رئيس التحرير
عصام كامل

أدباء يقيمون ملتقى «الرواية العربي».. منى إبراهيم: «الشباب» خارج دائرة المشاركة وكشف تذبذب فعاليات الثقافة.. الغيطاني: عبء على ميزانية الوزارة.. وفضل: الفوز بالجائزة لا يخضع لمعايي


يدور الخلاف دائما على أهمية وفائدة الملتقيات والمؤتمرات الثقافية التي تقيمها وزارة الثقافة، وكان من بينها ملتقى الرواية العربية في دورته السادسة، والذي عاد بعد غياب دام 4 سنوات، في الفترة من 15 إلى 18 مارس الماضي، إلا أن الملتقى كان له من الإيجابيات ما يحمد ومن السلبيات ما لا يغفر.


 في هذا الإطار، أوضح بعض الأدباء والمثقفين، بعض الإيجابيات والسلبيات التي طالت الملتقى، حيث قال الأديب الكبير جمال الغيطاني، إن إيجابيات وسلبيات ملتقى الرواية العربية، لا تتعدى كونه تظاهرة ثقافية لا طائل من ورائها، فإيجابياتها تتمثل في لقاء الأدباء العرب تحت مظلة واحدة لتبادل الأفكار والمفاهيم الثقافية، لإنشاء حركة تبادل ثقافي.

لقاءات أدبية
وأضاف الغيطاني في تصريح خاص لـ«فيتو» أنه يفضل اللقاءات الأدبية ذات العدد الأقل في الحضور، وأن تكون ذات عمق بحثي أكبر، حيث إن المهرجانات والملتقيات التي تعج باستضافة عدد كبير من الكتاب والأدباء تنتهي دون أي فائدة ملموسة.
وأشار الغيطاني إلى أن مصر لم تشهد مهرجانات ثقافية ناجحة إلا عند احتفالها بأبي العلاء المعري عام 1948، والاحتفال بالمتنبي عام 1945، قبل 60 عاما.

سلبيات الملتقى
وأوضح الغيطاني سلبيات الملتقى في أنه عبء على ميزانية الثقافة لأن تكلفته تكون ضخمة لاستضافة كل هذا الكم من الأدباء، دون العودة باستفادة حقيقية، داعيًا الجهات المسئولة لإعادة النظر إلى أسلوب تنظيم المهرجانات.

أما عن جائزة القاهرة للإبداع الروائي، قال الغيطاني إن بهاء طاهر من أجدر الأدباء الذين يستحقون الجائزة، مشيرًا إلى أنه لم يكن يتوقع الفوز بها، نظرًا لانتقاده الدكتور جابر عصفور، وزير الثقافة السابق، طوال الفترة التي سبقت الملتقى.

إيجابيات كثيرة
كما قالت الكاتبة منى إبراهيم الأستاذة بقسم اللغة الإنجليزية بجامعة القاهرة، إنه قد تم إنفاق الكثير من المال على ملتقى القاهرة الدولى السادس للرواية العربية، بالإضافة إلى كرم الضيافة المصرية للحضور، بالرغم من أن المستفيدين منه قليلون، مشيرة إلى أنه لا يمكن إغفال الإيجابيات، منها حضور كبار الأكاديميين العرب باعتبار مصر بؤرة الثقافة في الوطن العربى، لكن في نفس الوقت لا تقوم وزارة الثقافة بالإنفاق هكذا على فعاليات أخرى تمس الجماهير العامة، فلا بد من وجود توازن بين هذا النوع من الملتقيات المهمة والفعاليات الأخرى التي تخاطب نطاق أوسع من الشباب وعامة الناس، مؤكدة أنه لا وجود لأي توازن بين أنشطة وزارة الثقافة.

فوز بهاء طاهر
وأكدت "منى"، في تصريحات خاصة لـ"فيتو"، أن اقتصار الدعاية لملتقى الرواية العربية على الوسط الثقافى، تسبب في قلة عدد المشاركين من الجمهور، حيث تلقت دعوتها عن طريق زملاء لها في الوسط الأكاديمى، كما أن مثل هذه الملتقيات عادة ما تكون أكثر أكاديمية ونخبوية.

وعلقت على فوز الروائى بهاء طاهر بالجائزة، إنه يستحقها وتعتقد أن الجائزة قد تأخرت عليه، فهو من أكبر الروائيين العرب، وربما كان يستحقها أيضا آخرون بنفس القدر ولكن دورهم قادم أكثر.

جودة الرواية
أما الناقد الأدبى الدكتور السيد فضل، فقال إن مسألة الفوز في ملتقى القاهرة الدولى للرواية العربية تخضع لمعايير وملابسات لا تضمن في الغالب أن يكون أفضل كاتب هو الفائز، وذكر:" فالجائزة ليست حسمًا لجودة رواية أو روعة روائى فالفقد بطبيعته ذوق، وخاصة أن الجوائز في بلادنا العربية تخضع أحيانا للنطاق الجغرافى كأن يقال كفاية كده من مصر ونأخذ من الشام، وأن يقال أن المغرب العربى لم يفز منه أحد فليفز هذا العام".

دور خطير
وأضاف فضل في تصريحات خاصة لـ«فيتو» أن ملتقى الرواية لا يستطيع أن يؤدى دورا خطيرا في شكل الرواية العربية فيغير من شكلها، فذلك يتطلب تراكم في الكتابة والنقد، ولكن تظل الفائدة الكبرى منه هي تلاقى الأجيال والتجارب وتبادل الآراء بوجود أكثر من روائى وناقد على مساحة العالم العربى.

وأبدى فضل إنزعاجه من وجود قاعات شبه فارغة بالملتقى بالرغم من العدد الكبير من الأدباء المشاركين في الملتقى من العالم العربى، مضيفًا أن المجلس الأعلى للثقافة لو قام بكل الدعاية والإعلام في وسائل الإعلام المختلفة لن تمتلأ القاعات لوجود أزمة في حياتنا الثقافية.

جوانب سلبية
ومن جانب آخر، قال الناقد الدكتور حسين حمودة، عضو لجنة التحكيم، إن هناك بعض الجوانب السلبية التي ينبغى تداركها في الملتقيات القادمة، منها محاولة تقديم عدد أكبر من الروائيين والروائيات الشباب، بحيث يتم تمثيل مشروعاتهم ومغامراتهم الإبداعية بقدر كاف، وإفساح مساحة كبيرة من الوقت لتقديم الأبحاث والشهادات بنصوصها الكاملة لكى يتم طبعها قبل المؤتمر فقد كانت عبارة عن ملخصات إلا أن ذلك لا يمحو نجاح المؤتمر.

وأضاف حمودة في تصريحات خاصة لـ"فيتو"، أن الأرقام التي يقال إنها تعبر عن الإنفاق على هذا الملتقى مبالغ فيها جدا، وذكر:"وعلينا أن نفكر في القيمة الكبرى التي ترتبط بهذا الملتقى، فهو يمثل جزءا من مكانة مصر الثقافية، وهذه المكانة تستحق أن ينفق من أجلها أكثر مما تم إنفاقه على هذا الملتقى".

قلة الحضور
وفسر حمودة قلة عدد الحضور في بعض الندوات، لافتا إلى أن الأنشطة كانت موزعة على عدد كبير من القاعات، فقد كانت هناك جلسات موازية لتقديم الأبحاث، ولشهادات المبدعين والمبدعات ولمنقاشات الموائد المستديرة، مؤكدا أن الإقبال كان كافيا إلى حد كبير.
الجريدة الرسمية