رئيس التحرير
عصام كامل

انتخابات الكنيست تحسم سياسة «تل أبيب».. توقعات بتحسين العلاقات مع واشنطن حال فوز اليسار.. مراقبون: «اليمين» يضاعف الاستيطان.. و30% من الإسرائليين يشاركون في الماراثون الانتخابي


تقف إسرائيل أمام لحظة فارقة ستحسمها الانتخابات التشريعية التي بدأت أمس الثلاثاء، ويتنافس فيها اليمين الإسرائيلي المتمثل في حزب الليكود برئاسة "بنيامين نتنياهو" رئيس الحكومة، واليسار الدى يمثله تحالف "المعسكر الصهيونى" ويرأسه كل من يتسحاق هرتسوج زعيم حزب العمل، وتسيبى ليفنى زعيمة حزب الحركة.


تقدم المعسكر الصهيونى
وأظهرت نتائج الاستطلاع الأخير في إسرائيل، تقدم تحالف المعسكر الصهيونى، حيث حصل على 24 مقعدا مقابل 21 مقعدا لليكود، فإن هناك توقعات بأن يشكل هرتسوج الحكومة الإسرائيلية القادمة.

وهناك أحزاب أخرى تدور في فلك اليمين، وهى حزب البيت اليهودي اليميني الموالى لنتنياهو الذي حصل وفقًا للاستطلاعات الأخيرة على 13 صوتا، كما حصل الحزبين اليمينيين شاس وحزب يهود التوراة على 7 أصوات لكل منهم، وستة لحزب إسرائيل بيتنا اليميني بزعامة وزير الخارجية أفيجدور ليبرمان، وأربعة لحزب سويا اليمينى.

القائمة العربية المشتركة
كما سطع نجم آخر في الانتخابات الحالية هو القائمة العربية المشتركة التي شكلت قبل عدة أسابيع، وتضم الأحزاب العربية التي حاول الكنيست إقصاءها فما كان أمامها سوى التوحد، ويرأس القائمة العربية "أيمن عودة" الذي أكد أن قائمته لن تمثل العرب فقط بل اليهود أيضًا.

ويوجد عدد من اليهود الذين اقتنعوا بهذا التوجه، منهم الصحفي الإسرائيلي جيلعاد هلبرن، والذي يعمل في إذاعة صوت إسرائيل، حيث أعلن على الملأ أنه سينتخب القائمة العربية، ودعا إلى تدعمها.

والنتائج المتوقعة من توحد الأحزاب العربية في قائمة واحدة وارتفاع نسبة تمثيلها في البرلمان إلى 15 مقعدا، تؤكد إمكانية رفع نسبة التأثير فى القدرة والتوازنات والنفوذ والدور في لعبة الانتخابات الإسرائيلية، وإمكانية التأثير لصالح تغيير الواقع في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي المستمر.

وتشير التقارير إلى أن 30% من الإسرائليين صوتوا حتى الآن في الانتخابات الجارية.

ومن المقرر أن يرسم الحزب الفائز في الانتخابات الحالية سياسة تل أبيب تجاه عدد من القضايا الرئيسية، ومنها النووى الإيرانى، ملف الاستيطان، القضية الفلسطينية، العلاقات مع مصر، ودول الخليج.

المحور الاقتصادى
ويركز هرتسوج في برنامجه الانتخابي على المحور الاقتصادي الاجتماعي إيمانًا منه بأن هذا الطرح يشكل نقطة قوة أمام منافسيه، ولا يقدم هرتسوج طرحًا اقتصاديًّا جديدًا أو مغايرًا للإجماع الإسرائيلي، فهو يطرح إدخال تعديلات على النظام الاقتصادي الليبرالي.

كما أطلق نتنياهو الحملة الانتخابية لتكتل "الليكود" وشجع الاستيطان في الأراضي الفلسطينية متعهدا بتعزيزه في السنوات المقبلة، وإبقاء القدس عاصمة إسرائيل الأبدية، قائلا: "فعلنا الكثير لتعزيز المستوطنات في الماضي وخلال السنوات المقبلة سنواصل ذلك وسنعززها أكثر".

النووى الإيرانى
وفى حال فوز اليسار الإسرائيلى بزعامة "هرتسوج"، فإن هناك توقعات لدى دولة الاحتلال بأنه سيتم التعاون مع البيت الأبيض للتنسيق بشأن أي ضمانات أمنية تستطيع إسرائيل الحصول عليها من الأمريكيين في أعقاب الاتفاق مع إيران، على عكس اليمين الذي يتزعمه نتنياهو المرتبط بعلاقات متوترة مع الإدارة الأمريكية، حيث لوح أكثر من مرة باتخاذ خطوات أحادية الجانب تجاه طهران دون الرجوع إلى الولايات المتحدة، إلى جانب رفضه أي اتفاق نووى بين إيران والغرب، وكان آخر الخطوات المناوئة لتحركات الإدارة الأمريكية في هذا الملف خطاب نتنياهو في الكونجرس الذي أثار جدلًا كبيرًا داخل وخارج إسرائيل.

القضية الفلسطينية
أما نتنياهو اليمينى، فتنصل من مبدأ حل الدولتين، زاعمًا أن الأمر ليس ذا صلة مع الواقع الراهن، متهمًا هرتسوج بالتنازل عن القدس كعاصمة موحدة وأبدية لإسرائيل، مشددًا على عدم قيام دولة فلسطينية، ولم يضع نتنياهو تصور للسلام المستقبلى مع الفلسطينيين، كما أن الفلسطينيين والمجتمع الدولي لا يثقون بأن نتنياهو جدي في توجهاته.

الاستيطان
ويرى المراقبون الإسرائيليون أن موقف اليمين واضح من الاستيطان، حيث استخدم رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو مستوطنة جبل أبو غنيم (هار حوما) -التي أسهم في إنشائها- كمركز لحملته الانتخابية في محاولة منه لتعبئة اليمنيين، مؤكدًا أنه يحمي البوابة الجنوبية للقدس عبر البناء في المستوطنات وأنه سيواصل البناء.

ويرى الدكتور منصور عبد الوهاب، الخبير في الشأن العربى الإسرائيلى، أن سواء كانت حكومة يمين أو يسار، فإن نهج الاستيطان لن يتغيير كثيرا ولن تكون هناك تغيرات جوهرية ثابتة، لأن الوضع العالمى يصب في صالح إسرائيل التي ستتبع نفس المنهج في كل الأحوال ويعود ذلك للانقسام الفلسطينى، موضحًا أن الحل عند مصر حين تسترد عافيتها ومكانتها الدولية فسيصب ذلك في صالح القضية الفلسطينية.

علاقات إسرائيل مع الخليج
وأوضح "عبدالوهاب" أن إسرائيل جزء من اللعبة الأمريكية لخلق فزاعة بشكل دائم تجعل الخليج في حاجة دائمة للسلاح الأمريكى لضمان استمرار بيع السلاح وإنعاش الخزانة الأمريكية والأوربية، ففزاعة إسرائيل مثلها مثل إيران داعش.

العلاقات المصرية الإسرائيلية
أشار إلى أن سواء فوز اليسار أو اليمين فلن تكون هناك محاولات لاستفزاز مصر، وسيتم الحفاظ على علاقات متوازنة مع الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي يستمد مصدر قوته من التفاف الشعب حوله، وبالتالى سيكون هناك حذر شديد في العلاقات مع القاهرة، واحترام لاتفاقية السلام وعدم القيام بالأفعال التي تثير حفيظة المصريين، مضيفًا أن إسرائيل ستحاول استرضاء مصر فيما يخص الفلسطينيين.
الجريدة الرسمية