رئيس التحرير
عصام كامل

«مرصد القطامية» أول ضحايا العاصمة الجديدة


لكل خطوة خسائرها المتوقعة عظيمة كانت أو بسيطة، وهو ما ينطبق على العاصمة الجديدة التي أعلن عنها خلال فعاليات المؤتمر الاقتصادى العالمى بشرم الشيخ، والمخطط لها أن تقع على بعد 32 كيلو من مطار القاهرة الدولي، على طريق "السويس - القاهرة"، فإنشاء العاصمة يتسبب في تدمير صرح علمى عالمى هو مرصد القطامية الفلكي الذي يعتبر هو التليسكوب الأكبر في الوطن العربي والشرق الأوسط وشمال أفريقيا والمسمى "عين الفلك الشمالية لقارة أفريقيا".


هذا ما أكده الدكتور أشرف تادرس، رئيس قسم الفلك بالمعهد القومى للبحوث الفلكية التابع لوزارة البحث العلمى، والذي قال: إن العاصمة الجديدة سيكون لها تأثير بالغ الخطورة في مرصد القطامية الفلكى، مشيرًا إلى أنه مع اكتمال العاصمة الجديدة ستتأثر نتائج رصد جميع الظواهر الفلكية بالسلب متوقعًا ظهور تلك التأثيرات بعد 10 سنوات من الآن.

وكشف رئيس قسم الفلك أنه يتم حاليًا دراسة منطقتين بمصر لبناء مرصد فلكي جديد بعيدًا عن أي مبانٍ سكنية، مؤكدًا أن المرصد الفلكى هو أساس العلم في مصر لرصد جميع الظواهر الفلكية ومنها تحديد مواعيد الصلاة ومواعيد الأهلة، إلى جانب تميز المرصد بموقعه الذي يتمتع بـــ300 ليلة صافية سنويًا، وهذا ينعكس على دقة الأرصاد ونقاء الصور المأخوذة من المنظار وهو أشهر مراصد العالم في دقة الرصد.

وأوضح أن المرصد بصدد إنشاء تليسكوب "راديوى" يساعد في الأرصاد إلى جانب التليسكوب الرئيسى بالمرصد، ويعتبر التليسكوب الراديوى مهمًا في الأرصاد ويمكنه الرصد ليلًا ونهارًا، وهو مكمل لنواقص التليسكوب الكبير.

ويفسر تادرس الأزمة المحيطة بمرصد القطامية بسبب العاصمة الجديدة، في ضرورة أن يكون المرصد حوله فراغ بمساحة نصف قطر دائرة بطول 30 كم بعيدًا عن المساكن والأحياء، وفى حالة بناء العاصمة ستقل نسبة البعد المطلوب من الأحياء حتى المرصد.

وعن المواصفات اللازم توافرها في منطقة إنشاء مرصد فلكى جديد قال أهمها أن تكون مؤهلة للرصد طوال الأربعة فصول بالسنة، مشيرا إلى أن المناطق المقترحة لإنشاء المرصد الجديد تخضع حاليًا لاختبارات عالية الجودة تسمى "اختبارت إنشاء مرصد"، إلى جانب تحاليل وضوح الصورة والأجرام السماوية في حالة إنشائه بأى منطقة لاختيار المنطقة المثلى.

وأكد أن الأجهزة بمرصد القطامية الفلكى لن تنقل من موقعها لتعرضها للتلف في حالة تحريكها، وأن موقع المرصد سيتحول إلى مزار سياحى وتدريب الباحثين من الطلبة، ليتحول إلى مصدر دخل قومي أيضًا.

وأوضح أن إنشاء مرصد فلكى جديد يتطلب تمويلًا كبيرًا يصل إلى مليار جنيه، مشيرًا إلى أن تكلفة مرصد القطامية الفلكى نصف مليار جنيه، وفارق التكلفة يذهب لصالح "البنية التحتية، زيادة قطر المرآة، إلى جانب دقة التليسكوب الجديد".

"نقلا عن العدد الورقي..."
الجريدة الرسمية