رئيس التحرير
عصام كامل

خبير استخباراتى أمريكى: أيام الأسد معدودة.. و"حزب الله" يبنى كهوفاً فى الجبال لتخزين الأسلحة استعداداً لمرحلة "ما بعد رحيله"

المرشد الأعلى للثورة
المرشد الأعلى للثورة الإيرانية آية الله السيد على خامنئي

أكد ماثيو ليفيت، مدير برنامج ستاين للاستخبارات ومكافحة الإرهاب فى معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، أن إيران وحزب الله يجريان استعدادات عسكرية لمواجهة الفوضى الطائفية التى يحتمل أن تبتلع سوريا فى مرحلة ما بعد الأسد.


أضاف ليفيت فى مقابلة أجراها معه موقع مجلس العلاقات الخارحية الأمريكية على شبكة الإنترنت، أن "حزب الله واءم نفسه بشكل وثيق مع قوة القدس الإيرانية، وهى جماعة من النخبة شبه عسكرية مرتبطة مباشرة بآية الله على خامنئى، فى الوقت الذى يقاتل فيه إلى جانب نظام الأسد، وفى السنوات الأخيرة توطدت الشراكة بين حزب الله وإيران لدرجة أن ولاء الجماعة لخامنئى أصبح واضحاً جلياً، وما نراه الآن هو أن الحزب سيقوم بأعمال فى هذه الأيام تصب فى مصلحة إيران حتى لو كانت هذه الأعمال تتعرض مع مصالح لبنان ومصلحة الحزب نفسه".

وكشف ليفيت أن حزب الله يخزن الأسلحة فى سوريا منذ فترة طويلة، كما أن حكومة الأسد وفرت منذ فترة طويلة بعضاً من هذه الأسلحة إلى الحزب، وبالإضافة إلى ذلك دأبت إيران على إمداد الحزب بالأسلحة من خلال سوريا.

وبينما تتجه الأحداث فى سوريا إلى الأسوأ بالنسبة لنظام بشار الأسد، فسوف يحاول الحزب نقل أكبر قدر من أسلحته إلى أرض أكثر أماناً قدر الإمكان، كما أن بعض مخزون الأسلحة يوجد فى لبنان حيث حفرت الجماعة كهوفاً فى الجبال وكلا من طرفى هذا الصراع، المتطرفون السنة الأكثر راديكالية المندمجون فى صفوف الثوار والمتطرفون الشيعة المتحالفون مع حزب الله وإيران، يتولون تكوين ميليشيات ستكون موالية لهم بعد سقوط نظام الأسد.

وما نراه هو تخزين الأسلحة لتلك المرحلة الثانية من الصراع، خاصة أن الحزب وإيران توصلا إلى نتيجة مفادها أن أيام الأسد باتت معدودة، وأن عليهم ترتيب الأمور بحيث يكونون فى وضع يتيح لهم مواصلة التأثير فى سوريا حتى بعد سقوط الأسد وبقاء أغلبية سنية بها".

ويشير ليفيت إلى أن "بعض المعلومات الاستخباراتية الأمريكية التى أُزيلت عنها صفة السرية تشير إلى أن الشخص المسئول عن الإشراف على أنشطة حزب الله فى سوريا هو حسن نصر الله نفسه، الذى يتزعم الجماعة منذ فترة طويلة، وأنه يوظف ذلك بما يخدم مصالح إيران حتى ولو كان على حساب بلده لبنان فما بالنا بسوريا، فالعلاقة بين الحزب وإيران علاقة شراكة استراتيجية، فى ظل التزام الحزب الأيديولوجى بمفهوم ولاية الفقيه والتى تجعل من عالم الدين الإسلامى الشيعى قائداً أعلى للحكومة، ما يعنى أن القيادة الإيرانية تعد بالنسبة لحزب الله بمثابة قيادة لهم سواء لجنود المشاة أو لكبار قادة الحزب".

ويقول ليفيت إنه إذا نظرت إلى هجمات حزب الله ضد السياح الإسرائيليين فى جميع أنحاء العالم، فلا يمكن وصف تلك الهجمات على أنها تصب فى مصلحة لبنان على الإطلاق، ولنعاود النظر إلى دعم الحزب للمقاتلين الشيعة فى العراق أثناء حرب العراق، ولننظر اليوم إلى الحزب وهو يساعد على نقل الأسلحة الإيرانية إلى المتمردين الحوثيين فى اليمن، ولننظر مؤخراً إلى الطائرة دون طيار التى أرسلها الحزب مؤخراً بالقرب من المفاعل النووى الإسرائيلى فى ديمونة، إن كل هذه الأحداث لا تصب فى مصلحة لبنان، وإنما تصب فى مصلحة إيران ومن ورائها تابعها حزب الله، وكلاهما يبحثان عن تأمين نفوذهما فى الشام وغيرها من مناطق الشرق الأوسط سواء بقى الأسد أو رحل، فالمهم بالنسبة لهما الحفاظ على نفوذهما وليس بقاء الأسد".

لكن يبقى أن حزب الله مازال يقدم حتى هذه اللحظة المساعدات والمقاتلين إلى نظام الأسد، على حدج قول ليفيت، موضحاً أن "بعض المراقبين اللبنانيين ذهبوا إلى أن نشاط حزب الله فى سوريا هو الذى أسقط قناع الفضيلة من على وجه الحزب، والذى مد نظام الأسد بالقناصة المدربين على التعامل مع هجمات المعارضة المسلحة فى سوريا، ما دفع وزارة الخزانة الأمريكية لأن تضع حزب الله مجدداً على القائمة السوداء فى أغسطس من العام الماضى، وذلك لتقديمه التدريب والمشورة والدعم اللوجستى المكثف لتحركات الحكومة السورية الوحشية ضد المعارضة، كما كشفت الحكومة الأمريكية فى سبتمبر 2012 عن مزيد من أنشطة الحزب فى سوريا عندما فرضت وزارة الخزانة عقوبات على الأمين العام للحزب حسن نصرالله واثنين من كبار القادة هما مصطفى بدر الدين وطلال حمية لدعمهم نظام الأسد فعلياً، ووفقاً لوزارة الخزانة الأمريكية فإن حزب الله بقيادة نصر الله سعى طوال الفترة الماضية إلى رد الجميل للأسد بتقديمه التدريب والمشورة والدعم اللوجستى المكثف دعماً لحربه الدموية ضد الشعب السورى".
الجريدة الرسمية