رئيس التحرير
عصام كامل

خبير رياضي: «المال القطري جعل حلم مونديال الشتاء حقيقة»


حسم الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» موعد تنظيم مونديال 2022 دون احتجاجات من طرف الاتحادات أو رابطة الأندية الأوربية. فما هي أسباب الرضوخ الأوربي لقرار "فيفا"، وما تداعيات ذلك على مواعيد مباريات الدوريات الأوربية؟


لم يكن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بحاجة إلى أكثر من جلسة واحدة من أجل حسم الجدل حول موعد تنظيم مونديال 2022. فقد قررت اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي تنظيم بطولة كأس العالم في قطر بين شهري نوفمبر/ تشرين الثاني وديسمبر/ كانون الأول بدل شهري يونيو/ حزيران ويوليو/ تموز، كما جرت العادة في بطولات كأس العالم السابقة، كما ارتأى الاتحاد الدولي لكرة القدم إقامة نهائي البطولة في الثامن عشر من شهر ديسمبر/ كانون الأول عام 2022، وهو التاريخ الذي يتزامن مع عيد قطر الوطني.

ويعني هذا القرار أن الدوريات الأوربية ستكون مجبرة على التوقف في أقصى تقدير مطلع نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2022 لتعود لاستئناف نشاطها في يناير/ كانون الثاني 2023.

وستعمل الاتحادات الأوربية على برمجة لعب مباراتين في الأسبوع في كثير من جولات دورياتها المحلية سواء قبل انطلاق المونديال أو بعد انتهائه نظرًا لكثرة التزامات الأندية بمختلف المسابقات القارية مثل دوري أبطال أوربا والدوري الأوربي، بالإضافة إلى بطولات الكؤوس المحلية.

تأثير القرار على الدوري الألماني
أما فيما يخص النشاط الكروي في ألمانيا تحديدًا، فيعني ذلك أنه يجب تغيير مواعيد سبعة مراحل من الدوري الألماني وجولة واحدة من جولات بطولة كأس ألمانيا ومباراتين دوليتين للمنتخب الألماني وثلاث مباريات للفرق الألمانية المشاركة في المسابقات الأوربية.

وبناء عليه، فمن المتوقع أن تبدأ منافسات الدوري الألماني لموسم 2022/2023 في 15 من يوليو/ تموز وتتوقف بعد إجراء مباريات المرحلة 14 في 23 من أكتوبر/ تشرين الأول. وبذلك سيكون أمام اللاعبين الدوليين مدة شهر تقريبًا للاستراحة والالتحاق بالمعسكرات التدريبية لمنتخباتهم قبل انطلاق منافسات المونديال.

وبعد انتهاء المونديال بإجراء المباراة النهائية في 18 من ديسمبر/ كانون الأول، من المحتمل أن تٌستأنف منافسات الدوري الألماني في 20 من يناير/ كانون الثاني 2023، بعدما يكون اللاعبون قد قضوا فترة استراحة، قبل التحاقهم بأنديتهم للاستعداد للمرحلة الثانية من الدوري التي ستستمر أطوارها إلى غاية الثالث من يونيو/ حزيران 2023، تاريخ إجراء آخر مرحلة من البوندسليغا.

أسباب خضوع الاتحادات الأوربية
وبعد إعلان موعد المباراة النهائية لمونديال 2022، لم تسجل أي اعتراضات رسمية من طرف بعض اتحادات كرة القدم العالمية، بما فيها الاتحادات الأوربية ورابطة الأندية الأوربية، مع العلم أن الاتحاد الأوربي لكرة القدم (UEFA)، كان يعارض إقامة مونديال 2022 في شهري نوفمبر/ تشرين الثاني وديسمبر/ كانون الأول، مفضلا أن تقام البطولة في يناير/ كانون الثاني 2023"، بل إن بعض الاتحادات الأوربية مثل الاتحاد الإنكليزي لكرة القدم كان قد دعا باقي الاتحادات الأوربية إلى مقاطعة البطولة.

فما هي أسباب خضوع الاتحادات الأوربية لقرار الاتحاد الدولي لكرة القدم؟
المحلل الرياضي التونسي والباحث في الخلفيات الاجتماعية للقضايا الرياضية الطاهر ساسي يرى أن "تنازل الاتحادات الأوربية وموافقتها على قرار فيفا لم يكن مجانًا ".

وقال ساسي في حوار مع DWعربية "بالنظر إلى الإمكانيات المالية الهائلة لقطر، أعتقد أنها قادرة على تعويض كل من طالب بتعويضات على الضرر الذي يلحق الأندية الأوربية جراء توقف دورياتها بسبب مونديال 2022".

وكانت رابطة الأندية الأوربية لكرة القدم قد طالبت فيفا بدفع تعويضات كبيرة للأندية، نظرا للأضرار التي ستلحق بها جراء التغيير المحتمل في جداول المباريات والمسابقات.

وفرة المال وقوة الإصرار
وبالفعل، أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم أنه سيدفع 209 ملايين دولار كتعويض للأندية من أجل مشاركة لاعبيها في كأس العالم لعامي 2018 و2022.

وذكر الاتحاد الدولي لكرة القدم أنه "سيتم توزيع 209 ملايين دولار على الأندية التي ستترك لاعبيها من أجل المشاركة بكأس العالم 2018 في روسيا"، وأضاف أنه "تم الاتفاق على نفس المبلغ بالنسبة للنسخة 22 من كأس العالم في قطر عام 2022".

ويعتقد ساسي أن "قطر هي من ستتحمل هذه النفقات، رغم عدم وجود أي دليل مادي على ذلك".
وقال ساسي في حواره مع DW عربية "لا أعتقد أن بلاتر بهذا السخاء حتى يعوض الأندية، ولكن لا قطر ولا بلاتر سيعترفان بأن الإمارة الخليجية هي من دفعت هذه التعويضات"، وتابع المحلل الرياضي التونسي أنّ "المال القطري وقوة إصرار مسؤوليها هما من جعلا حلم مونديال الشتاء حقيقة".
الجريدة الرسمية