ثقافة الاعتذار
ثقافة الاعتذار قيمه لا يعلمها إلا كل من تربى عليها أو اكتسبها من البيئة المحيطة به وهى ثقافة افتقدناها الآن في مجتمعنا بنسبة كبيرة حتى كدنا للأسف لا نراها ونكتشف أنها ما زالت موجودة في العالم حينما نسافر إلى الخارج.
الاعتذار أحد أسباب احترام الآخرين لنا حيث إننا عندما نعتذر إلى الآخر فقد أطفأنا نارا قابلة للانفجار مما يزيد الضغوط علينا وعليهم في آن واحد ونفسد حالنا ونفسد حالهم بالتفكير الدائم في موضع النار الذي يفسد الحاضر ومن يفسد الحاضر فقد أفسد المستقبل.
الاعتذار وسيلة لإرضاء الناس حيث تود أن تقوم بعمل ما علينا أن تعتذر لكل من ينالهم جزءا من التغيير الذي نال منهم إتمام أعمالنا وهذا تقدير لهم ولجهودهم ووجودهم أيضا.
الاعتذار وسيلة لبناء جودة الحياة حين نربى أولادنا على احترام الآخرين الذي يكون مردوده احترامهم من الآخرين ونعلمهم أن الأعمال التي تكون بالقوة الدافعة التي لا تراعى شعور الناس والتي تولد المقاومة التي لا تلبث مع الوقت أن تخور القوى في مواجهتها حين يعرف المحيطون بنا أننا لا نعتذر وأننا نتشبث بآرائنا دون أن نراعى وجود الآخرين في حياتنا.
الاعتذار ثقافة لا بد أن تكون بيننا حتى نأمن على مستقبل بلادنا واحترام الناس ليس بيننا وبين بعضنا فقط وإنما بيننا وبين العالم فمصرى واحد في الخارج لا يراعى النظام أو ثقافة الاعتذار التي يتعاملون بها كفيل بالحكم على شعب بأكمله أنه يؤمن بثقافة غير جيدة وقد حكم عليه بالتعميم دون أن يراهم فعمل فردى واحد كان سببا في التضييق على كل مواطن فيما بعد ولا يقتصر ذلك على المعاملات وإنما على التوظيف أيضا فما يهم أصحاب الأعمال هو إيمان العامل بثقافة الدولة وثقافة مكان العمل على وجه الخصوص.
لماذا تاهت منا هذه الثقافة؟ الأسباب كثيرة منها قلة إيفاد البعثات الخارجية وقلة التفاعل مع مواطني الشعوب الأخرى الذين ما زالوا يحتفظون بتلك الثقافة ومنها أسباب راجعة لانتشار ثقافة أخرى طغت عليها أن الصوت العالي والأسلوب غير المحترم كفيلان بجلب الحقوق حين لا توجد ضوابط ولا معايير تحكم إلا ثقافة الفوضى.
من اليوم أرجو من القراء أن يتبنوا ثقافة الاعتذار وعلى الآخرين أن يتقبلوا الاعتذار ولا يرفضونه حتى ننمى هذه الثقافه التي تنمى الاحترام وتنمية جودة العلاقات وترفع من مستوى الرضاء بين الناس.