صحفيون في حزب الكنبة
والمحظور هو عدم اكتمال النصاب القانونى اللازم لإجرائها وتقاعس أبناء المهنة وتكاسلهم عن الذهاب تحت دعوى أنها نصف انتخابات وليست انتخابات كاملة، فمشهد الجمعة 6 مارس بالأعداد الهزيلة التي حضرت يؤشر على خطر قادم يهدد مهنتنا، أبرزها هي السلبية أكثرها خطورة هي ظاهرة "التعالى" من جانب البعض على الحضور، وإنشغال البعض الآخر في أمور أكثر بريقا من أمور الصحافة ومنها الفضائيات، وثالثها ظاهرة الانتهازية من جانب المئات من شباب المهنة الذين التحقوا بالنقابة خلال السنوات الأخيرة ولا يعنيهم المشاركة في تقرير مصير أعضاء المجلس، ورابعها عدم اهتمام رواد المهنة أو جيل الكبار من الصحفيين بمنطق أن الأمر لا يعنيهم وأنهم لن يأخذوا زمانهم وزمن غيرهم.
شعرت بالخجل كصحفى بعد فشل أبناء "كارى" أو مهنتى في إكمال النصاب القانونى للجمعية العمومية اللازم لعقد انتخابات التجديد النصفى لمجلس نقابتنا، بل إن لدى مخاوف وشكوك من إمكانية اكتمال النصاب في المرة الثانية.
كيف لنا ونحن أصحاب مهنة السلطة الرابعة ونشكل الرأى العام أن نوصم بـ "حزب الكنبة" ونفشل في إكمال العدد القانونى اللازم لإجراء الانتخابات بحيث نضع أيدينا على قلوبنا خوفا من عدم اكتمال النصاب في جولة الإعادة وهو الربع + واحد هذه المرة.
في مشهد يوم الجمعة 6 مارس حضرت كتيبة المناضلين من الزملاء الذين دوما يتكبدون مشقة الذهاب يوم إجازتهم الأسبوعية، وهم في الغالب نفس الوجوه في كل انتخابات، بينما غاب تماما زملاؤنا نجوم الفضائيات الليلية والشاشات من حاملى كارنيه النقابة الذين يدعون الناس إلى عدم السلبية ويطالبون الناس بالذهاب إلى الصناديق والمشاركة السياسية في الانتخابات باعتبارها فريضة رغم المفروض أن يكونوا قدوة، حتى وصل الأمر بأحد الزملاء الذين استفزهم مشهد الغياب الكامل إلى أن يقول "حضور الانتخابات هو فرض عين ومن يتغيب عنها بدون عذر لا يستحق أن يحمل كارنيه هذه المهنة أو ينتمى إليها"، المثير للدهشة أن قانون النقابة يفرض غرامة جنيه واحد على كل من يتخلف عن حضور الانتخابات، وإذا وقع المحظور غدا يجب على لجنة التشريعات التي تعيد صياغة قوانين الصحافة أن ترفع قيمة الغرامة حتى نقضى على ظاهرة سلبية المشاركة التي بدأت تستفحل مؤخرا.
ما حدث يوم 6 مارس سبقته دعاية سلبية سرت في المؤسسات الصحفية مفادها "لا تذهبوا للانتخابات ووفروا مجهودكم لأن النصاب لن يكتمل"، وأثرت سلبا على نسبة الحضور، وكانت النتيجة أن حضر ثمن المسجلين في الجداول الانتخابية.
لست متفائلا وأخشى أن تتحقق نبوءة مكرم محمد أحمد نقيب الصحفيين الأسبق بعدم اكتمال الجمعية العمومية المقبلة أيضًا.
ادعو كل أبناء مهنتى إلى اعتبار الحضور غدا الجمعة واجبا مقدسا لا يقبل التهاون أو التخاذل، لأنها ستكون فضيحة وعارا يستوجب منا تنكيس الرءوس وتصبح دعوتنا كإعلاميين وصحفيين لجموع الشعب بأن يكونوا إيجابيين ومقبلين على المشاركة السياسية والذهاب إلى الصناديق نوع من النفاق و الكذب .