رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو.. الدهشوري حرب رئيس اتحاد الكرة السابق: لا المدرب الأجنبي ولا الوطني هيفلح مع المنتخب


  • شوقي غريب تقمص شخصية طرزان رغم علمه بصعوبة المهمة
  • "لو كنت الرئيس ماكانتش حصلت كارثتي بورسعيد والدفاع الجوي"
  • «كوبر» لن يتفوق على «شوقي غريب» 
  • المرحلة الحالية عايزة «خواجة».. والفشل في انتظاره
  • رسالتي لمجلس الجبلاية الحالي: "ليس في الإمكان أفضل مما كان" 
  • «البدري والعشري» مدربان كبار ولكن.. واتحاد الكرة «بايظ»
  • كنت دائم الاختلاف مع الوزير عبد المنعم عمارة
  • أجبرت على خوض انتخابات 2005.. وفضلت الخسارة عن معاداة "طاهر أبو زيد"
  • «الألتراس» مظلومون.. ودمهم في رقبتنا كلنا
  • صراعات أعضاء الجبلاية على المصالح أضعفهم أمام الرأي العام
  • قرار عودة الجماهير السبب في كارثة «الدفاع الجوي».. وعواقبها «مُرة»
  • أدعم بند الثماني سنوات.. وقانون الرياضة دخل الدرج رقم 5 ومش طالع منه 
  • خلافي مع «عمارة» سر قوتنا
  • تشكيل أجهزة المنتخبات.. تسديد لفواتير انتخابية
  • ليه المدرب الوطني حلال على الأندية حرام على المنتخبات
  • كل من دعا لعودة الجماهير مسئول عن كارثة الدفاع الجوي

أدار الحوار: زغلول صيام 
أعده للنشر: يوسف شعبان


هو أحد نجوم الترسانة في عصره الذهبي، يحظى بتقدير واحترام الجميع داخل الوسط الرياضي، خلفيته العسكرية كضابط شرطة انعكست على قوة شخصيته وحزمه في اتخاذ القرار الملائم في الوقت المناسب، دخل اتحاد الكرة حاملًا رتبة النقيب وتنقل بين لجانه المختلفة وتدرج في المناصب داخل الجبلاية حتى خرج منه رئيسًا برتبة اللواء ليس فقط في العلوم الشرطية، ولكن في علم الإدارة الرياضية.

شهدت فترة رئاسته لاتحاد الكرة إنجازات وانكسارات، ولكنه غادر مبنى الجبلاية في النهاية متوجًا بحب واحترام الجميع داخل المنظومة الكروية المصرية، واكتفى بما قدمه للكرة المصرية عبر سنوات طويلة اقتربت من 20 عامًا.. إنه اللواء يوسف الدهشوري حرب، رئيس اتحاد الكرة السابق، حل ضيفًا بصالون "فيتو" الرياضي، ودار معه هذا الحوار..

* حدثنا عن تجربتك الأخيرة في انتخابات اتحاد الكرة في 2005، ولماذا أخفقت فيها ؟
في الحقيقة لم تكن لدىَّ الرغبة في خوض انتخابات اتحاد الكرة في 2005، ولكنني أجبرت على الترشح فيها بعد إلحاح من بعض أصدقائي في الجمعية العمومية، خاصة أنني كنت لا أرغب في الدخول في منافسة ضد صديقي سمير زاهر، الذي كان مرشحًا لنفس المنصب، وما يؤكد صدق كلامي هو خوض الانتخابات بقائمة بدون نائب، وفضلت أن أخسر الانتخابات حتى لا أظهر أمام طاهر أبو زيد على أنني أتناور عليه، حيث إنه كان يرغب في الدخول في قائمتي على منصب النائب ووقتها لم يكن لدىَّ الرغبة في الاستمرار في اتحاد الكرة.

* حققت 15 بطولة، ورغم ذلك تم حل مجلس حرب مرتين أعوام 95 و2004؟
كرة القدم تحظى باهتمام كبير لدى الشعب المصري، وخسارة أي بطولة تتسبب في هياج الشارع الكروي، والحكومة المصرية اعتادت في حالة حدوث إخفاقات كروية في البطولات الكبرى على اتخاذ قرارات لتهدئة الرأي العام، وهذا هو السبب في حل مجلسي مرتين، وفي المرة الأولى تم حل المجلس بقرار من كمال الجنزوري رئيس الحكومة في هذا الوقت.

* لماذا غابت الشخصيات القوية والقيادية عن اتحاد الكرة، وبماذا تفسر التبعية لوزير الرياضة ؟
قوة اتحاد الكرة واستقلاليته نابعة من قوة أعضاء مجلس إدارته، وللأسف فإنه رغم أن معظم أعضاء المجلس الحاليين من الشخصيات المحترمة إلا أنهم غير متعاونين وصراعاتهم داخل المجلس بسبب تعارض المصالح أضعفهم أمام الرأي العام، وبالتالي أمام الوزير، وبالمناسبة أنا كنت دائم الاختلاف مع الوزير عبد المنعم عمارة، ولكن هذا لم يفقدنا صداقتنا واحترامنا لبعضنا البعض حتى الآن؛ لأنني كنت أعمل فقط للصالح العام وليس لمصالح شخصية أو مجاملات.

* على ذكر المجاملات، هل أنت مع اتهام المجلس الحالي لاتحاد الكرة بالمجاملة في اختيار الأجهزة الفنية للمنتخبات ؟
بالطبع تشكيل الأجهزة الفنية للمنتخبات شهدت مجاملات كبيرة، وخاصة على مستوى الناشئين والشباب، وجاءت في معظمها تسديدًا لفواتير انتخابية، والنتيجة كانت فشل هذه المنتخبات في التأهل للمنافسات القارية، التي دائمًا ما تشهد تواجدًا دائمًا للمصريين في هذه المراحل السنية.

* كيف تقيم مجلس إدارة اتحاد الكرة الحالي برئاسة جمال علام ؟
"ليس بالإمكان أفضل مما كان" هذا هو حال مجلس إدارة اتحاد الكرة الحالي، وللإنصاف فإن المجلس الحالي جاء في ظروف صعبة تفشل أي مجلس إدارة مهما كانت إمكانياته وقدراته الإدارية، ولكن يجب عليهم أن يكونوا أكثر تواؤمًا، وأن يقللوا من تصريحاتهم ويتركوا المهمة للمتحدث الرسمي؛ لأن كثرة التصريحات تسيئ للمجلس أمام الرأي العام.

* وكيف ترى قرار المجلس في الاستعانة بالأرجنتيني "كوبر" لقيادة المنتخب الأول ؟
سعدت جدًا بقرار مجلس إدارة اتحاد الكرة في إسناد تدريب المنتخب الأول لمدرب أجنبي، على الرغم من أن التاريخ يصب في صالح المدرب الوطني، ومع ذلك أؤكد أن المنتخب لن يحقق النتائج المرجوة، لأن المناخ العام لن يساعد على نجاح أي مدرب، لا الأجنبي ولا الوطني، ولكن الأجنبي ربما يترك بصمة ولو قليلة، وبالمناسبة مدربو القطبين الأهلي والزمالك حاليًا أجانب، فلماذا إذن المدرب الوطني حلال على الأندية حرام على المنتخبات.

* وهل تتوقع نجاح الأرجنتيني "كوبر" في انتشال الكرة المصرية من كبوتها ؟
أتمنى أن ينجح الرجل في ذلك، ولكن دعني أؤكد لك أن المناخ العام في مصر حاليًا وعدم انتظام الدوري وغياب الجماهير والاحتقان الموجود في الوسط الرياضي، كلها أسباب تؤدي لفشل أي مدير فني، ولكن ربما يستطيع الرجل أن ينجح لو تعاونت معه جميع عناصر المنظومة وتمت تهيئة المناخ الملائم له للنجاح وأشك في حدوث ذلك. 

* وكيف تقيم تجربة شوقي غريب مع الفراعنة ؟
شوقي غريب مجني عليه والظروف التي تولى فيها مسئولية الفراعنة كانت سيئة للغاية لم تساعده، ولكنه تقمص شخصية طرزان، رغم علمه بصعوبة المهمة، ولذلك أنا سعيد باستبعاد حسن شحاتة من المنتخب في هذا التوقيت؛ حتى نحافظ على تاريخه مع المنتخب لأنه كان سيفشل في تحقيق نجاحات في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها الكرة المصرية، ونفس الشيء ينطبق على حسام البدري وطارق العشري وغيرهم من المدربين الوطنيين.

* ترى ما هي أسباب تراجع الكرة المصرية في السنوات الأخيرة ؟
أسباب كثيرة منها الظروف الأمنية والاقتصادية بسبب المرحلة الانتقالية التي تمر بها البلاد عقب ثورتي يناير ويونيو، أضف إلى ذلك التخبط الإداري الذي يسيطر على مؤسساتنا الرياضية متمثلة في وزارة الرياضة واللجنة الأوليمبية واتحاد الكرة، فضلا عن توقف النشاط لفترات طويلة، إلى جانب اعتزال جيل كامل من اللاعبين الذين حققوا إنجازات كبيرة للكرة المصرية أمثال أبو تريكة وبركات ووائل جمعة وحازم إمام وغيرهم من جيل الموهوبين، كلها عوامل من شأنها أن تؤثر بالسلب على الكرة المصرية لسنوات.

* لو كنت رئيسًا لاتحاد الكرة وقت وقوع كارثة بورسعيد هل كنت قادرًا على منعها ؟
أي شخص مسئول ولديه خبرة وحكمة، كان قادرًا على منع وقوع هذه الكارثة التي أعتبرها أحد أسباب المأساة الكروية التي نعيشها الآن وبطرق عديدة، مثل نقل المباراة لملعب محايد أو تأجيلها أو إقامتها بدون جمهور، أو اتخاذ التدابير التي من شأنها منع وقوع هذه الكارثة.

* وماذا عن كارثة الدفاع الجوي وكيف ترى من المتسبب فيها ؟
لا تقل في رأيي عن كارثة بورسعيد، خاصة أنها جاءت في وقت أكثر حساسية تحاول فيه مؤسسات الدولة الأمنية استعادة عافيتها في ظل انتشار ظاهرة الإرهاب والحرب الشرسة التي تخوضها البلاد على عدة محاور، وفي رأيي كل من شارك ولو بالرأي في دعم قرار عودة الجماهير هو مسئول عن سقوط هؤلاء الضحايا وتجب محاسبته.

* كيف تقيم ظاهرة الألتراس وهل هم جناة أم مجني عليهم ؟
روابط الألتراس موجودة في معظم دول أوربا، وهم مجموعات منظمة أغلبهم من شباب الجامعات، ولديهم ثقافة وفكر متطور يجب استغلالها بشكل إيجابي، من خلال فتح قنوات اتصال مع قيادات هذه الروابط ووضع آلية محددة تنظم عمل هذه الروابط وتقنين أوضاعها، واستثمار طاقاتهم في النهوض بالرياضة المصرية، ولكن للأسف المؤسسات الرياضية تركت هذه المجموعات فريسة سهلة الاصطياد لبعض الحركات السياسية فتم تسييسها واستغلالها بشكل سيئ.

* رأيك في بند الثماني سنوات وهل أنت معه أو ضده ؟
بند الثماني سنوات هو أول بند قمت بإدراجه في قانون الرياضة الجديد؛ إيمانًا مني بضرورة تواصل الأجيال، وعدم احتكار الكرسي حتى كان هذا الاحتكار يحقق نجاحات؛ لأن مصر ولادة ومليئة بالكفاءات القادرة على مواصلة النجاح في المواقع المختلفة، ولكن للأسف القانون تم وضعه في الدرج رقم 5، ولن يرى النور بعد أن قام وزير الرياضة بإحالته إلى اللجنة الأوليمبية، وأخيرا تكشف للدولة أن اللجنة الأوليمبية ليست على حق ولكن بعد فوات الأوان ووفاة قانون الرياضة.

* حدثنا عن أبرز الإنجازات التي تحققت في عهد الدهشوري حرب ؟
تنظيم العمل وتقسيم الأدوار داخل مؤسسة اتحاد الكرة بشكل علمي كانت أهم عوامل النجاح أثناء قيادتي لاتحاد الكرة، وهو ما نتج عنه تحقيق 15 بطولة مختلفة، أذكر منها كأس الأمم الأفريقية بالقاهرة 86، وذهبية الألعاب الأفريقية 87، ودورة الألعاب الأفريقية بزيمبابوى 95، وشرف تنظيم كأس العالم للشباب 97، والفوز ببرونزية كأس العالم للشباب بالأرجنتين، وذهبية الألعاب الأفريقية ببوركينافاسو 2003، والتأهل لكأس العالم للشباب بالإمارات والوصول لدور الثمانية.

* لماذا لم تحاول العودة لاتحاد الكرة مجددًا ؟
قضيت في اتحاد الكرة سنوات طويلة من عمري، منذ أن كنت ضابطًا صغيرًا برتبة نقيب عندما رشحني وزير الداخلية لأكون ممثلًا لقطاع الشرطة في مجلس إدارة الاتحاد، وتدرجت فيه وشغلت معظم الوظائف بداخله حتى وصلت إلى منصب رئيس اتحاد الكرة، حتى جاء الوقت لأسلم الراية لغيري حتى تتواصل الأجيال وهي سنة الحياة.

* مَن أبرز الشخصيات التي عاصرتها في الجبلاية وماذا تعلمت منها ؟
لقد عاصرت شخصيات ورموزا كبيرة في اتحاد الكرة خلال هذه السنوات، وكل واحد منهم يوزن خمسة مجالس من الموجودين حاليًا، أمثال اللواء نور الدين عفيفي واللواء مصطفى علواني وصلاح حسب الله وحسن عامر والديبة ومحمد لطيف والنائب محمد أحمد وشريف خشبة، ومن الجيل الجديد هشام عزمي وهاني أبو ريدة وغيرهم كثيرين، وتعلمت من هؤلاء كيف تدار المؤسسات بشكل سليم وكيف تدار الجلسات وكيف نحافظ على أسرار الاتحاد وعدم إفشائها لوسائل الإعلام كما يحدث الآن.

* وفي رأيك من هو أفضل مدرب تعاملت معه أثناء رئاستك لاتحاد الكرة ؟
الراحل محمود الجوهري من أفضل المدربين في تاريخ الكرة المصرية، على الرغم من أنني كثيرًا ما اختلفت معه، ويكفي أنه أول من أدخل الاحتراف في مصر، ولكن المنظومة الكروية لم تمكنه من تطبيق الاحتراف السليم بسبب تمسك الأندية باللاعبين وعدم إتاحة الفرصة للمواهب لخوض تجربة الاحتراف الأوربي.

* ما هي أقصى عقوبة وقعتها على لاعب كرة أثناء رئاستك لاتحاد الكرة ؟
أقصى عقوبة وقعتها كانت على حسام حسن وشقيقه إبراهيم، بعد إشارتهم بإشارة تخدش الحياء العام في مباراة بين القطبين الأهلي والزمالك، ووقتها جاءني طارق سليم معترضًا على العقوبة ولكن بمجرد ما استمع لوجهة نظري تفهم القرار وتقبله هو والراحل صالح سليم بمنتهى الروح الرياضية، كما أنني قمت بشطب لاعب المنيا هشام عبد الرسول بعد ارتكابه سلوكا غير أخلاقي خلال إحدى المباريات المحلية.

* ومن هو أكثر اللاعبين إمتاعًا للدهشوري الحرب ؟
أبو تريكة من أكثر اللاعبين الذين أمتعوني في الملاعب المصرية في السنوات الأخيرة، وكان بعيدًا عن المنتخبات لأنه يلعب في الترسانة، حتى أنني كنت أداعبه قائلًا "مش هتشوف المنتخب عشان أنت ابن البطة السودا"، ثم انتقل للأهلي وظهرت إمكانيات أبو تريكة الحقيقية وأصبح واحدًا من أفضل اللاعبين في تاريخ مصر.

* هل أنت متعصب لنادي الترسانة ؟ وترى ما هو السبب فيما وصل إليه فريق الكرة الآن ؟
نعم أنا متعصب للترسانة؛ لأنه النادي الذي نشأت وتربيت فيه، وصاحب الفضل على الدهشوري حرب، والسبب فيما وصل إليه فريق الكرة هو نظام الاحتراف الفاشل، الذي فرغ الفريق الأول للترسانة من نجومه بعد إغرائهم بالمال وانتقالهم إلى الأندية الكبيرة التي تملك المال، وهو ما أضعف معظم الأندية الشعبية في مصر.
الجريدة الرسمية