مبعوثو الأمم المتحدة مناصب شرفية بالدول العربية.. «عنان والإبراهيمي» فشلا في التوصل لحل بالقضية السورية.. «بن عمر» يقف عاجزًا أمام تفكك اليمن.. و«نيكولاي» يعجز عن حل الأز

اقتصر دور الأمم المتحدة في أحداث العنف التي تشهدها المنطقة بالإدانة والاستنكار والإعراب عن القلق، بالإضافة إلي إرسال مبعوثين يزيدون الأمور تعقيدا كما حدث في ليبيا وسوريا واليمن، وصارت وظيفة المبعوث الأممي منصب شرفي تمنحه الأمم المتحدة للشخصيات البارزة، ولنا في الأخضر الإبراهيمي وكوفي عنان عبرة في الأزمة السورية، وجورج ميتشل تجربة أخرى في القضية الفلسطينية.

جمال بن عمر
في الوقت الذي أرسلت فيه الأمم المتحدة جمال بن عمر إلى صنعاء لحل الأزمة اليمنية لا سيما بعد سيطرة الحوثيين على مقاليد الحكم وهروب منصور هادي إلي عدن وإعلانها عاصمة ثانية، كشفت مصادر يمنية عن اعتزام دول الخليج عزل المبعوث الأممي جمال بن عمر الذي يدير الملف اليمني دوليا ويرفع تقارير دورية لمجلس الأمن عن تطورات الوضع ويلعب دور الوسيط بين الفرقاء اليمنيين.

وأشارت التقارير الصحفية إلى أن قرار الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي التي سيتم الحوار تحت مظلتها، تستكمل الترتيبات بمعزل عن بن عمر، بسبب خلافات نشبت أخيرًا بينه وبين هادي.

وأضافت الصحيفة أن لجنة إعداد الحوار المكونة من الجانبين الخليجي واليمني، منهمكة هذه الأيام بالجانب الفني الخاص بترتيبات الحوار وإعداد قوائم المشاركين فيه، مشيرة إلى أن المبعوث الخليجي إلى اليمن صالح بن عبد العزيز القنيعير، هو أحد أبرز الأسماء المشرفة على الإعداد للحوار.

ولفتت تقارير إلى أن الرئيس هادي أبلغ السعودية بضرورة تغيير جمال بن عمر بعد اتفاقه مع زعيم جماعة الحوثي، وهو ما جعل المبعوث الأممي يزور الرياض ثم الدوحة لتوضيح حقيقة ما يجري في اليمن للقادة الخليجيين والرد على اتهامات هادي وبعض القوى السياسية المؤيدة له التي سارعت إلى الهجوم عليه وانتقاد رعايته للمفاوضات في صنعاء على الرغم من انتقال هادي لعدن.

ليون فشل في توحيد ليبيا
أما عن الوضع الليبي فيمثل الأمم المتحدة برناردينو ليون الذي بعث إلي طرابلس في أغسطس الماضي، أملا في أن يجمع الدبلوماسي الأسباني جميع الأطراف علي مائدة واحدة للحوار، إلى أنه فشل في ذلك لتصبح ليبيا مرتع للإرهاب وسط تغلغل داعش داخل البلاد ومنع تسليح الجيش الليبي.

وتهدف مفاوضات ليون إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية وإبرام اتفاق دائم لوقف إطلاق النار وإعادة عملية الانتقال الديمقراطي في ليبيا إلى مسارها بعد أربع سنوات من الإطاحة بمعمر القذافي، غير أن الطرفين يواجهان انقسامات داخلية بشأن المفاوضات.

العراق مبعوث تلو الآخر
وواجه المبعوث الأممي السابق إلي العراق البلغاري نيكولاي ملادينوف والذي انتهت مدّة خدمته مؤخرا فشلا ذريعًا في حل العديد من المشاكل أبرزها بين السنة والشيعة في عهد رئيس الوزراء العراقي السابق نور المالكي قبل أن يتم حلها برعاية أمريكية إلى أن تم تعيين يانكوبيس في فبراير الماضي.

أزمة صحراء المغرب
كثيرا ما أبدى العاهل المغربي تخوفه من المفاوضات التي تجريها الأمم المتحدة بين المملكة المغربية وجبهة البوليساريو، برعاية كريستوفر روس- المبعوث الأممي بالمغرب- بينما أشار ملك المغرب إلى أنه يتطلع إلى المضي قدما في التعاون مع الأمم المتحدة، وأن مندوب بلاده لدى الأمم المتحدة في لقاء المسئولين المغاربة مع المبعوث الأممي، وتسهيل وصول ممثلة الأمين العام ورئيسة بعثة "مينورسو"، كيم بولدوك، إلى المنطقة.

ورفضت المغرب تقرير الأمين العام إلى مجلس الأمن حول الأزمة، انعكس على تعاونها مع المبعوث الأممي، فيما انفرجت الأزمة بين الطرفين عقب الاتصال الهاتفي، ومطالبة المغرب بالتزام الأمم المتحدة بعدم تقديم أي توصية تنص على نقل النزاع الى الفصل السابع، الذي يفرض الحل باستخدام القوة العسكرية، بدلا من الفصل السادس من ميثاق الأمم المتحدة، وتحديد دقيق لمهام المبعوث الأممي كريستوفر روس، والالتزام بعدم تكليف الأمم المتحدة بمراقبة حقوق الإنسان، لتستمر بذلك الأزمة بين المملكة المغربية والبوليساريو على الصحراء الغربية.