رئيس التحرير
عصام كامل

اكتشاف مصر من جديد!!


أعتقد أن المصريين يجب عليهم قراءة تاريخ بلدهم جيدا؛ لأن الكلمات التي قيلت من زعماء العالم في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الاقتصادي، تؤكد أننا نجهل قيمة وقامة بلدنا العظيم، ورغم أن كلمات الملوك والرؤساء العرب الكويت والسعودية والإمارات وغيرهم كانت في منتهى الروعة؛ لأنهم جميعا أكدوا على دور مصر وأهميتها وفضلها عليهم وأنهم لا يقومون بمساعدتها بل رد لجميلها؛ لأنها قدمت لهم الكثير، فعلماء وأطباء مصر وخبراؤها وقضاتها ومدرسوها وحتى عمالها وفلاحيها، هم سبب نهضة الدول العربية الشقيقة.

ورغم روعة هذه الكلمات إلا أنني توقفت كثيرا أمام كلمة وزير المالية الفرنسي، حينما قال إن مصر في قلب التاريخ في القلب، وليست على الهامش أو دولة قادمة من المجهول، حتى الزعماء الأفارقة اعترفوا بأهمية ودور مصر وفضلها عليهم.

نحن نكتشف مصر من جديد، مصر التي أضاعها حكامها ومسئولوها، يجب أن نكتشفها من جديد التي أضاعها تعليمها وإعلامها وثقافتها، فتعليمنا اليوم من الحضانة وحتى الجامعة لا يساهم في غرس قيم الولاء والانتماء للوطن في نفوس الطلاب أو معرفتهم بتاريخ بلدهم، بل أطفال فرنسا يعلمون عن مصر أكثر من الأطفال المصريين، كما أن الثقافة والإعلام والفن يساهمون بشكل كبير في انتشار القيم الفاسدة، ويحضون على الانحراف أكثر من العمل والإنتاج.

الرئيس السيسي في كلمته الختامية، أشار إلى الدولة الكبيرة التي نقلت التجربة المصرية العظيمة في عهد محمد علي منذ ١٥٠ عاما، وعلى فكرة هذه الدولة هي اليابان التي أصبحت أهم قوة اقتصادية في العالم.

عودة إلى المؤتمر وصورة مصر المبهرة أمام العالم، هذه الصورة حتى يكتمل بهاؤها تحتاج إلى العمل بإخلاص وضمير وإتقان، وأعتقد أن الكرة الآن في ملعب المصريين في ترجمة الاتفاقيات على الأرض الواقع، وإن كنت متخوفا من الجهاز الإداري للدولة من فساده ورتينه العفن، فكل المستثمرين أعلنوا ذلك خلال جلسات المؤتمر لدرجة أن رجال الأعمال نجيب ساويرس، قال لوزير الاستثمار إن وزارتك تحتاج إلى النسف بالديناميت، واعترف الوزير بذلك، وأكد هذا الكلام إلى وزير الكهرباء أيضا.

إذن المطلوب اليوم قبل غد، إنشاء جهاز إداري من أفضل العناصر البشرية التي تتمتع بالشرف والنزاهة، مهمته فقط التعامل مع المستثمرين، ويفضل اختيار هذه العناصر من العاملين بالقطاع الخاص، الذين تلقوا أفضل تعليم وتدريب داخل مصر وخارجها.

فشل الجهاز الإداري، قد يتسبب في فشل كل جهود الرئيس السيسي وضياع نتائج المؤتمر الاقتصادي، وإحباط الشعب المصري، وقانون الخدمة المدنية الجديد لن يقضي على فساد عشرات السنين، فالاستثمار يحتاج إلى نوعية خاصة من الموظفين لم يعشش في عقولها الفساد والروتين والعفن الإداري.

egypt1967@yahoo.com
الجريدة الرسمية