مصير جنرالات حرب الجيل الرابع
حروب الجيل الرابع باختصار، هي حروب ابتكرتها أمريكا لهدم أي دولة دون الحاجة إلى غزوها بالجيوش التقليدية..هي حروب لا تهدف إلى تدمير القدرة العسكرية للدولة المستهدفة، وإنما إلى تفكيكها وانهيارها عن طريق نشر الفتن والشائعات وإثارة القلاقل والتوتر ووضع المجتمع على شفا الاقتتال الداخلى بين أبنائه فتنهار بكل سهولة.
الإعلام أهم أسلحة حروب الجيل الرابع على الإطلاق..وجنرالاتها وجنودها ليسوا مفتولى العضلات ولا من فصيلة رامبو الفتوة الذي لا يقهر، وإنما هم ظواهر صوتية تستخدم أدوات الإعلام بمهارة وخبث شديدين.
اقرأ معى الحكاية التالية، حتى أصل معك إلى ما ستفضى إليه حرب الجيل الرابع الدائرة الآن من نتيجة.
لى قريب نحيف لدرجة أنه لو بدا بلا ملابس تظنه إحدى ضحايا مجاعات الجفاف بأفريقيا، لكنه يتمتع بروح متفائلة إلى أبعد الحدود ولا أدرى لماذا؟!.. فضلا عن خياله الواسع الذي يدفعه إلى تصور نفسه أحد أبطال المصارعة الحرة..من صفاته أيضًا أنه مدفع رشاش سريع الطلقات في الكلام والسباب على وجه الخصوص..باختصار هو نموذج مثالى لأحد جنرالات حرب الجيل الرابع.. ذات مساء اصطحبنى قريبى هذا في سيارته ومعنا زوجته لحضور عقد قران أحد أفراد العائلة..في الطريق ظل يحكى عن غزواته وانتصاراته على سائقى الميكروباص والتكاتك الذين كانوا يسببون له أزمات في المرور بالسيارة، وكيف كان يدخل في قلوبهم الرعب ويلحق بهم خسائر يشيب لها الولدان.
فجأة سمعنا كلاكسات متتالية من سيارة كانت تريد تخطينا، لكن قريبى لم يأبه بالكلاكسات واستمر في عناده مانعًا سائق السيارة من المرور..بسرعة شديدة استطاع السائق أن يسبقنا ثم سمعنا صفير الفرامل التي أوقفت سيارته واعترضتنا، فتوقف قريبى مضطرًا، وبينما أنا ألطف من الموقف مبتسمًا ومبديًا رغبتى في الاعتذار لأن سائق السيارة كان بحجم كُشْك إلا قليلًا..لم أكمل جملة الاعتذار، وإذا بقريبى النحيف يندفع من خلفى رافعًا بيده الكُريك ليهوى به على رأس ذلك الرجل الكُشْك،مما دفعنى لدفس رأسى بين يدَىّ..لن أطيل عليكم..لكن باختصار كان ما حدث منذ لحظة نزول قريبى من السيارة حتى لحظة دفع شيزلونج غرفة العمليات وقريبى ممدد فوقه، يكفى لعمل فيلم رعب يحصد جميع جوائز مهرجانات السينما العالمية.
هكذا في ظنى سوف تنتهى حروب الجيل الرابع، لأن الكف السابق غالب كما يقول المصريون.. وإن غدًا لناظره قريب.