رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو.. «أم مصطفى» تعمل سايس للسيارات منذ خمس سنوات على كرسي متحرك.. انفصلت عن زوجها منذ 21 عامًا.. أصرت على إكمال بناتها التعليم وأدخلتهن الجامعة.. وتتمنى أداء «عمرة» في عيد ال


حالها لا يختلف كثيرًا عن الأمهات اللاتي يعانين من أجل أبنائهن، تحملن الكثير، وحرمن أنفسهن ملذات الحياة، من أجل توفير احتياجات أبنائهن الصغار، ليصبحوا مواطنين صالحين لأنفسهم ومجتمعهم، وكلما جار عليهن الزمن تغلبوا عليه بكلمة واحدة «بكرة يكبروا، ويعوضوني عن كل شئ».


«تركن يا باشا.. تركن يا بيه» و«ارجع لورا شوية، اضبط وش العربية علشان اللي وراك، تحت أمرك يا بيه» كلمات لا تفارق لسان «أم مصطفى» التي تعمل سايس سيارت على كرسي متحرك بجوار معهد الكبد بمنطقة السيدة زينب.

حياتها
«أم مصطفى» صاحبة الـ60 عامًا، أم لثلاث بنات وولد واحد «مصطفى»، ومطلقة منذ ما يقرب من 21 عاما، اعتادت على الخروج يوميًا على كرسيها المتحرك لتكون خير حارس للسيارت المتراصة أمام مسكنها، حيث جاءتها فكرة لتحويل تلك الساحة إلى مكان لركن السيارات من خلال تنظيفها ورفع القمامة المتراكمة بها منذ ما يقرب من 5 سنوات، وتحصل على رخصة ضريبية بعد سنة واحدة من تشغيل الساحة.

عشرة جنيهات مصاريف
وقالت: «جوزي كان بيديني كل يوم مصاريف للبيت والعيال عشرة جنيهات، دول يعملوا إيه، بقالي خمس سنين بجهز فيهم من أول ما بدأت اشتغل، وساعدت ابني في جوازته، ودلوقتي عايش لوحده، بطلع من بيتي الساعة 7 وارجع الساعة 4، ومقدرش استلم عربية بعد الساعة دي، المنطقة كلها حرامية وبلطجية، ودي حاجة في عهدتي وأمانة في رقبتي، ولازم أحافظ عليها، كل الناس اللي بيجوا معهد الكبد والأورام والسكر بيركنوا عربياتهم عندي، بعديها برجع البيت أجهز لقمة لنفسي وأنام».

جهزت بناتي من الجراج
وأضافت: «قبل ما أبدأ الشغل في الجراج كنت عايشة على المعاش، والناس ولاد الحلال اللي كانوا عارفين بحالتي، وكانت الأمور ماشية بس جهاز بناتي الثلاثة نزلني أشتغل غصب عني، أبوهم طلقني ومسألش على واحدة فيهم، مكنش فيه بديل تاني عن الشغل، على الرغم من الكرسي اللي أنا قاعدة عليه دلوقتي، بدأت أبيع معالق وحاجات صغيرة للبيت، بس ما كنتش جايبة همها، لحد ما ربنا كرمني بالجراج، جهزت بيه بناتي، وجوزت ابني، بس الصحة مابقتش تساعد على الشغل زي الأول، الجهاز اللي مركباه في رجلي تاعبني قوي، ده غير السكر والضغط اللي عندي».

دخلت ولادي أعلى الكليات
وأشارت إلى أنها أصرت على تعليم أبنائها الأربعة وخصوصًا البنات حتى تخرجت الابنة الكبرى من كلية السياحة والفنادق، والتحقت بكلية الحقوق بنظام التعليم المفتوح، والثانية تخرجت من كلية السياحة والفنادق، وتوقفت الثالثة عند حصولها على شهادة الثانوية للتفرغ لزوجها بعد تقدم شاب من أبناء المنطقة لخطبتها فوافقت عليه، موضحة أنها تستأجر «الموتوسيكل» الذي تعمل عليه من أحد جيرانها، ومكلفة بإصلاح الأعطال الموجودة به.

عيد الأم ده اللمة
وتابعت: «في عيد الأم بعمل صنية كيك أو بسبوسة، وولادي بيجوا يقعدوا معايا في يوم زي ده، اللي تجبلي أزازة ريحة، ولا عباية، ومرات ابني جابتلي ملاية سرير، وهو يوم بيعدي علينا بسلام، وأغلى هدية جالتي كانت من بنتي كانت موبايل نوكيا في عيد ميلادي، وبتمني من ربنا أعمل عمرة، وأغير الجهاز اللي مركباه في رجلي من سبع سنين، وياما مرت علينا ظروف كلت فيها عيش بايت بالملح مكنش معايا فلوس أجيب شوية فول».
الجريدة الرسمية