رئيس التحرير
عصام كامل

زوج ضحية «الإهمال الطبي» ببني سويف يروي مأساتها.. «رمضان»: «قمة الاستهتار والاستهانة بأرواح الغلابة».. «الدكتورة كتبت العلاج على كرتونة التقطتها من الأرض».. 


«قمة الاستهتار والاستهانة بأرواح الغلابة».. بهذه العبارة التي تحمل بين حروفها الكثير والكثير من صرخات الشكوى، بدأ طه رمضان الجزار، 30 سنة، سائق حديثه مع «فيتو» عن مأساة زوجته ضياء محمد عبد الله، 25 سنة، ربة منزل، التي دفعت حياتها ضحية لإحدى حلقات مسلسل الإهمال داخل المستشفيات الحكومية والخاصة ببني سويف.


البداية
قال الجزار: "الإهمال بدأ مع زوجتى منذ أن أدخلتها مستشفى ببا المركزى، لإجراء اختبار سكر حسب توصية طبيبة الوحدة الصحية بقريتنا "قمبش" ولكنى فوجئت بالممرضة تقول لى "مفيش حد في المعمل أعملوا التحليل بره"، فخرجت بزوجتى لمعمل قريب وفوجئنا بأن قيمة التحليل 40 جنيها، لم نكن نمتلكها وأصرت مسئولة المعمل على دفع المبلغ مقدما، رافضة أن ندفع النصف والنصف عند استلام النتيجة فعدنا دون إجراء التحليل المطلوب".

« كتابة العلاج على كرتون»
وأضاف: "توجهت للمستشفى العام ببني سويف، وهناك بدأت مأساتنا مع معدومي الضمير، فعند دخولنا استقبال المستشفى العام أجروا لها كشفا ظاهريا، وكتبوا لها علاجا على ورقة كرتون التقطتها الطبية من على الأرض عبارة عن "لبوس وبرشام" وطلبوا عودتنا بعد 4 أيام للولادة الطبيعية".

وتابع: "ونحن في طريقنا للخروج من المستشفي قابلتنا ممرضة نصحتنا بأن نذهب بها إلى إحدى المستشفيات الخاصة، لأن حالتها صعبة، و"منظر بطنها غير مريح"، ولابد من إجراء عملية قيصرية لأن الجنين توفى في بطنها، فاستأجرت لها سيارة تاكسى وهى تتوجع وطلبت من السائق الذهاب بنا إلى تلك المستشفى، ولكنه رق لنا فاقترح علينا الذهاب إلى مستشفى (ز. ع) بزعم أنها مستشفى خيري ومخصصة لأمراض النساء".

الممرضة تجري الكشف الطبي
وأردف الزوج: "عندما دخلنا المستشفى الخاصة استقبلتنا الممرضة ( ش) وأجرت عليها الكشف الطبى لعدم وجود طبيب، وطلبت منا أن نذهب لإحدى المسشفيات لإجراء أشعة للاطمئنان على حركة الجنين، فأخطرتها زوجتى المرحومة أن حركة الجنين توقفت فقامت بالاتصال بالطبيبة ( ع ) والتي حضرت على الفور وطمئنتها أن الولادة ستكون طبيعية، وعند اعتراضي بأن حالة زوجتي تستدعي إجراء جراحة قيصرية صرخت في وجهى وقالت: "أنت هتعلمنى شغلى روح ادفع الرسوم في الاستعلامات وهات لى حقنة طلق صناعى من الصيدالية خارج المستشفى"، فصرخت زوجتى بأن طبيبة القرية حذرتها من أخذ "طلق صناعى" لكبر حجم الجنين وتخوفها من انفجار في الرحم ولكنها طلبت منها التزام الصمت".

وتابع: "طوال الليل وضعوا لها محاليل وهى تتوجع من الألم وصرخاتها تتعالى في جنبات المستشفى حتى بدأ جسمها يفقد حرارته ويتحول وجهها للون الأصفر وبدأت ترتعش وتعلقت برقبتى وقالت لى خلى بالك من العيال أنا بموت".

لحظة الوفاة
وأضاف: "أيقظت العاملات الممرضة "ش" التي جاءت على عجل، ولما رأت حالة زوجتى قامت بالاتصال بالطبيبة "ع" وطلبت منها الحضور فورا وهى تقول الحالة بتموت يا دكتورة، وعندما حضرت الطبيبة طلبت منى أن أدفع 400 جنيه إضافية لأنه ستضع مولودها الآن، والغريب إننى وأنا بادفع المبلغ نصحنى موظف الاستعلامات بعدم دفع أي فلوس تانى، إلا لما تشوف حالة زوجتك هيحصل لها إيه، فعدت للغرفة التي ترقد بها زوجتى فوجدت أحد الأطباء يجلس على صدر زوجتى ويضغط عليه بشدة وطلبوا منى الذهاب للمستشفى العام لإحضار كيس دم وعند عودتي علمت أنها توفت بعد أن نزلت المولودة متوفية ووجدت والدتها تصرخ وتلطم، وأخواتها بيبكوا".

المحافظ يستقبل الزوج
من جانبه استقبل المستشار محمد سليم، محافظ بني سويف، الزوج بمكتبه وقدم له واجب العزاء وأمر بالتحقيق في ملابسات الوفاة، مشددا على أنه لن يتهاون في محاسبة المخطئ ومحاسبته حال وجود إهمال طبي أو تقصير، ولفت إلى أنه اتصل بالدكتور عادل عدوي وزير الصحة بخصوص هذه الواقعة، لبحثها والتحقيق فيها لاتخاذ كل الإجراءات القانونية، وكيفية الوصول لمنع تكرار مثل هذه الوقائع، وذلك في حال ثبوت تقصير أو إهمال من جانب الطاقم الطبي.

كما قرر المحافظ صرف إعانة مالية لأسرة الزوج، نظرا لظروفهم المعيشية الصعبة، بالإضافة إلى توفير فرصة عمل له حتى يتمكن من رعاية باقي الأسرة، وإطلاق اسمها على أحد الشوارع ببني سويف، وعقب لقائه بالمحافظ، قال الزوج: «كده أقدر أقبل عزاء زوجتى بعدما وجدت من سيحاسب المتسببين في مأساتها».
الجريدة الرسمية