رئيس التحرير
عصام كامل

شرم الشيخ.. تويتر.. وقلة الأدب !


انحرفت وسائل التواصل الاجتماعى. قل زادت زوايا انحرافها، فظهرت أمراضها..وطاقاتها السلبية، وسطوة كلام ابن عم الحديث.. ببحور من الأغراض تنخر كالسوس، بشكل سلبى..محبط..سافل..بلا رقابة.. تحت صارى "الحريات".


في فرنسا، يبحثون الآن عددا من التشريعات للسيطرة على متطرفى مواقع التواصل بعد حادثة "شارلى إبدو". اقتحام الجريدة، وقتل الرسامين.. بهذه الطريقة، فجر رغبة أوربية، تتصاعد لبحث تأثير مواقع التواصل بين فئات شبابية قالوا إنها انفصلت عن الواقع..وأصبح لها أسلاك الإنترنت هي الواقع، وهى العالم.. وهى الحقيقة.. مع أن الواقع، والحقيقة والعالم كانوا أشياء أخرى.

دعوات فرنسية كثيرة، مستمرة للآن، تطالب بالرقابة على " تويتر ".. في إنجلترا طالبوا بإغلاق عدة حسابات قالوا إن لها علاقة بدعم الإرهاب على جوجل بلاس. لم يدفع أحد بالكلام عن الحريات.. ولم يقل أحد إن حظر حسابات الفيس بوك يتنافى مع مبادئ "الثورة" في العيش والحرية والعدالة الاجتماعية !!

عندنا أيضا نفس الأزمة.. نفس الخطورة. عندنا مصائب على مواقع التواصل الاجتماعى.. لدينا قنابل وعبوات ناسفة في حسابات شباب مصريين تحت دعاوى النشاط، وبحجج تبدأ من حرية الرأى.. وتنتهى بالرغبة المستمرة في النضال على طريقة شباب الثورة.

في أوربا انتبهوا إلى أن كثيرا من مواقع التواصل تدعم الإرهاب. ولدينا كل حساب إلكترونى وارد إما أن يكون صاحبه مشروع إرهابى على طريقة داعش، أو "سياسي نفرى" على طريقة الدكتور البرادعى.. أو الدكتور محمد الجوادى. الفارق بيننا، وبين أوربا أنهم يبحثون عن حل.. يطالبون بتشريعات حماية.. يعملون على رقابة "حقيقية" بالقانون، تمنع تهديد الأمن الاجتماعى والقومى، بـ"تكة" زرار.

بعد حادثة شارلى إبدو، أحيل مذيع فرنسى شهير على القضاء بسبب " تويتة " رأت السلطات أنها تدعم الإرهاب، وتستخف بدماء الضحايا.. وآلام الفرنسيين.. بينما لدينا "شباب التواصل" محصنون، لذلك تخلع كل مساء، ألف مليون تويتة، ملابسها وبرقع الحياء.. ومفترض أن تذهب بأصحابها للمقصلة.

احرص على " الحريات " نحن من فرنسا، ودول أوربية كثيرة، وكبيرة. نحمى "حريات الحيات" في السعى على بطونها، تحقيرا في كل شىء، وتشكيكا في أي شىء.

ليست فاشية أن مواقع التواصل في حاجة إلى تشريعات منظمة.. وعقوبات أيضا. مواقع التواصل لم "تعد لعب عيال".. مواقع التواصل وسائل نشر واسعة النطاق.

أغلب شباب مواقع التواصل، لا عالم لهم إلا مواقع التواصل.. ولا مصادر معلومات، ولا ساحات للمناقشات إلا مواقع التواصل.. وهنا الخطورة والمشكلة. تويتر يمكن أن يكون في ثوان، مصدرا من مصادر تهديد الأمن القومى.. فيس بوك يمكن أن ينفجر في وجهك في دقائق كقنبلة أشرس من قنبلة الطالبية.. أو العبوات محلية الصنع إياها.

بقايا شباب الثورة قنابل معدة للانفجار على مواقع التواصل أيضا. مبدأ فيها لأخفيها.. خطير. غل " حقوقيين " راحت عليهم.. أكثر خطورة على الرأى العام.. وأشد بأسا وأشد تنكيلا.

لا تقل لى "حرية رأى". دس بقايا شباب يناير سمًا في عسل إلكترونى، قد يكون أشد خطورة من تويتات الإخوان.. وبوستات الهاربين إلى قطر.. والمنتقلين إلى تركيا.

التباس التسميات هيودينا في داهية. سيرة "الحرية" في غير محلها نار وجهنم حمراء. لاحظ أن المجد لكل من يعرف الفارق بين الحرية.. وقلة الأدب، لكن على مواقع التواصل لا فارق واضح بين الاثنين. الحرية لدى بعضهم مرادف للمسخرة، والآراء " الثورية " لدى بقايا " ثورة يناير المجيدة " تأخذ شكل شنيور.. أو دقاق.. يضرب في حيطة الوطنية.. ومفاهيم وأهداف " الدولة " بلا رادع.. ولا رقابة.

الرقابة على مواقع التواصل ليست فاشية، لأن المطالبات بتشريعات جديدة لإغلاق "صمام" الواغش.. مشروعة.
على تويتر قبل فترة، ظهر هاشتاج " النفير إلى ليبيا " دعما للدولة الإسلامية.. وشرعية مرسي. شباب ليسوا قليلين تفاعلوا.. وتكلموا.. ودعموا. ليست حرية رأى.. تماما مثلما تدوينات: يسقط حكم العسكر .. والطعن في شرعية الرئيس السيسي.. والتشكيك في جدوى المؤتمر الاقتصادى.. قلة أدب !!
Twitter: @wtoughan
wtoughan@hotmail.com
الجريدة الرسمية