رئيس التحرير
عصام كامل

شيماء بين براءة "الداخلية" ودرس السيسي لأنصاره!


عقب حادث شيماء الصباغ قلنا إن وزارة الداخلية مدانة في كل الأحوال.. إما لأن أحد رجالها قتل الناشطة اليسارية أو أن المجرم الخفي الذي يتسلل كل مرة للإيقاع بين الشعب والشرطة تسلل مرة أخرى في وجود الداخلية وارتكب جريمته، وهي هنا مدانة أيضا، أو أن قتل لأسباب جنائية تم في وجود رجال الشرطة وهي أيضا في ذلك مدانة!


ما إن قلنا ذلك إلا والكثيرون جدا من أنصار الرئيس السيسي وهم الأغلبية الكبيرة من شعب مصر الآن - ونحن منهم بالمناسبة - تطوعوا بالهجوم الكاسح علينا وعلى غيرنا ممن تبنوا الموقف نفسه، بحجة أن هذا المنطق يصب في مصلحة الإرهاب، في وقت يتساقط فيه أبناء الشرطة الأطهار ضحايا الإرهاب الأسود.. ومنهم للأسف من لم يتوقف عند ذلك وحسب، وإنما توسع في الخصومة مع معارضي الرئيس، وتهجموا على شخص الشهيدة وأسرتها وحزبها مع تلفيقات لا أصل لها!

بعد أيام قدم الرئيس السيسي نفسه - نفسه - العزاء لأسرة الشهيدة شيماء وعلنا وعلى الهواء، وتعهد أمام الجميع بأن يقدم قاتلها للعدالة مهما كان شخصه وكينونته، وطلب من الداخلية سرعة إنجاز التحريات والتحقيقات!

أمس.. انتهت التحقيقات بالفعل ووصلنا إلى توجيه الاتهام والإحالة إلى المحاكمة، وهنا نتوقف لنقول:

- المصريون خرجوا في 30 يونيو - وما قبلها - ضد الإخوان لبناء دولة المستقبل بدلا من دولة الجهل والتخلف والظلم.. ودولة المستقبل لا تبنى إلا على العدل!

- من قام بالتحريات في القضية هي وزارة الداخلية نفسها.. ومن كانت بيديه الأدلة كلها هي وزارة الداخلية.. وعندما يقدم أحد أبنائها إلى المحاكمة وفي ظل ظروف المواجهة مع الإرهاب فإننا أمام إعلان رسمي ببراءة الداخلية كهيئة وكمجموع أبنائها وضباطها وجنودها من تهمة قتل الشهيدة ويبقى الجاني واحدا.. بشخصه.. خالف التعليمات ويدفع الآن ثمن تهوره وانحرافه عن توجيهات رؤسائه!

- ربما تكون تعليمات الرئيس السيسي هي التي ألزمت الداخلية بذلك، ونكون هنا أيضا أمام رئيس يبني دولة المستقبل التي نريدها، ونكون أمام جهاز أمني يمتثل لذلك!

- النقاط السابقة نتعلم منها أن الفرق كبير بين مواجهة الخارجين على القانون وهو ما يسلتزم أحيانا - أحيانا - بعض الاستثناءت، وبين سحق القانون كله وذاته تحت أقدام المواجهة.. ومن يريد أن يدافع عن الشرطة فهو وحده من يبرئ رجالها من أي تجاوز قد يعيد للأذهان ذكريات سيئة ومؤلمة.. ومن يبرئ الداخلية هو من يريح شهداءها الأطهار الأبرار عند ربهم بالإصرار على عدالة المواجهة مع الإرهاب ونقائها، ومن يريد أن يبرئ الداخلية عليه أن يدفع في طريق تطهيرها كل خارج على الصف شاطط عن الالتزام!

- كل التحية لكل داعم للحق مهما كلفه ذلك.. ولكل من وعد فأوفى مهما كلفه ذلك أيضا!
الجريدة الرسمية