رئيس التحرير
عصام كامل

13 مارس 30 يونيو



يوم آخر للفخار والمباهاة والاعتزاز بالوطنية المصرية، يوم تنافس فيه العالم كله، شرقه وغربه، شماله وجنوبه، أغنياؤه وفقراؤه، في الشدو والإشادة بمصر، الشعب والرئيس والحضارة، حتى طفرت الدموع من العيون، دموع فرحة وامتنان لرب السموات، بعد خمسة عشر يوما من القنابل، زرعها تنظيم الإخوان في الشوارع، والميادين، وعلي النواصي، وفي صناديق القمامة، ومحطات السكك الحديدية، وأبراج الكهرباء، بل وعند دور الحضانة !!


استمتعنا برجفة الفرحة والغرب يتكلم عن بلد عمره خمسة آلاف عام، من العمارة، في المدن وفي البشر، في التفكير وفي التعمير، وارتجفت منا القلوب وإخوتنا العرب يقولون إننا موضع أمانهم ووجودهم ونحن أيضا لا وجود لنا بدون إخوتنا، ودعمهم وحبهم، وأكاد أتصور أن كلمة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري تأثرت، وقد ارتجلها، بما سبقتها من كلمات أكدت جميعها على المكانة الغالية العظيمة للغالية أم الدنيا مصر.

أبلغ الكلمات كانت للحكيم محمد بن راشد نائب رئيس دولة الإمارات، مست شغاف القلوب لأنها خارجة من لحم القلب، وأكثر الكلمات سخونة وصدقا كلمتا رئيس الوزراء الإيطالي، ومن قبله الإسباني، وفي كل الأحوال، كان ذلك اليوم، الجمعة الثالث عشر من مارس، ثمرة رائعة من ثمار الثلاثين من يونيو، بل هو اليوم الذي انتهت فيه الممانعة المستترة لقوي عظمي، لثورة الشعب والجيش على النظام الإخواني الخائن.

لا مجال هنا للكلام عن كم من الدولارات جمعنا وحصدنا، ولا كم مشروعا حصلنا، بل المجال مفتوح حتى الأفق على النجاح السياسي الكاسح للدولة المصرية، التي حازت على شهادة وجود وجودة وفعالية، ووضعت أوباما أمام العالم، فنطق كيري، بما سبقه به المؤمنون بقوة مصر البشرية والحضارية وعبقرية مفاجآتها، في الدراسة والتجهيز والتخطيط والتنفيذ، فمضي يقطع بالتزام أمريكا بالحفاظ على أمن ورفاهية مصر !

حسبته يتحدث عن إسرائيل، وهو ما زل به لسانه في الصباح أمام الغرفة التجارية المصرية ثم اعتذر عنه وفسرته السفارة الأمريكية بالقاهرة بأنه ناجم عن طول السفر وقلة النوم، ولكني أيقنت أنه يعني مصر، وأشاد بالرئيس، فيما يعد تراجعا ملحوظا من البيت الأبيض عن سياسة الوجهين.

أهم نتيجة بعد النجاح السياسي والاقتصادي، أن المؤتمر كشف عن مقدرة تنظيمية ملفتة للأعناق، ولم نلحظ غلطة واحدة، فلا هرجلة، ولا تخبط، بل جيش متجه إلى هدفه وفق خطة جري التدريب عليها مرارا، ومذيعة ماهرة، واثقة نحييها، على أدائها الرفيع، وتحضرها وأناقتها، هي إيمان الحصري.

ذلك هو نحن حين نريد أن نبهر، وما أتمناه، أن نحافظ على هذه الهوية الحقيقية لنا، وألا نتراجع إلى حفر الخمول والتردد، ومعاقرة الأخطاء.

التحية والتقدير والعرفان واجبة للخطط الأمنية والعسكرية، لقواتنا المسلحة وقوات الشرطة، والحق أن المؤتمر منح مصر شهادة استقرار أمني وسياسي، أنتم السبب الأول فيه بدماء الشهداء ودموع الرجال.
فخور أني مصري، وفخور أني سيسي، وفخور بثورة يونيو الوطنية الخالصة الطهارة من الأنجاس والخونة والعبط والأغبياء !
الجريدة الرسمية