رئيس التحرير
عصام كامل

الأم.. معجزة الإله العظيم على الأرض!


ما هي الرابطة التي تربط الأم - أي أم وكل أم - بأبنائها؟.. كيف يمكن أن يخلق الله مخلوقا يحب غيره - صدقا ويقينا - أكثر من نفسه؟.. أي حاسة استشعار هذه التي تضرب قلب الأم وتهاتفه إن كان أبناؤها في خطر؟.. كيف تستشعر ضيق الأبناء وحزنهم وغضبهم، وربما أكثر من استشعارها لفرحهم وبهجتهم؟.. ما السر في تعامل الأمهات مع أولادها كتعاملها تماما مع نفسها حتى في أدق الأمور الشخصية بلا حرج وبلا تحرج وبغير أي تحفظ؟


كيف يمكن أن تنام الأمهات وسط أي ضجيج لكنها تصحو فور بكاء طفلها أو غياب أبنائها بعد الموعد المحدد لرجوعهم؟.. كيف يمكن أن تكون الأم جوعى وتقتطع من طعامها ليشبع أبناؤها؟.. أو توفر طعامها كله لتشبع صغارها؟.. وأي طاقة تتوفر عندئذ؟.. وكيف تتوفر؟.. وكيف يمكن أن ينطبق كل ما سبق على كل الأمهات في كل الكائنات؟.. حتى في الحيوانات والطيور والحشرات؟.. بغض النظر عن أنواعها وتركيبتها وطريقة معيشتها؟.. ككونها تعيش في البر مثلا أو في البحر أو داخل الجحور أو بين أفرع الشجر أو في الجبال؟.. وإن كان للحمل أشهر طويلة صلة بالموضوع، فكيف هو بصاحبات الحمل القصير أو لكائنات أخرى لا تعرف الحمل بالمعنى الذي نعرفه أو حتى بمعنى قريب من الذي نعرفه؟.. وكيف تشعر الأنثى - أي أنثى وكل أنثى - بغريزة الأمومة منذ الصغر؟.. وأي طاقة ربانية تلك التي تمنح الصبر لكل من حرمت من الأمومة - أو تأخر عنها - لأي سبب؟

في الحقيقة كل ما سبق معجزة ربانية.. ولا يمكن إلا أن يكون معجزة ربانية.. أهدى بها رب العالمين للبشرية ولكل مخلوقاته وكائناته أجمل ما خلق وأعظم ما خلق.. ولا يصح التعامل مع هدية الإله العظيم إلا بما ينبغي.. وبما يليق بمعجزة إلهية تمشي على الأرض.. وبما يقتضي أن نطيع أمهاتنا ولا تمر معها لحظة عصيان واحدة.. ومن رحلت أمه - مثلي - وهو ينعم بدعائها له، وقد كان بفضل رضاها دعاءً مستجابا فليس عليه إلا أن يفعل ما كان يسعدها وما كان يرضيها، وما سوف يسعد روحها ويرضيها وهي عند ربها؛ لتبقى آمنة على قطعة منها تركتها وعادت إلى ربها مطمئنة!

لا تضيعوا الفرص في الأولى.. ولا تضيعوا الوقت عن الثانية!
الجريدة الرسمية