رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو والصور.. سكان «دور المسنين» في دائرة النسيان.. «الحاجة نبوية»: أعيش في الدار منذ 15 عاما و«أقاربي أهملوني».. «مسنة عمياء» تشكو إلى الله غياب الرعاية..


"دور المسنين" أماكن امتلأت بالشيوخ والعجزة الذين جار عليهم الزمن وهجرهم الأبناء والأحباب، فلجئوا إلى تلك الدور بسبب انعدام الرعاية، عندما تنظر لسكانها فإنك ترى وجوها غابت عنها بارقة الأمل، وعندما تسأل أحدهم فإنه يسرد لك مأساة لا تنتهي به إلا في تلك الدور، فهل أدخلهم التاريخ دائرة النسيان بعدما كان لهم الدور الرئيسي في حياة أبنائهم، وهل يحضى المسن في الدار بعناية كافية تعوضه عن العناية الأسرية؟


انتقلت «فيتو» إلى إحدى الدور لرصد حالة سكانها، وأبرز مشاكلهم، والوقوف على مدى إقبال الأبناء للاحتفال مع ذويهم في موسم أعياد الأم.

مرارة الانتظار
بمجرد وصولنا إلى دار "المروة" لرعايا المسنين، وجدنا مسنة تجلس على كرسيها المتحرك، أرهقها الانتظار لرؤية أحد أبنائها، أو دخول أحدهم لمجرد السؤال عنها، أو الاطمئنان عليها.

مأساة مسنة
وقالت الحاجة نبوية، إحدى ساكنات الدار، إن زوجها توفي منذ فترة طويلة، لتنتقل بعدها للعيش بجوار أخيها الأكبر، وبعدما شعرت أن الشقة ضاقت على أسرته، فقررت اللجوء لتلك الدار، لتنال الرعاية المناسبة، ولكيلا تكون عبئًا على أخيها.
وأضافت:" انتقلت إلى الدار منذ ما يقرب من 15 عامًا، وأخى لم يقدم لزيارتى سوى مرات معدودة".

عيد الأم
وأضافت: "يومنا في الدار كل واحدة بتقوم الصبح تفطر في مكانها ونخرج من الأوض نطمن على بعض، إحنا بنقول على نفسنا إحنا زمايل حلة واحدة لازم نسأل على بعض ونطمن على بعض، وبنقضي بقية النهار نتكلم مع بعض، لا عمرنا زهقنا من بعض ولا خاصمنا بعض، وعيد الأم عندنا بيجوا ناس وشباب ويحيبوا بلالين وهديا ويعلقوا في الجنينة تحت وبنزل نحتفل معاهم، في اللحظة دي بحس بفرحة ملهاش مثيل وخصوصًا لما يقولو ياست الحبايب يا حبيبة يا حنينة وكلك طيبة، ويفضلوا يغنوا ويرقصوا، بنستنى اليوم ده كل سنة".

غياب الرعاية
وبعد انتقالنا لغرفة الحاجة نبوية، فإذا بمسنة عمياء، غابت عنها كل أنواع الرعاية من جانب مسئولي الدار أو ذويها من أبنائها وأقاربها، فاتخذت من كرسيها خير مساعد يساندها للوصول إلى مدخل غرفتها من خلال الدفع به أمامها حتى لا تصطدم بحوائط الصالة، مستندة إلى أحد جوانبها.

الوحدة
وقال الحاجة كريمة إحدى نزيلات الدار: " أنا وحيدة ولجأت إلى الدار بعد وفاة والدي، وزوجى، ليس لى أولاد، أقاربى اعتادوا على زيارتى، والدار تنظم حفلة لنا كل عام، مضيفة أن أكثر ما أحزنها عدم وجود طفل يملأ عليها حياتها، ويخلصها من الوحدة التي أجبرتها على الجلوس في الدار، وعبرت عن سعادتها باقتراب يوم الاحتفال بعيد الأم قائلة: "أنتظره بفارغ الصبر".

فيما قالت الحاجة بديعة، إنها قدمت إلى الدار بعد وفاة والديها، ولم تتزوج، لتأتي إلى الدار للجلوس مع مثيلاتها اللواتي عوضنها عن الوحدة التي لازمتها لمدة كبيرة بعد وفاة والديها، موضحة أنها تتمنى دوام السعادة والحب فيما بينهم داخل الدار.
الجريدة الرسمية