رئيس التحرير
عصام كامل

الله محبة يا مصريين


ازدهر الإخوان فى ظل ثقافة الكُره بيننا. ازدهروا فى ظل التفريق بين المصريين على أساس دينهم، وليس على أساس سيادة القانون بينهم، وقد سمح مناخ الماضى والحاضر لهم بذلك. وقد ظهر ذلك أكثر جلاءً، فيما بعد ما يُوصف، بثورة 25 يناير. إلا أنه انفجر فى وجه الجميع، مع تولى مندوب منهم للرئاسة فى مصر. ومنذ البداية، أرسل رسالة كُره، لكل من هو غير منتم لأهله وعشيرته!!


قالوا للناخبين إنهم سيدخلون 200 مليار دولار إلى مصر، فى حال اختيار مندوبهم رئيسًا، فاذا بهم يستدينون. وقالوا إن لديهم مشروعاً، يُكنى "بالنهضة"، فاذا بهم يحيلون مصر للخراب، بل ويخرج شاطرهم، ليقول إنه لا توجد معالم لذاك المشروع أصلاً!! وفى النهاية، وبعد هذا الكم من الأكاذيب، يريدون تغيير وجه مصر الثقافى الوسطى فى انقلاب يُشكل 180 درجة، من أجل امتلاك السلطة، وليس من أجل دينٍ أو وطن!! ولكن الخداع طبيعتهم، منذ نشأتهم!!

فلو نظرت بعين المُخلص، إلى صحوتهم التى قالوا إنها إسلامية، على مدى نحو السنوات الأربعين الماضية، لوجدت أن تلك الصحوة، امتلأت "شكلاً"، وليس "مضموناً". وإلا فلما زاد فى تلك الحُقبة الانحراف الخُلقى والكذب والخداع، فى تضليل للقيم بين الناس، حيث أقاموا تلك الصحوة، كما يدعون؟!

إنهم يكذبون وينافقون، لأنهم يخافون ويهابون الإنسان، وليس الله. إنهم ينافقون، لأنهم ليسو مُخلصى النية لله. إنهم ينافقون، لأنهم لا يمتلئ قلبهم بحب الله، ولا حب عباده، وإنما بالكره، ومحبة السلطة التى هى الحياة المادية، التى قال سيد قُطب، فى كتابه "معالم فى الطريق"، أنها مُسيَدة فى الغرب، ليرُد عليهم مشروعهم "الضلالي"، ويصبحوا كما الغرب، الذى وصفوه!! ولست بمؤمنٍ بما قاله سيد قطب، ولكن بما قاله الله عز وجل، وبوحى منه، رُسله جميعاً، كمُسلم مُحترمًا البشر أجمعين!!

فلو أن قلوبنا مُمتلئة بالحب والإخلاص لمصر والإيمان بالله الذى خلق مصر وكل ما فى الكون، لانتصرت مصر على كل من يريد بها سوءً. فلقد كان جوهر الإسلام وكل دين، هو الحب، لأن فيه إخلاص العمل. فالحياة تستقيم بالحب، بعيداً عن كم هذا النفاق الذى يُحيطنا. وما الكذب والشك وحب الذات وطغيان النفس والحقد والحسد والغل، إلا ظُلماً نقوم به تجاه غيرنا.

ولو فكرنا، لوجدنا "أننا جميعاً مظلومون وظلمة"، فى الوقت نفسه!! فأنت تظلم غيرك وأنت تُظُن من زاوية رؤيتك، أنك تُقيم العدل فيه، وهو ما يحدُث من غيرك تجاهك أيضاً. ولذا يجب وأن تكون لدينا "النفس اللوامة" التى تلومنا على أفعالنا فى حق الغير طوال الوقت، وهى ما يُعبر عن "الضمير"!!

والدُعاء التالي، قرأته بالأمس، عند من يتحلى بحب الله ومن ثم مصر وعبادها، فى سبيل رفعتها، وهو ما أختم به، علّ الناس تتحلى بجوهره، وعلّه يُحفظ فى عقول أطفال مصر، لنرتفع عن الصغائر ونتخطى المحن والأزمات، ونبنى مصرنا بالحب من الصغر:
يا رب جردنى من الشك وامنحنى الإيمان
يا رب قونى على نفسى ولا تقونى على الناس
يا رب املأ قلبى بالرحمة وانزع عن نفسى الطُغيان
يا رب امنحنى عيناً أرى بها عيوبى وخطاياي
يا رب لا تنصرنى ظالماً وانصرنى مظلوماً
يا رب أعطنى ذاكرة قوية تُذكرنى بمن ساعدني
يا رب أغلق باب قلبى الذى يدخله الحقد والحسد
يا رب افتح باب قلبى الذى يدخله التسامح والغفران
يا رب ساعدنى على إسعاد أكبر عدد من الناس، فإن القلوب السعيدة مصابيح تُبدد الظلام
والله أكبر والعزة لبلادي
وتبقى مصر أولاً دولة مدنية

الجريدة الرسمية