رئيس التحرير
عصام كامل

العالم في شرم الشيخ.. وتميم في تركيا!


فجأة.. وبغير إعلان وبالمخالفة لجدول أعمال أردوغان وصل أمس الخميس إلى أنقرة أمير قطر تميم بن حمد..الزيارة تأتي وكما نعرف وكما يعرف العالم قبل يوم واحد من الانطلاق الرسمي لمؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي والمدهش أن المحادثات كانت مغلقة ولم يعلن عن تفاصيلها ولم يتم مؤتمر صحفي بعدها !


ولا نملك بالقطع إلا أن نسأل: هل هي صدفة أن يأتي العالم إلى هنا ويذهب تميم بالصورة السابقة إلى تركيا ؟ هل هي صدفة أن يذهب تميم ليلتقي أردوغان قبل ساعات من مؤتمر شرم الشيخ ؟ ما وجه الاستعجال في الأمر ؟ وما وجه السرية فيه أيضا ؟ لماذا لم يذهب قبل أيام أو قبل أسبوع وقد وقعا معا اتفاقية مهمة للدفاع المشترك ؟ هل انتظرا شيئا ما لم يتم ؟ هل هناك من وعدهم بقدرته ـ أو قدرتهم ـ على إفشال المؤتمر الاقتصادي ؟ وهل باتت الزيارة حتمية بعد أن بات عقد المؤتمر مؤكدا ؟

لن نعيد كلاما عن توكيل كلتا الدولتين بقيادة المؤامرة حول مصر والمنطقة ولن نكرر كلاما عن رغبة إسرائيل وأمريكا والمنظمات الصهيونية الكبرى في خلفية المسرح يديران كل شيء فليسوا في حاجة للظهور وإفشال المخطط بظهورهم فهناك من يقوم بالواجب..ويفتت تلك البلاد من الداخل..والمال وفير.. له أول بغير آخر..والإعلام عربي سواء في قنوات الإخوان في قطر أو تركيا..والعساكر على رقعة الشطرنج مسلمون يتحدثون عن الجهاد..ويكون من الغباء ظهور صهيوني واحد قد يفسد بحضوره كل شيء!

على كل حال التاريخ يعيد نفسه..فقد ذهب أنتوني ناتنج وزير الخارجية البريطاني الأسبق عام 55 في زيارة إلى إسرائيل والتقى بن جوريون وقال له: ظللتم تقولون عن مصر إن بها نظاما عسكريا وإن عبد الناصر سوف يحاربكم الناس لا يريدون الدخول في صراع عسكري وهدفهم التنمية فقال له بن جوريون قولته الشهيرة: "هذا أسوأ خبر سمعته في حياتي "!

ولذلك فالمؤتمر هو الأسوأ عند إسرائيل من كل صفقات السلاح التي حصلت عليها مصر من روسيا وفرنسا..وهو الأسوأ على أمريكا التي ستجن وتكاد تفقد صوابها من خروج مصر من عباءتها.. بما يعني خروج غيرها من ذات العباءة.. إن مؤتمرا لإنعاش مصر تحضره عشرات الدول والشركات الكبرى ومئات رجال الأعمال نتوقع أن تصل حجم استثماراته إلى الـ 30 مليار دولار..أي ما يزيد على مائتي مليار جنيه.. وهو رقم كاف جدا لنقل مصر إلى منطقه أخرى لا تريدها إسرائيل..ولا تريدها أمريكا..فكان منطقيا أن يتم استدعاء الأمير إلى تركيا..ربما للتوبيخ وربما لتغيير المخططات والمؤامرات.. لكن: "ما ظنكم ببلد تعهد الله بحفظه في كل كتبه السماوية؟"
الجريدة الرسمية