رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو.. «أم أسماء» مثال للمرأة المناضلة.. الموت خطف زوجها قبل إتمام رسالته.. تبيع الجرائد والمناديل على أرصفة «المترو» لسداد متأخرات جهاز ابنتيها.. وتناشد الرئيس انتشالها من الف


دفعها الخوف للتشبث بالأمل، فلديها ابنتان تخشى عليهما من تقلبات الزمن، وزوج غادر الدنيا قبل أن يؤدي كامل رسالته، وأم دفعتها الظروف الصعبة إلى الجلوس على مدخل إحدى محطات مترو الأنفاق وعلى رأسها قطعة من الكرتون لتقيها حرارة الشمس متناسية تمامًا كبر سنها، والتقلبات المناخية في فصلى الشتاء والصيف بغية العودة إلى منزلها وفي يدها عشر جنيهات حصيلة القسط اليومي لجهاز ابنتها الكبرى، أنها «أم أسماء» بائعة الجرائد والمناديل، امرأة وجهها يحاكي قصة وطن.


صراع مع المرض
أم أسماء صاحبة الـ65 عامًا رزقها الله بابنتين أكبرهما أسماء وأصغرهما سمر، من ساكني منطقة بولاق الدكرور، توفي زوجها بعد زواج نجلته الكبرى بما يقرب من عام بعد صراع طويل مع المرض، ليتركها وحيدة تعاني لطمات الزمن، وتضع التدابير لحل أزماتها المالية للإيفاء بمتأخرات الإيجار والكهرباء والمياه، وسداد متأخرات جهاز ابنتها الكبرى، وتجهيز الصغرى ليوم زفافها بعد تقدم أحد الشباب لخطبتها.

حكاية «أم أسماء»
قالت أم أسماء لــ«فيتو» إنها من أبناء مدينة الزقازيق تزوجت وانتقلت مع زوجها إلى مدينة القاهرة، ثم انجبت ابنتين، ولكن ظروفهما المالية الصعبة منعتهما من تعليم أي منهما، لينتقل زوجها بعد اتمام زواج الابنة الكبرى لأحد أقاربهما بمدينة الزقازيق، لتعاني من تراكم الديون على عاتقها جراء تجهيز ابنتهما لعقد قرانها، ورفع رأسها أمام أقارب زوجها، مما دفعتها الظروف إلى الاستدانة من أصحاب محال الأدوات المنزلية للتوقيع على شيكات وايصالات أمانة بغية الحصول على كافة متطلبات تجهيزات العرائس.

مرض الزوج
وأضافت «جوزي قعد فترة كبيرة عيان، كان قاعد في البيت، وأنا كنت بخرج أبيع مناديل وجرايد وكان ماشي الحال، لحد ما مات، وساب علينا فلوس كتير من الإيجار، وجهاز «أسماء»، معظم الجهاز بتاعها جبناه بشيكات وايصالات أمانة لأصحاب محال الأدوات المنزلية، كنا كل يوم بندفع عشرة جنيه من جهاز البنت، وبنتي الصغيرة نزلت اشتغلت علشان تساعدني في سداد الشيكات اللي علينا، وأنا نزلت أبيع مناديل وجرايد يمكن ربنا يقدرني وأسدد ديونا، الدنيا بتمطر عليا في الشتاء بس مقدرش ألم حاجتي وأروح، لو عملت كده مش هنلقى ناكل، ولا نسدد الدين اللي علينا، ولم الحر يشد بحط كرتونة ولا شمسية على دماغي، وأديني قاعدة لحد الشمس ما تغيب وبروح، مش قادرة أرفع دماغي من الصداع والتعب من القعدة في الشمس في الصيف، والبرد والمطر في الشتاء».

عيد الأم
وذكرت:«برجع البيت ألاقي سمر بنتي الصغيرة مجهزة الأكل وكل حاجة، يادوب أكل وأنام علشان بنزل من بيتي بدري الساعة 5 كل يوم، بصبح اشتري الجرايد بدري وأفرشها قدام المحطة، وافضل قاعدة لحد الساعة 4أو 5 العصر، علشان أقدر أجهزها بعد ما ربنا كرمني وخلصت كل اللي علينا من جهاز اختها الكبيرة بقالي خمس سنين بدفع في الفلوس المتأخرة علينا، واضطريت أني أجل دخلتها، لسه جهازها مكملش، ماشية من المحال زي اختها الكبيرة كل يوم بدفع عشرة جنيه من فلوس الجهاز، والحمد لله ماشي الحال، ومش عارفة هعمل إية بعد جوزاها، هقعد في البيت إزاي، ولما أرجع مين هيجهزلي الأكل، ولا يبص علينا لو تعبت، ومش بمزاجي لأزم انزل الشغل، لازم اسدد ايصالات الجهاز بتاعها، ربنا يعدي الفترات الجاية على خير».

وتابعت: «كل يوم بيعدي عليا وانا وولادي كويسين بيكون عندي عيد» كلمات عبرت بها« أم أسماء» عن مناسبة عيد الأم بالنسبة لها.

مناشدة للرئيس
وأضافت في نهاية حديثها:« الفترة اللي فاتت الحال كان واقف خالص محدش كان بيقدر ينزل الشارع بيخاف على نفسه وعلي الحاجة إللي مستفلف فلوسها، الحمد لله الدنيا دولوقتي أحسن بكتير، ربنا يوفق الرئيس عبدالفتاح السيسي، ويعينه علينا وينصر على مين يعاديه، الناس خلاص تعبت من إللي حصل الفترة إللي فاتت، عاوزاه يساعدنى».
الجريدة الرسمية