حكاية الفيلم الجنسي للسائحة الروسية بالهرم!
كانت
زوجتي تنظر لي، أثناء تناول العشاء؛ وكأنها تريد أن تقول شيئًا، لكنها تخشى وجود الأولاد..
وما أن خلدوا إلى النوم، حتى فاجأتني بسؤال على طريقة ضباط الأمن الوطني- أمن الدولة
سابقًا: انت سمعت عن البنت الروسية اللي صوَّرت فيلما جنسيا في منطقة الأهرامات؟
لم أفهم
سر هذا السؤال، فإن أجبت بـ«لا»، فربما تتهمني زوجتي- ربة الصون والعفاف- بـ«الجهل»،
وإن أجبت بـ«نعم»؛ فقطعًا ستتهمني بالبحث عن المشاهد «الإباحية»، وهات يا سين وجيم..
فقررت مراوغتها، و«جس نبضها»، بالإجابة عن سؤالها بسؤال آخر: خير إن شاء الله؟
- خير؟
وهو الخير هييجي منين.. وسائل الإعلام نشرت خبر بيقول إن فيه سائحة روسية صوّرتْ
فيلم إباحي مع صديق لها في منطقة أثرية..
- أيوه..
ومن ساعة بث هذا الفيديو الإباحي على بعض الموقع، وأجهزة الدولة كلها انتفضت دفاعًا
عن «سمعة وشرف مصر»..
- للأسف..
«شرف مصر» مبقاش زي «عود الكبريت»، دا بقى زي «الولاعة»، قابل للاشتعال أكثر من مرة
لمن يعرف السر..!
- هههههههههههههههههه..
حلو قوى التعبير..
- دا
مش وقت تهريج.. إنت فاكر من تلت أربع سنين، لما كانت فيه إشاعات عن قيام بعض السياح
بتصوير أنفسهم في أوضاع خليعة في المواقع السياحية، وبعد كده معرفناش حاجة عن القصة
دي؟
- أيوه
فاكر.. إنتي تقصدي إن فيلم السائحة الروسية ممكن يكون من الحاجات القديمة دي؟
- وارد
جدًا جدًا، إن لم يكن مؤكد..
- وإيه
الغرض من إثارة الموضوع ده دلوقتي وبالطريقة دي؟
- شوف
يا سيدي.. ظهور الفيلم «الجنسي» في الوقت ده غطى على قضايا كتير شغلت الرأي العام،
وهددت بإقالة وزير الآثار والتحقيق مع قيادات كبيرة في الوزارة.. وكمان الحديث توقف
عن الشبهات اللي حامت حولين عمليات الترميم التي أجريت لهرم سقارة المدرج، والاتهامات
بتشويهه.. واختفت فضيحة ترميم قناع الملك توت عنخ آمون، ولصق دقنه بـ«الأمير».. ومحدش
بقى يجيب سيرة اختفاء 4 مشكاوات نادرة من المتحف الإسلامى.. ومحدش بقى يتكلم عن «مافيا»
تهريب وتجارة الآثار.. وغض الطرف عن مهازل أماكن تخزين القطع الأثرية، وتعرضها للتشويه..
بالإضافة إلى استمرار عمليات التزوير والتقليد واستبدال القطع الأصلية بأخرى مقلدة..
وغيرها وغيرها.
- طيب..
باعتبارك من الناس اللي بيتمتعوا بحاسة بوليسية واستخباراتية.. تفتكري مين المسئول
عن تصوير وتسريب «الفيلم الجنسي»، في الوقت ده؟
- شكلك
عاوز تورطني وتخلص مني..
- ليه
يا روحي؟ هو فيه أجهزة سيادية مسئولة عن الفيلم ده؟!
- لأ
طبعًا.. «أبو الهول» هو المسئول!