي التي لا تسيطر عليها الحكومة في اليمن ما يتيح لها المكان والوقت للتخطيط لشن هجمات ضد الغرب.
وأضافت أن تنظيم القاعدة في اليمن تردد في شن هجمات واسعة النطاق ضد المدنيين المسلمين بالرغم من كراهيتهم للحوثيين من الطائفة اليزيدية الشيعية الذين يعتبرهم السنة زنادقة، مشيرة إلى وجود جماعة تابعة لداعش تطلق على نفسها محافظة صنعاء تبدو مؤشرا لزعزعة الاستقرار وانتشار العنف واشتعال الصراع المدني في اليمن، وأعلنت هذه الجماعة أن جنود داعش لن يرتاحوا حتى يقضوا على الحوثيين.
ورأت الصحيفة أن الهجمات الدموية ضد المدنيين في اليمن مثال مروع لكيفية تقويض برامج مكافحة الإرهاب التي ينظر إليها مسئولون أمريكيون على أنها محورية في وقت تتزايد فيه الهجمات في جميع أنحاء العالم، وأن هذه الهجمات نتيجة تصاعد التنافس بين القاعدة والشركات التابعة لها وتنظيم داعش، منوهة أن العديد من اليمنيين من أشد منتقدي برامج مكافحة الإرهاب الأمريكية عارضوا استخدام الطائرات دون طيار ضد المتشددين لأنها تسببت في قتل مدنيين.
وأكدت أن المقاتلين في اليمن يدخلون في اشتباكات يومية على عدة جبهات، كما أن المتطرفين السنة ومقاتلى داعش ومقاتلين تابعين للقاعدة يشنون هجمات ضد الحوثيين التي سيطرت على صنعاء منذ سبتمبر الماضي، وبرزت كقوة أكبر في اليمن، وتزايدت المخاوف أن تصبح اليمن مرحلة للتنافس الإقليمي بين إيران والسعودية التي تعارض الحوثيين وتدعم السنة، في حين يتلقى الحوثيون الدعم المالي والعسكري من إيران.