رئيس التحرير
عصام كامل

وزير التعليم ضد السيسي


منذ اليوم الأول لوزير التربية والتعليم الجديد الدكتور محب الرافعي القادم من هيئة محو الأمية وتعليم الكبار، وضح أنه يسير عكس التيار الذي يسير فيه الرئيس عبد الفتاح السيسي.


ففي الوقت الذي لا يترك فيه الرئيس فرصة إلا ويؤكد فيها عن أهمية وقيمة المعلم وحاجته للرعاية من باب اهتمامه بالمعلمين باعتبارهم الركيزة الأساسية في الارتقاء بالعملية التعليمية، حتى إن السيسي الذي أصر على حضور الاحتفال بعيد المعلمين في الثامن من سبتمبر عام 2014، انتقد أحد الإعلاميين الذين حضروا الاحتفال بسبب هجوم الإعلامي على المعلمين، فانفعل الرئيس خلال كلمته وأكد أن المعلمين أحق الفئات بالرعاية وأن هناك معلمين يعملون في ظروف صعبة للغاية وبحاجة لمن يقف بجوارهم، مؤكدًا أنه عندما تتمكن الدولة من توفير الظروف المعيشية الملائمة للمعلم فعندها يمكنها محاسبتهم بكل صرامة.

على عكس ذلك تمامًا، جاء تعبير الدكتور محب الرافعي عن المعلمين خلال لقائه بالإعلامي أحمد موسى في برنامج " على مسئوليتي" المذاع على فضائية صدى البلد، حيث قال وزير التعليم موجهًا كلامه للمعلم:" عليك أن ترضى وتحمد الله أنك موجود في وظيفة غيرك يتمنى أن يلتحق بهذه الوظيفة".

ورغم أن اجتماع الرئيس بالوزراء الجدد عقب حلف اليمين الدستورية، تضمن تكليفات مباشرة من السيسي بتعظيم استغلال الموارد المتاحة بكل وزارة، ومن ذلك الموارد البشرية، إلا أن القرارات التي اتخذها وزير التعليم الجديد باستبعاد أكثر قيادات الوزارة نشاطًا من منصبه، حيث أصدر في اليوم الأول لجلوسه على كرسي الوزير قرارًا باستبعاد محمد سعد من منصبه كمشرف على قطاع التعليم العام رغم أن الجميع داخل الوزارة وخارجها يشهد لسعد بالكفاءة، حيث لم يكن من القيادات المكتبية ولكنه كان دائم الزيارات الميدانية للمدارس والإدارات والمديريات التعليمية، ولعل ما فعله محمد سعد خلال اختبارات صفوف النقل العام الماضي عندما اكتشف تسريب امتحان بعض المواد في إدارة كفر الزيات بالغربية للصف الخامس الابتدائي قبل عقد الامتحان بـ24 ساعة فانتقل ليلا إلى مديرية التربية والتعليم بالغربية وتمكن من طباعة الامتحان البديل فجر يوم الامتحان لينقذ الوزارة من فضيحة تسريب الامتحان ويقضي على مخطط الراغبين في نجاح أبنائهم بطريقة غير مشروعة.

فضلًا عن تقديم محمد سعد لعدة مشروعات وإعداد دراسات لمجموعة من القرارات التي يتغنى بها الوزير الحالي، ومن ذلك مثلًا مشروع ضبط المدارس الخاصة والدولية وإعداده مذكرة حول ثغرات القرار الوزاري المنظم لعمل المدارس الخاصة وهي الدراسة التي أدت إلى إلغائه، فضلًا عن إصدار الكتاب الدوري للانضباط في المدارس والبدء في تنفيذ مشروع الغياب الإلكتروني وغيرها من المشاريع التي نهض بها قطاع التعليم العام بالوزارة، فكان جزاء سعد هو إقصاؤه من مكانه نتيجة وشاية استمع إليها الوزير الجديد الذي يدير الوزارة بعقل اللواء نبيل عامر الذي يواجه انتقادات في كافة الملفات التي عمل فيها بدءًا من ملف التابلت وحتى مسابقة الـ30 ألف معلم وأخصائي مساعد.

أيضًا يسعى وزير التربية والتعليم لإقصاء عدد من القيادات عن مناصبهم وذلك من خلال إعادة تقييم نتائج مسابقة القيادات التي تمت في عهد الوزير السابق وكان الرافعي عضوًا في لجنة اختيار القيادات، ومن بين القيادات المهددة بالاستبعاد عدد من مديري بعض الإدارات العامة بالوزارة والذين كان لهم دور كبير في الارتقاء بإداراتهم خلال الفترة الماضية، حتى إن بعضهم تمكن خلال فترة قصيرة ضخ ملايين الجنيهات لخزينة الوزارة في هيئة مستحقات لم تكن الوزارة تحصلها من أصحاب المدارس الخاصة.
الجريدة الرسمية