الرئيس الجزائري في احتفالات عيد النصر: حزين على الأمة العربية
جدد الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة تضامن الجزائر مع الشعب التونسي بعد الحادث الإرهابي الآثم الذي وقع أمس، موضحا أنه يتابع بقلق بالغ ما يجرى في البلدان العربية الشقيقة التي تكابد ويلات ذاقت الجزائر مرارتها وعاشت محنتها، معربا عن أسفه لما تقاسيه شعوب المنطقة العربية من معاناة وأضرار وآلام ومؤكدا تعاطفه معها في محنتها ومأساتها.
ودعا الرئيس بوتفليقة -في رسالة وجهها اليوم الخميس إلى المشاركين في احتفالات عيد النصر التي توافق اليوم 19 مارس قرأها نيابة عنه محمد بن عمر زرهونى المستشار لدى رئيس الجمهورية- جميع هؤلاء الأشقاء إلى الجنوح لرأب الصدع وإصلاح ذات البين والتسامي فوق الانقسامات وإلى اتخاذ الحوار والمصالحة سبيلا للخروج من الأوضاع التي تعاني منها وولوج أبواب السلم والوئام.
كما أعرب بوتفليقة عن ارتياحه إزاء إبرام اتفاق السلام والمصالحة في مالي الذي تم مؤخرا بالجزائر مشيرا إلى أن هذا الاتفاق يشكل مرحلة هامة من مسار استتاب السلم واستعادة الاستقرار في هذا البلد الجار، مشيدا بمستوى النضج الذي تحلى به الفرقاء الماليون وحرصهم على الخروج من الأزمة التي كاد تعصف ببلدهم وذلك عن طريق الحوار والمصالحة الوطنية مع الاحترام التام لسلامة ووحدة مالى الترابية والوطنية.
كما أشاد الرئيس الجزائري باستعداد الأطراف الليبية لحل الأزمة عن طريق الحوار وتمكين ليبيا من تجاوز أزمتها الراهنة وبناء المؤسسات الضرورية لإعادة إعمارها مؤكدا أن الجزائر ستواصل دعمها التام ومشاطرتها الكاملة للجهود الحالية الرامية حتى يتمكن الشعب الليبي من الحفاظ على وحدته وسيادته وسلامة بلاده الترابية.
من جهة أخرى، دعا الرئيس الجزائري إلى التجند والتكاتف من أجل توحيد الجبهة الداخلية درءا للمخاطر الناجمة جراء الاضطرابات والتهديدات التي تشهدها المنطقة، وقال بوتفليقة إنه يجب على أخيار هذه الأمة أن يتجندوا ويتكتلوا من أجل بناء جبهة داخلية موحدة وذلك عن طريق توحيد الحوار والكلمة والمواقف.
وفيما يتعلق بالاضطرابات التي تشهدها منطقة عين صالح منذ ثلاثة شهور رفضا لعمليات التنقيب عن الغاز الصخري، قال بوتفليقة إن عمليات استكشاف قدرات البلاد من الغاز الصخري تمت على نحو لا يضر بمصالح المواطنين وبالبيئة وبالسلامة الجيولوجية لاية منطقة من مناطق البلاد.. مشيرا إلى أن كل ما يجرى حاليا ينحصر على عمليات الاستكشاف والتقييم لا غير، مؤكدا أنه لا يحق التصرف على نحو يضر بمصالح المواطنين وبالبيئة وبالسلامة الجيولوجية لأية منطقة من مناطق البلاد.
يذكر في هذا الصدد أن الجزائر تحتفل اليوم بالذكرى الثالثة والخمسين لعيد النصر الموافق التاسع عشر من شهر مارس 1962 والتي شكلت منعرجا حاسما في اعتراف المستعمر الفرنسي باستقلال الجزائر.