أمنية فريدمان لمصر!
في محاضرة للكاتب الأمريكي الشهير فريدمان، خلال مؤتمر عقد بالإمارات، قال ما يمكن اعتباره مفاجآت لأنه توقع أن الصراع القادم عالميا سوف يكون بين أمريكا واليابان ومعها تركيا.. والمفاجأة هنا أنه تجاهل الصين وروسيا، رغم أن كل الدراسات والتقارير الأمريكية تحذر من صعود الصين الاقتصادي الذي يترجم إلى مكانة ودولية أكبر.
غير أن ما يهمنا أكثر في كلام فريدمان، أن تجاهل مصر كقوة إقليمية في المستقبل حينما رأى أنها لن تكون من ضمن قائمة الدول الإقليمية المؤثرة أو الكبيرة، التي يرى أنها سوف تضم مع تركيا السعودية وإيران فقط..
فهذا يوضح ما يتمناه فريدمان لمصر.. وإذا تذكرنا أن فريدمان لا يمثل فيما يكتبه نفسه فقط، وإنما يطرح رؤى وأفكار قوى داخل أمريكا من بينها الإدارة الأمريكية الحالية، فهذا معناه أن استبعاد مصر كقوة إقليمية لا يمثل أمنية خاصة للكاتب الأمريكي فقط، وإنما هي ما تتمناه قوى أمريكية من بينها الإدارة الأمريكية الحالية.
لذلك هنا علينا أن نعتبر أي تحسن إيجابي في العلاقات المصرية الأمريكية هو مجرد تحسن تكتيكي تفرضه البرجماتية الأمريكية التي لا تقدر على المغامرة بمقاطعة مصر، وتبغي أن تكون قريبة دائما منها حتى لا تذهب مصر بعيدا عنها، وهذا ما تحاوله الآن مع إيران التي فرضت عليها عقوبات في الماضي.. لكن سوف يظل الموقف الإستراتيجي بلا تغير.. ولذلك علينا أن نحذر ما يضمره الأمريكان لنا.
