عشاق التسول.. عفوًا لا تتحدثوا باسم مصر
لا أعرف على وجه الدقة ما الذي حدث للشخصية المصرية من أعلى قمة الهرم الاجتماعي وحتى القاع، إن كانت هناك فجوة بينهما؟، ما الذي حدث لنا وحال بيننا وبين جذورنا وبين قيمنا وبين مآثرنا على الجميع؟.. ماذا حدث لهذا الشعب وماذا جرى لإعلامه؟!!
المتابع الجيد لوسائل الإعلام المصرية حول تغطية المؤتمر الاقتصادي، يكتشف حجم الكارثة الاجتماعية التي حاقت بنا.. يعرف أن نخبتنا وأن مثقفينا وأن خبراءنا، وأن قنواتنا اختزلت المؤتمر فيما آلت إليه الحصالة المادية في أول أيام المؤتمر فانبرت الأقلام تعدد، وعبر الاقتصاديون عن انبهارهم بالأرقام، وتحدث الكل عن المساعدات كأن قدر مصر أن تتسول، وكأن أقدارها ساقتها في طريق حفنة من الناس تعشق التسول.
لم ينشغل أحد بالحضور الأفريقي ودلالاته في مسألة الحضور المصري في أفريقيا.. لم يتعاط خبراؤنا في السياسة الدولية فيما يمكن تحليله بحضور القوتين العظميين في مؤتمر واحد؛ لدعم استقرار مصر، ودلالات ذلك وأهميته على مستقبل مصر وشعبها..
لم يتناول أحد تفسير الحضور الأوربي الكثيف، ومدلوله وقيمته الآنية والمستقبلية على البلاد.. لم يحظ الوجود العربي بمكانته، وتم اختزاله في مساعدات وإسهامات لدعم الاقتصاد المصري.
آثر بعضنا التركيز على كل ما يسيء إلى الوطن الأبي.. إلى بلد قدم المساعدات للبشرية كلها.. إلى وطن لا يزال الأرشيف يحتفظ بمساعداته لبلجيكا ولبلاد كثيرة في أمريكا الجنوبية.. إلى بلد قدم النور قبل المادة.. قدم الفجر قبل الرغيف.. قدم الإباء والكرامة دستورا للإنسانية.
انبرى أحدهم ليعدد كم الدولارات التي انهالت على شعب أكثر ما يحتاج إليه أن يستيقظ ويستنهض قوته ويبني تاريخه ومجده من جديد.. لم ينتبه أحد إلى ما قاله جون كيري "إن الأهم أن يستثمر المصريون في بلادهم".. لم نناقش ما ذكره أكثر من ضيف حول بناء الأوطان بسواعد أبنائها.. آثرنا التسول ودغدغنا مشاعر عشاقه بالأرقام.
قادة أفارقة تحدثوا عن بنايات مصرية في بلادهم.. وآخرون تذكروا مصر عبد الناصر.. وفريق ثالث عبر عن سعادته بعودة مصر حضنا أفريقيا أسمر.. أوربيون تحدثوا عن أهمية استقرار مصر، وتحدثوا عن دعم بلادهم لنا في حربنا على الإرهاب.. كل هذا لم يكن يشغل عقل الإعلام ولا النخبة.
هذا الإحساس بالمهزومية.. هذا الشعور بالدونية.. هذا التناول غير الكريم لمؤتمر دعم الاستقرار في المنطقة.. مؤتمر توكيل وتفويض مصر في الحرب على الإرهاب، بمنتهى السطحية والسذاجة والتنطع حولناه إلى مؤتمر للتسول.. حتى الحضور العربي الكريم شوهناه واختزلناه في مواقف ومساعدات دون أن نتعمق في رؤانا وما يمكن أن يجمعنا أكثر من الدولارات.. لم نناقش هذا التحول في الموقف السوداني، ولم نناقش ما طرحه الرئيس عمر البشير الذي قال إن أرض السودان ملك لمصر.. أليس هذا بداية حلم جديد.. حلم راودنا لعشرات السنين منذ فقدنا وحدتنا؟
التعاقدات التي أبرمتها الشركات العالمية، تناولناها وكأنها عطايا يمن بها رأس المال علينا.. لم نناقش بجدية مزايانا.. قدراتنا.. أسواقنا.. مكاسب الغير لدينا.. المغريات التي يجب أن نوفرها لنفوز بحصص فاز بأضعافها غيرنا.. ظل التسول هو شعار التافهين، الذين فقدوا القدرة على أن يعيشوا لحظة إباء هي في تاريخ المصري دهور وعصور وعشرات القرون!!
آثر بعضنا التركيز على كل ما يسيء إلى الوطن الأبي.. إلى بلد قدم المساعدات للبشرية كلها.. إلى وطن لا يزال الأرشيف يحتفظ بمساعداته لبلجيكا ولبلاد كثيرة في أمريكا الجنوبية.. إلى بلد قدم النور قبل المادة.. قدم الفجر قبل الرغيف.. قدم الإباء والكرامة دستورا للإنسانية.
انبرى أحدهم ليعدد كم الدولارات التي انهالت على شعب أكثر ما يحتاج إليه أن يستيقظ ويستنهض قوته ويبني تاريخه ومجده من جديد.. لم ينتبه أحد إلى ما قاله جون كيري "إن الأهم أن يستثمر المصريون في بلادهم".. لم نناقش ما ذكره أكثر من ضيف حول بناء الأوطان بسواعد أبنائها.. آثرنا التسول ودغدغنا مشاعر عشاقه بالأرقام.
قادة أفارقة تحدثوا عن بنايات مصرية في بلادهم.. وآخرون تذكروا مصر عبد الناصر.. وفريق ثالث عبر عن سعادته بعودة مصر حضنا أفريقيا أسمر.. أوربيون تحدثوا عن أهمية استقرار مصر، وتحدثوا عن دعم بلادهم لنا في حربنا على الإرهاب.. كل هذا لم يكن يشغل عقل الإعلام ولا النخبة.
هذا الإحساس بالمهزومية.. هذا الشعور بالدونية.. هذا التناول غير الكريم لمؤتمر دعم الاستقرار في المنطقة.. مؤتمر توكيل وتفويض مصر في الحرب على الإرهاب، بمنتهى السطحية والسذاجة والتنطع حولناه إلى مؤتمر للتسول.. حتى الحضور العربي الكريم شوهناه واختزلناه في مواقف ومساعدات دون أن نتعمق في رؤانا وما يمكن أن يجمعنا أكثر من الدولارات.. لم نناقش هذا التحول في الموقف السوداني، ولم نناقش ما طرحه الرئيس عمر البشير الذي قال إن أرض السودان ملك لمصر.. أليس هذا بداية حلم جديد.. حلم راودنا لعشرات السنين منذ فقدنا وحدتنا؟
التعاقدات التي أبرمتها الشركات العالمية، تناولناها وكأنها عطايا يمن بها رأس المال علينا.. لم نناقش بجدية مزايانا.. قدراتنا.. أسواقنا.. مكاسب الغير لدينا.. المغريات التي يجب أن نوفرها لنفوز بحصص فاز بأضعافها غيرنا.. ظل التسول هو شعار التافهين، الذين فقدوا القدرة على أن يعيشوا لحظة إباء هي في تاريخ المصري دهور وعصور وعشرات القرون!!