رئيس التحرير
عصام كامل

حكومة الشعب (4)


رسالة إلى الرئيس محمد مرسى.. إلى القوى والرموز الوطنية.. إلى الأزهر والكنيسة.. إلى النخبة والعلماء.. إلى رجال الأعمال من محتكرى السلع الأوربية والأمريكية.

أتكلم اليوم وأنا أشعر بأننى مصرى سجين جوه بلدى.. ورغم ذلك أصبحت سجينا غير عادى، سجينا دوليا وإٌقليميا ومحليا.. وتنفذ بى عقوبة أبدية.
غير مسموح لى بالعفو نهائياً وطوال فترة عقوبتى يفرض على أن يلتف حول رقبتى طوق ثقيل ومؤلم من الحديد .. فإذا حاولت أن أتكلم أو أصرخ من الألم يزداد شعورى بالاختناق وتتمزق أحبال صوتى هباءً.
فقط مسموح لى إذا أردت أن تستمر بى الحياة أن أتنفس بهدوووء دون صوت مسموع فهذا هو النظام.. فأنا سجين ليس لى الحق فى الاختيار أو أنا من يمتلك القرار ولا اقترب من رفاهية الاعتراض، وإذا حدث وخرجت منى بعض الأصوات بكلمات تنادى كفاية .. حرام يرد على سجانى الأمريكانى.
اخرس .. اسكت أنت يا مصرى وقعت بيدك على معاهدات وأبرمت اتفاقيات واستدنت بلا حساب لذا.. فباسم النظام الدولى الذى ينادى بالحرية والديمقراطية وتطبيق العدالة الدولية، أنت يا مصرى سجين وستنفذ شروطى وتحت إرادتى وفى حالة الاعتراض سيكون الحساب وسيتم العقاب..
وعندما تشتد بى المحنة أنظر إلى جيرانى أهل العروبة والعزة والكرم والمروءة، أنتظر منهم المساندة والمدد والعون زى ما قرأنا فى كتب التاريخ.. أنتظر منهم فك أسرى وسجنى، أنتظر أن تجرى الدم فى عروقهم ويتكاتفوا حتى يحطموا قيودى وأغلالى فأنا الأخ الكبير لهم..
ولكن يطول الانتظار بل أجد بعضاً منهم يستغل ما أنا فيه من محن ليضعوا قيوداً جديدة ولكن حول يدى .. فهم لا يريدون منى أن أرفع رأسى أو حتى أحرك يدى، ومن شدة آلامى أتفحص وجوههم فأجد الخوف والذعر صنع منهم متآمرين وأدوات لمن يملك القوة والسلاح، حتى يستمروا ملوكا وحكاما ليصنعوا بمواقفهم هذه أمما وشعوبا ممزقة ولأننى مصرى .. الأهوال والأزمات مرت على كثيراً صبرت وتحملت ودايماً كان عندى أمل.
حتى جاءت ثورة 25 يناير جريت أنا وكل مصرى عايشين فى السجن نادينا بحرقة وفرحة وأمل بأعلى صوتنا.. الحرية – العدل .. كلنا عايزين نكسر قيودنا ونهدم سجون عايشين فيها دون إرادتنا، عايزين نحس إن احنا أحرار وأصحاب قرار، عايزين النور من بعد ظلام، نفسنا المياه تروى غيطان.
أحلامنا مع الثورة كانت كثيرة وكبيرة! لكن ومليون لكن قيود جديدة من جوه بلدى من أخويا وصاحبى بيكبلوا بها قدمى علشان ما تتقدمش خطوة لقدام، قالولى ما تتعبش نفسك انت إحنا هنتحرك ونتصرف بديلاً عنك ..ً احنا معانا توكيل منك .. انت ناسى صوتك جوه الصندوق كان إيه احنا معانا رئيس منتخب من حقه إبرام الاتفاقيات ويوقع على المعاهدات ويستلف فلوس من الصندوق الدولى، من حقه يعمل صكوك وعقود حق انتفاع، من حقه يتصرف فى كل شىء .. وانت مش من حقك تعترض إلا بعد أن تمر فترة الرئاسة !!!
وللحديث باقية
الجريدة الرسمية