ملك البحرين: دعم مصر ومساندتها واجب قومى وأخوي
شارك الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البحرين، ملوك وأمراء ورؤساء الدول العربية وأصحاب الفخامة قادة الدول الصديقة في الجلسة الافتتاحية لأعمال مؤتمر "دعم وتنمية الاقتصاد المصري.. مصر المستقبل" والتي بدأت هذا اليوم بقاعة المؤتمرات الدولية بمدينة شرم الشيخ، وقبل بدء الجلسة الافتتاحية صافح الملك الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وخلال مشاركته في هذا المؤتمر يوجه الملك كلمة ،نشرت وكالة أنباء البحرين النص الكامل لها، وجاء فيها:
بسم الله الرحمن الرحيم
فخامة الأخ الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية الشقيقة،
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،
أصحاب المعالي والسعادة،
الحضور الكرام،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
يسعدنا أن نعرب عن بالغ سعادتنا وتقديرنا لدعوة فخامتكم الكريمة لنا للمشاركة في أعمال هذا المحفل الاقتصادي الإستراتيجي المهم، والذي يعتبر إضافة جديدة في سجل انجازاتكم وخطواتكم الطموحة لتنشيط الاقتصاد المصري بإطلاق العديد من المشروعات الاقتصادية العملاقة والمتنوعة، ذات المردود الإيجابي في بناء الاقتصاد وتقويته، من أجل نهضة وتنمية وتقدم جمهورية مصر العربية، وتحقيق آمالنا وطموحاتنا جميعًا في بناء مستقبل زاهر ومشرق لمصر وشعبها الأبي.
وإننا لم نتردد أبدًا في تلبية هذه الدعوة المباركة إحساسًا منا بالواجب القومي والأخوي تجاه الشقيقة مصر، والمساهمة في تحقيق ما تصبون إليه من نتائج كبيرة لهذا المؤتمر، التي ستتحقق بفضل الله تعالى، ونتيجة لتضامننا جميعًا. ولقد جئنا إلى هنا اليوم لنؤكد مجددًا بأن تأمين مستقبل مصر وتعزيز تنميتها واستقرارها له أهداف عديدة ذات أهمية بالغة ليس لمصر فقط، وإنما للمنطقة بأسرها. فاستمرار مصر في القيام بدورها الريادي والقيادي للعمل العربي المشترك ونصرتها لقضايا أمتينا العربية والإسلامية، سيكون له أثره الإيجابي في تعزيز وتقوية الأمن والاستقرار لدولنا جميعًا.
إننا جئنا إلى هنا اليوم لنرد بعضًا من جميل أبناء الشعب المصري العزيز، وما قدموه، ومازالوا يقدمونه، من تضحيات ومساهمات كبيرة لتعزيز الركائز الراسخة في بناء وتنمية وتقدم مملكة البحرين والعديد من الدول العربية، ولما عهدناه من مصر على مر التاريخ بالوقوف معنا بكل قوة وحزم في الدفاع عن قضايانا المصيرية.
أصحاب الجلالة والسمو والفخامة،
الحضور الكرام،
وانطلاقًا من العلاقات الأخوية الوثيقة بين مملكة البحرين وجمهورية مصر العربية الشقيقة، التي كانت وستظل دائمًا مثالًا يحتذى به في العمل المشترك، الذي يهدف إلى خير ورفاهية الشعوب ويعمل على توفير آفاق أوسع للتعاون الإيجابي من خلال رؤية واضحة وأهداف محددة المعالم، وخاصةً في الجوانب الاقتصادية التي تمثل جانبًا جوهريًا وركنًا أساسيًا من أركان هذا التعاون، وتكتسب أهمية مضاعفة ووضعًا متميزًا بالنظر إلى كونها محور هذا التجمع الخير وأولويته القصوى.
فإننا نولي اهتمامًا كبيرًا لتهيئة كافة العوامل اللازمة لتعزيز التبادل التجاري بين بلدينا الشقيقين على النحو الذي ينعكس بصورة مباشرة في زيادة معدلات النمو الاقتصادي في كل منهما ويوفر بنية تنموية مستدامة ومتعددة المسارات.
ومن هنا فقد وجهنا الأخوة ممثلي قطاع الأعمال والقطاع الخاص والمؤسسات المالية والمصرفية في وفد مملكة البحرين، إلى أن يبحثوا بصورة مستفيضة مع نظرائهم المصريين سبل توسيع نطاق التعاون الاقتصادي والاستثمار المشترك بين الجانبين، وذلك على مستوى القطاعات التي تؤكد المؤشرات القائمة إمكانية المضي قدمًا فيها بخطوات واسعة مثل قطاعات السياحة والصناعة والإنشاءات والخدمات المصرفية، مع دراسة قطاعات أخرى واعدة يمكن أن تمثل روافد جديدة وقيمة إيجابية مضافة لهذا التعاون، تكسبه مزيدًا من القوة والتنوع.
فخامة الأخ الرئيس،
إن موقف مملكة البحرين واضح وثابت في دعم ومساندة جمهورية مصر العربية بقيادتكم الحكيمة، ولكافة الإجراءات الحازمة التي تتخذونها لمحاربة الإرهاب بكل صوره وأشكاله، ورد دعاوى الكراهية والتعصب والابتزاز والتفرقة، التي تهدف إلى تهديد أمن واستقرار مصر، وتقويض جهودكم الجبارة في التنمية والتقدم.
وإننا من منطلق التزامنا القومي، وإدراكنا للتحديات الجسام التي تواجه الأمة العربية قاطبة، فإننا نعلن عن ضرورة الالتزام بالاتفاقيات والمعاهدات المبرمة في إطار جامعة الدول العربية، ومنها تفعيل اتفاقية الدفاع المشترك، لضمان استقرار دولنا وسلمها الأهلي، ورد كافة التهديدات والمخاطر التي تحيط بنا ومحاولات انتهاك سيادة دولنا وسلامة أراضيها، وذلك بالتعاون مع المجتمع الدولي، ووفقًا لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة.
ونجدد دعوتنا للعمل من أجل تغيير لغة الخطاب الديني وتصحيح المفاهيم الدينية بما يساير النسق الإسلامي الصحيح، وندعو للتحاور الدولي والإقليمي والوطني في ظل المعطيات السليمة والسلمية، وإلى استمرار العمل الدؤوب لإيجاد السبل الكفيلة بوقف تدفق الأموال والدعم إلى الجماعات الإرهابية، والعمل على تطوير الاقتصاد الوطني، فمكافحة هذه الآفة تتطلب التكاتف والعمل المشترك على كافة الأصعدة، فالمواجهة ليست أمنية وعسكرية فحسب، بل يجب أن تشتمل على الجوانب التنموية والاجتماعية، ليتحقق الأمان والسلام، والتنمية والازدهار لبلداننا، ولكي تمارس شعوبنا حياة طبيعية خالية من أعمال العنف والإرهاب، في مناخ يسوده الأمن والاستقرار وتتحقق فيه التنمية المستدامة.
فخامة الأخ الرئيس،
وإننا لعلى ثقة من أن جمهورية مصر العربية ستظل دائما سندا لأخوتها من الدول العربية وبخاصة دول مجلس التعاون، كما إن دولنا بدورها ستظل سندا وداعما قويا للشقيقة مصر وقيادتها، فأمن مصر واستقرارها هو من أمننا واستقرارنا.
داعين المولى العلي القدير أن يسدد على طريق الخير خطاكم، وأن يحقق هذا المؤتمر ما تسعون إليه من خير لبلادكم، وأن يديم على مصر وشعبها العظيم التقدم والرفعة والرقي.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.