رئيس التحرير
عصام كامل

19 عامًا على رحيل شيخ الأزهر الأسبق «جاد الحق».. حصل على العالمية في الشريعة والقانون وعمل قاضيًا.. رفض التطبيع مع إسرائيل.. منع المسلمين من زيارة القدس تحت الاحتلال.. وقف ضد منع الحجاب في ا


في مثل هذا اليوم الموافق 16 مارس عام 1996، توفى أحد أعلام ومشايخ الأزهر الأجلاء الذي أثروا في التاريخ بمواقفهم، هو الشيخ جاد الحق على جاد الحق، شيخ الأزهر الأسبق.


ولد جاد الحق في بطرة بمحافظة الدقهلية في 5 أبريل 1917، وتلقى تعليمه في قريته وحفظ القرآن، وتعلم كيفية القراءة والكتابة، ثم التحق بالمعهد الأحمدى بطنطا، الذي درس فيه الابتدائية، ثم انتقل إلى المرحلة الثانوية والتي قضاها في القاهرة في معهدها الدينى بالدراسة.

التخصص في القضاء
التحق جاد الحق بعد ذلك بكلية الشريعة والقانون وتخرج منها حاصلًا على الشهادة العالمية، وتخصص في القضاء بعد عامين من الدراسة، ووقتها كان الأزهر يعطى لمن يحصل على درجة العالمية في الشريعة الحق في أن يتخصص في القضاء لمدة عامين، ويمنح الطالب شهادة العالمية مع إجادة القضاء.

رفض التطبيع
وكان للشيخ جاد الحق العديد من المواقف الجريئة التي توضح مدى تمسكه بالدين الإسلامى، ومنها موقفه من قضية القدس ورفض التطبيع مع إسرائيل.

كما رفض زيارة المسلمين للقدس بعد أن أفتي بجواز ذلك بعض العلماء بعد اتفاقية أوسلو بين الحكومة الفلسطينية والحكومة الصهيونية، ولكنه رفض ذلك وأعلنها قائلا:"إن من يذهب إلى القدس من المسلمين آثم آثم"، كما رفض استقبال الرئيس الإسرائيلي عيزرا وايزمان أثناء زيارته للقاهرة.

منع الحجاب في المدارس
كما وقف الإمام الأكبر جاد الحق ضد قرار وزير التعليم بمنع الحجاب بالمدارس الابتدائية، وضرورة موافقة ولي الأمر في المراحل الإعدادية والثانوية، وأصدرت لجنة الأزهر قرارًا أعلنت فيه مخالفة القرار الوزاري للشريعة الإسلامية.

كما رفض قرار وزير الصحة بمنع ختان الإناث، وقال:" إنه من شعائر الإسلام ولا يجوز منعه وتمسك الراحل بموقفه بالرغم من الدعاوي القضائية التي أقيمت ضده".

فوائد البنوك
كما كان له موقف جرىء مع الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك، وذلك عندما أراد مبارك أن يصدر فتوي من شيخ الأزهر بإباحة فوائد البنوك وأن تصدر فتوي رسمية من الأزهر بذلك وكان الأزهر يُحرمها تماما ويُفتي بأنها ربا صريح مائة في المائة.

وكان الاقتصاديون أوعزوا لمبارك أن الناس لا تضع أموالها بالبنوك بسبب فتوي الشيخ جاد الحق فقال مبارك في أحد اجتماعاته مع بعض المشايخ ووزير الأوقاف موجهًا حديثه للشيخ جاد: "باقولك إيه يا مولانا البنوك قربت تفلس والناس لا تضع أموالها بالبنوك.. عايزين فتوي من فضيلتك تنقذ الاقتصاد المنهار وتحلل وضع الفلوس في البنوك لأن الناس بتضع كل ثقتها في الأزهر ودي ضرورات برضه".

فما كان من شيخ الأزهر إلا أن انتفض واقفًا وقال لمبارك بغضب شديد: "ومن قال لك أني أحرم أو أُحلل ؟ إن الذي يُحلل أو يُحرم هو الله ولن تتغير فتواي أبدًا أبدًا بتحريم فوائد البنوك".
الجريدة الرسمية