رئيس التحرير
عصام كامل

هل أنقذت مصر روسيا وبوتين من الانقلاب ؟!



السؤال مباشرة هو: هل أنقذت مصر الرئيس الروسي بوتين من الانقلاب ضده وكان ذلك سر اختفاء بوتين الأيام الماضية ؟ وبالطبع سيكون السؤال المعاكس والمباشر أيضا هو: وهل روسيا بمخابراتها الرهيبة في حاجة إلى دعم ومساعدة من مصر؟ ثم وما شأن مصر بالموضوع أصلا ؟


ونقول: في محاولة الإجابة عن السؤال الأول سنبدأ بالإجابة عن السؤال الثاني ثم الثالث..ولا ينكر أحد قوة جهاز المخابرات المصرية وترتيبها الدولي المتقدم وكونه أحد أهم مؤسسات وأذرع الدولة المصرية وقد أسسه على أسس علمية الزعيم جمال عبد الناصر كأحد أهم متطلبات عصره ومنجزات عهده وبات في حكم المؤكد صحة ما تداولته مصادر عديدة من كون مصر حذرت الولايات المتحدة من أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 وقد روي وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي في شهادته أمام المحكمة القصة تفصيليا وكانت المعلومات نتاج جهد مزدوج لجهازي أمن الدولة والمخابرات العامة وتم إبلاغ الجانب الأمريكي بها وعلي أعلي مستوي ولم يتم الالتفات للتحذيرات المصرية وربما لم يتم الالتفات إليها عمدا !

وقبل أشهر تكشفت في أوربا فضيحة التجسس الأمريكي على المستشارة الألمانية "ميركل" وقيل إن المخابرات المصرية هي التي كشفتها وربما كانت أحد أسباب الخلاف المصري مع أمريكا وبالمنظور العكسي فربما كانت أحد أسباب التقارب مع ألمانيا!

وعن الأمثلة السابقة فحدث ولا حرج..مصر كشفت في الستينيات " ايلي كوهين" الجاسوس الإسرائيلي في سوريا وكان مرشحا نائبا لرئيس الوزراء وطبعا باسم سوري مزور تم زرعه في أمريكا الجنوبية وأعتقلته على الفور الأجهزة السورية وحوكم وأعدم بالفعل.. ومصر أحبطت من قبل محاولة اغتيال الملك عبد الله بتدبير من بعض الأجهزة الليبية وذات يوم وعلي الهواء مباشرة ووقت الخلافات المصرية مع ليبيا في الثمانينيات وقبل عودة العلاقات ذكر مبارك بنفسه وقتها وكان في مؤتمر صحفي علني وعلي الهواء اسم الفندق الذي يقيم به الإرهابي العالمي "كارلوس" في طرابلس بل وذكر رقم الغرفة أيضا!

أما عن شأن مصر بالموضوع فمصر معنية بالأساس..فالرئيس اليوغسلافي الأسطوري الراحل "تيتو" قال ذات يوم إن الاتحاد السوفيتي هزم مع مصر في نكسة 67 وأيضا بالمفهوم المعاكس فالعلاقات المصرية الروسية الحالية هي التي ستعيد روسيا إلى العالم دولة عظمي كما كان الاتحاد السوفيتي ويلفت نظرنا ما ذكرته صحيفة "الديلي ميل" البريطانية قبل أيام وأثناء اختفاء بوتين في العشرة أيام الماضية في غمز ولمز واضحين أن رئيس جهاز الأمن fsb السابق نيكولاي باتروشيف هو العقل المدبر لـ "المؤامرة" ضد بوتين وأشارت صراحة إلى أن " باتروشيف " زار مصر واجتمع بالرئيس السيسي في الأول من مارس الماضي في تلميحات خبيثة جدا ! ويلفت نظرنا أيضا الترويج الرهيب للشائعات الأمريكية ضد بوتين كانت على كل وجميع المواقع الإخوانية وبنفس الصياغات تقريبا وفي وقت واحد!!

ويلفت نظرنا أيضا الاختفاء شبه الكامل لروسيا في مؤتمر شرم الشيخ كما لو كانت مصر تعرف شيئا عن روسيا وتتابعه كما لا يخفي كون مصر وقعت اتفاقية للتعاون الأمني والمعلوماتي مع روسيا ولا يصح أن تكون الاتفاقية ملزمة لطرف واحد فقط !

الأيام وحدها ستجيب وربما تكشف المزيد من المعلومات عن الأيام التي اختفاها بوتين وهل كان بالفعل مع مولودته الجديدة كما تقول الإشاعات المخابراتية الأمريكية أم كان في معاناة مع الأم العمود الفقري كما هو معروف عنه أم كان يصفي بنفسه ـ بنفسه ـ ملفا أمنيا مهما أنقذه وأنقذ روسيا وربما أنقذ العالم كله من مؤامرة كبري قدمت مصر له خيوطه الأولى أو حتى خيوطه الكاملة ؟!!
الجريدة الرسمية