رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو والصور.. "ميت كنانة" تواجه البطالة بصناعة الحصر والشماسي.. 500 ورشة و7 آلاف عامل لتحويل "حطب الحناء" إلى "تابلوهات" فنية.. وتوقف السياح يهدد بخراب بيوت أهالي القرية


تعد قرية ميت كنانة من أكبر قرى مركز طوخ بمحافظة القليوبية ويبلغ عدد سكانها قرابة 50 ألف نسمة وتشتهر بصناعة الشماسى والمظلات و"مشنات" الخبز والتي تعد من الحرف القديمة والشائعة التي تشتهر بها القرية منذ سنوات طويلة ورغم التطور التكنولوجى لا يزال عدد كبير من أسر القرية يعتمدون على تلك المهنة كمصدر دائم للرزق، ولكن مع الظروف الاقتصادية والأمنية الراهنة وتوقف حركة السياحة تراجعت هذه الحرفة بشكل كبير حتى إن أصحابها يخشون عليها من الاندثار والانقراض خلال السنوات القادمة.


أزمات المهنة
"فيتو" التقت صناع الشماسى داخل قرية ميت كنانة بطوخ وكانت البداية مع الحاج رضا هدهد أثناء جلوسه على حصيرة من نبات الحناء وهو منهمك في صناعة شمسية صغيرة تحولت بين يديه خلال ساعات إلى تابلوه فنى دائرى، وعندما سألناه عن تاريخ الحرفة قال "نعمل في صناعة حطب الحناء منذ عشرات السنين وورثناها أبا عن جد ونقوم منها بصناعة الشماسى وأسوار القرى وبيعها للفنادق والمناطق السياحية بالغردقة وشرم الشيخ والعين السخنة وغيرها وكذلك مشنات الخبز وعلقات الفاكهة وبيعها للأهالي في الأسواق الشعبية".

وأشار إلى أن نبات الحناء يتم زراعته في الوجه القبلى بسبب طبيعة المناخ هناك ونشترى حطب الحناء من أسوان وبعد نقله يتم وضعه في الماء لمدة من أسبوع إلى أسبوعين حتى يلين ويتم تقطيعه وتنظيفه ليستخدم بعد ذلك في صناعة الشماسي والمظلات ومشنات العيش وأقفاص الطيور والمقاعد.

وأضاف عادل بخيت، أحد أبناء ميت كنانة، أن القرية تشتهر بهذه الصناعة منذ سنوات طويلة وهى حرفة قديمة وكانت البداية في صناعة مشنات الخبز ثم تطورت إلى صناعة الشماسى وأسوار القرى، مشيرا إلى أن القرية بها ما يقرب من 500 ورشة وأكثر من 7 آلاف عامل ويعتمدون عليها كمصدر للرزق ومواجهة أعباء الحياة.

وأشار إلى وجود عدة أزمات تهدد باندثار المهنة من بينها توقف السياحة ونقص الأيدى العاملة بعد عزوف عدد كبير من الشباب عن العمل لعدم وجود مكافآت ومرتبات ثابتة لمواجهة ظروف الحياة فضلا عن ارتفاع أسعار طن حطب الحناء بعد الثورة من 400 جنيه إلى 1500 جنيه بسبب زيادة أسعار النقل ونقص السولار وعدم توافر الأمان على الطرق وكثرة البلطجية.

محاربة البطالة
وأكد أحمد رجب، موظف بجامعة بنها، أن شباب القرية أعلنوا شعار "لا للجلوس على المقاهي" فالكبير والصغير يعملون في الزراعة والتجارة وصناعة الشماسي التي تشتهر بها القرية ونجحت من خلالها في القضاء على البطالة ولها شهرة محلية وعالمية في هذه الصناعة كما تعتمد القرى السياحية والمصايف على شراء الشماسي والكراسي والترابيزات المصنوعة من حطب الحناء.

وأشار رجب بندارى، أحد الأهالي، أنه قد تم إنشاء رابطة أهالي ميت كنانة لحل مشاكل المواطنين بالقرية وخدمتهم بعد أن فقدنا الأمل في خدمات الحكومة وبعد نجاح الرابطة تزايد عدد أعضائها إلى 900 عضو وتقوم الرابطة بحل المنازعات بين المواطنين بعيدا عن قاعات المحاكم ومراكز الشرطة كما تقوم الرابطة بمساعدة اليتامى والفقراء كما أنها تتبنى مشروع وحدة غسيل كلوى وغرفة عمليات داخل مستشفى القرية لخدمة أبناء القرية وأكد أن الرابطة لا تنتمى لأى حزب سياسي وتعتمد على تبرعات أهالي القرية ونجاحها يرجع إلى تطوع الأعضاء للعمل في خدمة الأهالي.

دعم الحكومة
وأكد محمد خليل، عامل شماسى، أن صناعة الحناء والشماسى كانت مربحة منذ 4 سنوات ويعتمد عليها أهالي وأسر القرية بشكل أساسى حيث أتاحت الكثير من فرص العمل للشباب وربات البيوت وكذلك يعمل بها الموظفون لتحسين دخولهم، مشيرا إلى أنه في السنتين الأخيرتين وبسبب الأحداث التي تمر بها البلاد انخفض الإنتاج بنسبة 60 % خاصة بعد توقف حركة السياحة في معظم المناطق السياحية بمصر وأغلقت معظم مراكز توزيع الشماسى. 

وقالت الحاجة أم أحمد، إنها تعمل في صناعة الشماسى منذ سنوات حيث تقوم بمساعدة زوجها وأولادها في الورشة عن طريق تنظيف أحطاب الحناء حتى تكون جاهزة لهم لاستخدامها في الأعمال اليدوية مثل مشنات العيش.

وطالب سامح البنا، أحد شباب القرية، بدعم الحكومة لحرفة الشماسى باعتبارها صناعة فرعونية قديمة وترتبط بها حرف أخرى مثل الحدادة والنجارة والنقل وكذلك إنشاء نقابة للعاملين فيها لحمايتهم من ظروف الحياة، مشيرا أن الشماسى متنوعة الأحجام والأشكال والمقاسات فمنها الدائرى والمستطيل وتستخدم لجميع الأغراض في المناطق السياحية بمصر للحماية من أشعة الشمس ولا تؤدى إلى الشعور بحرارة الجو حيث لا تخرج منها أي سخونة أو حرارة.
الجريدة الرسمية