رئيس التحرير
عصام كامل

"الجارديان" تكشف تورط البنتاجون فى عمليات تعذيب بالعراق.. الصحيفة تؤكد استخدام مراكز التعذيب لأسوأ الأساليب لقمع المتمردين.. وضلوع مستشارين أمريكيين فى انتهاكات لانتزاع الاعترافات من المعتقلين

مبنى البنتاجون-صورة
مبنى البنتاجون-صورة أرشيفية

كشفت صحيفة الجارديان البريطانية، قيام وزراة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" بإرسال خبير أمريكى كان له دور فى "الحروب القذرة" التى شنتها الولايات المتحدة فى أمريكا الوسطى للإشراف على وحدات قيادية خاصة فى العراق وتنفيذ عمليات اعتقال سرية وإقامة مراكز تعذيب لانتزاع معلومات من المتمردين.


أفادت الصحيفة على موقعها الإلكترونى اليوم فى تحقيق أجرته بالتعاون مع شبكة بى بى سى الإخبارية العربية بأن مراكز التعذيب استخدمت أساليب تعد الأسوأ منذ شن الحرب الأمريكية على العراق والذى كان له دور فى دفع البلاد إلى الانزلاق فى حرب أهلية واسعة النطاق.

كان الكولونيل جيمز ستيل، خبير متقاعد من الخدمة فى القوات الخاصة الأمريكية يبلغ من العمر 58 عاما عندما اختاره وزير الدفاع الأمريكى دونالد رامسفيلد لمساعدته فى تشكيل القوات غير النظامية لقمع المتمردين.

كما تم تعيين خبير ثانى وهو الكولونيل جيمز كوفمان الذى تعاون مع ستيل فى مراكز الاعتقال التى أقيمت بتمويل أمريكى يصل إلى ملايين الدولارات.

أكدت ادعاءات الشهود من الجانبين الأمريكى والعراقى ضلوع مستشارين أمريكيين للمرة الأولى فى انتهاكات حقوق الإنسان على أيدى قيادات فى الجيش الأمريكى، كما أنها تعد المرة الأولى التى يتورط فيها الجنرال ديفيد بتريوس الذى أجبر على تقديم استقالته فى شهر نوفمبر الماضى كمدير لجهاز الاستخبارات الأمريكية بسبب فضيحة جنسية فى هذه الانتهاكات.

وأوردت صحيفة الجارديان البريطانية معلومات مفصلة عن الطريقة التى كان يعمل بها نظام التحقيقات حيث نقلت عن ضابط عراقى سابق يدعى منتظر السامرائى الذى عمل مع الجنرالين ستيل وكوفمان لمدة عام قوله: "كل مركز للاعتقال لديه لجنته الخاصة للتحقيق والتى تتكون من مسئول مخابراتى و8 محققين والذين يستخدمون كل أساليب التعذيب لانتزاع اعترافات من المعتقلين مثل صعقهم بالكهرباء أو قلع الأظافر أو ضرب المناطق الحساسة بأجسامهم".

وقالت الصحيفة إنه لا يوجد دليل على قيام ستيل أو كوفمان بتعذيب المعتقلين بأنفسهم ولكن كانوا يتواجدون فقط فى بعض الأحيان بمراكز الاعتقال حيث كانت تجرى عمليات التعذيب.

وقال شاهد عيان آخر وهو جيلس بيريس، مصور أجرى مقابلة مع ستيل أثناء عمله بصحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية وقام بزيارة أحد المراكز القيادية التابعة له فى سامراء: "كانت الدماء فى كل مكان بالحجرة التى التقيت فيها مع ستيل".

ويعد الأسلوب الذى انتهجته أمريكا فى العراق أسلوبا يتماثل مع عمليات انتهاك حقوق الإنسان الموثقة التى شنتها قوات خاصة غير نظامية تحت إشراف وبتمويل خبراء أمريكيين فى أمريكا الوسطى فى الثمانينات من القرن الماضى.
الجريدة الرسمية