رئيس التحرير
عصام كامل

رسائل السيسي الخفية في خطاب الأمس!


هذا الرجل ورغم الارتجال الذي يصر عليه، إلا أنه لا يقول شيئا اإا لهدف محدد إن لم يكن محددا جدا.. وفي الأمس وككل مرة، يرسل السيسي رسائله المشفرة، تاركا أمر حلها وتفكيكها وقراءتها لمن يعنيهم الأمر وللقادرين عليه.. وبقراءة خطابه الارتجالي أمس، وهو أكثر خطب السيسي بهجة وابتهاجا وأملا وتفاؤلا، كان بين سطوره الرسائل التالية:


- إنه هو بنفسه من يشرف على كل شيء في المؤتمر، وبشكل مباشر حتى أشد وأقسى المفاوضات!
- إن مصر حققت من مؤتمر شرم الشيخ كل ما تريده بأعلى المكاسب الممكنة، وبأقل فوائد للديون وبأسرع إنجاز ممكن للاتفاقيات!
- ما تحقق في شرم الشيخ كله - كله - وحتى اللحظة تم بمؤسسات دولية غير مصرية!

- النقطه السابقة تعني أمرين.. الأول أن الدولة قادرة على النهضة بغير رجال الأعمال المصريين، بعد أن تقاعس أغلبهم عن الوفاء بما تطلبته اللحظة التاريخية الفارقة في مصر.. والثانية أنه لا صحة إطلاقا لأي شائعات عن توزيع أي مغانم على رجال أعمال مصريين ولا صحة لشائعات إخوانية تزعم أن السيسي يقسم مصر على أثريائها!

- إن لمصر تجربتين للنهضة في العصر الحديث يعرفهما ودرسهما السيسي بدقة.. الأولى تجربة محمد علي باشا، والثانية لجمال عبد الناصر، وكانت مصر بهما وفيهما تسبق اليابان وكوريا.. وإنه يجب أن يبقى في الأفق أن تعود مصر لتسبق اليابان وكوريا!

- إن الغرب ليس على قلب رجل واحد ضد مصر.. فأوربا فيه غير أمريكا.. كما أن أوربا نفسها ليست على قلب رجل واحد، فموقف ألمانيا مثلا ومعها فرنسا وإيطاليا ليس كغيرهم!

- إن كل ما يجرى ليس ما يتمناه السيسي ولا يليق بمصر التي في سباق مع الزمن لتعويض سنوات من الفوضى والإهمال.. وذلك لا ولن يتم إلا بالتخطيط الجيد.. والتخطيط الجيد يستلزم تجهيز الأرض للانطلاق الحقيقي وتوفير الطاقة أساس أي انطلاق!

- إن مصر من اليوم تؤسس لمنتدى موازٍ لمنتدى دافوس.. لكن على أرض غير الأرض ولأهداف غير الأهداف!

- إن مصر لا تهتم فقط بنهضتها واستنهاضها وحدها.. وإنما بكل الدول المحيطة التي عانت معاناة شبيهة بل أقسى وأكثر مرارة، وإنه ينبغي أن يكون في الحسبان دعمها ومساعدتها في النهوض والوقوف على أقدامها من جديد، وإن الدعوة لذلك ستكون من هنا أيضا حيث العودة إلى قيادة الأمة العربية من جديد!

- الشباب هو عماد البناء القادم.. به وبمجهوده نجح المؤتمر.. وله ستكون عائدات المؤتمر كله!
- أعباء تسديد كل ما يتم سنتحملها معا وسيتحملها الجيل الحالي، وإنه لا أعباء على الأجيال القادمة!
- إن مصر برغم أي اعتبارات لا تنسى فضل أحد عليها، ومن هنا كانت لفتة تقدير الملك عبد الله..

السيسي لا يترك ولا ينسى شيئا حتى وهو يرتجل!
الجريدة الرسمية