رئيس التحرير
عصام كامل

الكنيسة تحتفل بالذكرى الثالثة لرحيل البابا شنودة في رحاب «الأنبا بيشوي».. «تواضروس» والأساقفة يترأسون الصلاة.. ويؤكد: البابا الراحل خدم الكنيسة نصف قرن واهتم بالرهبانية.. وألف مائت



احتفلت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، صباح اليوم الثلاثاء، بالذكرى الثالثة لرحيل البابا شنودة الثالث، البطريرك الـ 117 للكنيسة، وترأس القداس الإلهى البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية في دير الأنبا بيشوى بوادى النطرون، الذي يرقد فيه جثمانه.


وشارك في صلاة القداس التذكارى، عدد كبير من أساقفة الكنيسة بالداخل والمهجر منهم: "الأنبا بيشوى مطران دمياط وكفر الشيخ، والأنبا يؤانس أسقف الخدمات العامة، والأنبا إرميا الأسقف العام ورئيس المركز الثقافى القبطي، والأنبا لوكاس أسقف أبنوب والفتح وأسيوط الجديدة، الأنبا اسحق الأسقف العام المساعد بالفيوم، وعدد من رؤساء الأديرة".

وتحدث البابا تواضروس، في عظته بالقداس الإلهى عن البابا الراحل شنودة الثالث، وقال:" مرت ثلاثة أعوام على رحيل البابا شنودة الثالث بعد أن خدم الكنيسة قرابة نصف قرن منذ أن رسمه البابا كيرلس السادس أسقفا للتعليم".

علامة واضحة
وأضاف "تواضروس": "أن البابا شنودة صار علامة واضحة في تاريخ كنيستنا فهو صاحب أقوال مأثورة وأعمال وكتابات خالدة عبر مسيرته الطويلة.. كان دائمًا يردد المقولة الخالدة (ربنا موجود) وهو تعبير معروف في حياتنا لكن استخدمه بطريقة روحية في الضيقات والأزمات، أيضا كان يقول: عندما توجد النية الله يعطي الإمكانية".

وتابع:" أن البابا الراحل أعطاه الله ملكات وإمكانيات أدبية، وباتت العبارات التي رددها خالدة نستخدمها عندما تشتد الضيقات"، معرباٍ عن سعادته بمقولة شهيرة له يرددها المسئولون في المجالات الرسمة داخليا وخارجيًا وكذلك الأجانب، مصر ليست وطن نعيش فيه ولكن وطن يعيش فينا..إنه كان وطنيًا ".

وأشار إلى أن مقولات البابا الخالدة لا تحصى، وترددها أفواه الكثيرين وكل منا يتوق للحياة الروحية والإنسانية، وظل البابا يخدم حتى نهاية حياته، مما أدى لانتشار وامتداد الكنيسة بالخارج والتي بدأت في عهد البابا كيرلس، وانتشرت في عهد البابا شنودة.

واستطرد قائلا:" عبر سنوات خدمته انتشرت الكنائس في قارات العالم وصولًا إلى أمريكا اللاتينية، ورسم اثنين من الأساقفة في البرازيل الأنبا اغاثون والأنبا يوسف لبوليفيا، وكان يشتاق لخدمة الأقباط في كل مكان وهو ما حققه الله، ولاسيما بأن هناك تلاحما بين الكنيسة والسفارة فكأنما أصبحت الكنيسة سفارة شعبية".

وأكد "بابا الكنيسة" أن البطريرك الراحل شنودة الثالت، اهتم بالتعمير الداخلي والتكريس والتعمير الرهباني وكان يقيم بنفسه الرهبان والراهبات وإحياء بعض الأديرة التي اندثرت، وكان يؤكد أن الحياة الرهبانية هي السند للخدمة في الكنيسة لأنهم يصلون للكنيسة.

الرهبان
وأشار إلى أنه ازدهر في عهده الرهبان والراهبات والمكرسين والمكرسات ونجح في هذا الأمر كثيرا وأنعش وعادت الحياة الرهبانية بقوة، وأيضا المجال التعليمية اللاهوتية والأسرية وحدثت نهضة تعليمية داخل وخارج مصر وتكللت برسامة الأساقفة في الداخل والخارج.

وعن كتب البابا الراحل، قال "تواضروس": إنها كتابات خالدة ونجح أن يكون مدرسة للجميع من خلال الكتابات الغزيرة التي قاربت المائتي كتاب في التاريخ والشخصيات والحياة الرهبانية والفلسفة الروحية التي تخدم تعريف للإنسان ووجوده"، ولفت بأنه وضع كتبا كثيرة ومازالت تطبع وكأنه يخدم الناس ولو بعد رحيله ويستخدمها آباء الاعتراف في إرشاد الناس.

وأشار إلى أن كتابات البابا الراحل ترجمت لعدة لغات متعددة، لم يكتف بهذا بل كتب مقالات متعددة في الصحف المصرية وغيرها وهو يخاطب الجميع بعيدًا عن العقيدة كما ألقي آلاف العظات.

وقال:"خلال الاحتفال بذكري البابا شنودة نشعر بخدمته للكنيسة بطولها وعرضها وعمقها خدمته لا تنسي، ونفرح أننا عشنا في زمنه وتعلمنا منه فالمهم أن يخدم الإنسان الله بأمانة وهو الهدف، وإن ضاع من الراهب هدفه ضاعت رهبنته أو المكرس ضاع تكريسه فالأهم نهاية الخدمة وليست بدايتها".

ولفت إلى أنه حال دخول شخص للدير للتكريس والرهبنة ليست العبرة بأنه أصبح راهبا، وإنما المهم أنه يكمل راهبا فليست العبرة بالبداية ولكن النهاية، ومن انحرف عن الطريق فالله يفتح الطريق للتوبة ولكن أن ظل على الطريق يهلك.

واختتم قائلا: "البابا شنودة كان أمينا للنهاية، ورحيله بالجسد مثل باقى البشر ولكنه موجود بروحه وعندما نجتمع في ذكرى رحيله نسعد بأننا عشنا معه وعاش هو أمينا لخدمة وطنه".
الجريدة الرسمية