رئيس التحرير
عصام كامل

انفجار قنبلة بالمنصورة


ذهبت زوجتي وأختي لشراء احتياجات المنزل، وأثناء ما هم أمام أحد المحال بمدينة المنصورة إذ بقنبلة تنفجر أمام أعينهم، وارتج المكان وتكسر الزجاج، وتعالت الصيحات وفقدوا السمع من قوة الانفجار، ولا أستطيع أن أصف لكم الألم الذي أصابني؛ خوفا على زوجتي وأختي معا.


إنهم يفجرونها وسط الناس يقتلون ويصيبون ولا أستطيع أن أعبر عن مدى خوفي حين شعرت أنني قد لا يمكنني أن أرى لا قدر الله أختي وزوجتي مرة أخرى، ولماذا تكون تلك النهاية، ولماذا يفرض علينا أحد القتلة الجهلة هذا المصير، ودارت برأسي سيناريوهات الحياة، كيف يمكن أن تتغير الحياة بنا فقد نكون ذكرى في لحظة لا نتوقعها، وقد تنتهي حياتنا في مكان لا نتوقع فيه أن تكون هنا النهاية.

قد تنتهي حياتنا رهينة انفجار من بني آدم مثلنا، خلقه الله من أجل إعمار الأرض، ولكنه خالف مشيئة الله ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل، خلقه الله ليبني ولكنه يهدم.

أيها القاتل ما الذي في رأسك، وهل تفكر وهل لديك عقل وهل ترضى أن أقوم بتفجير قنبلة في بيتك، وما هو شعورك حين تفقد أقرب الناس إليك بدون ذنب وما هو مصيرك أنت بعدهم؟

ـيها القاتل إن لديك في رأسك ما لا نراه من سوء فكر وفشل وكره حياتك قبل أن تكره الآخرين، والحياة علمتنا أنه كما تدين تدان، وستشرب من نفس الكأس وما الله بظلام للعبيد.

كم من عائلة أفسدت لها حياتها وتسببت في خرابها، وكم من مصائب تركتها لأهل الموتى والمصابين، وأنت تفكر في الفساد والقتل تحت مسمى الإسلام؟، ولكن إن كان ما تفعل هو سبيل طريق إسلامك فلا تقول عنه إسلامنا؛ لأن الدين الذي يقام على القتل والانتحار والإفساد بالطبع سينفر منه الناس، ولن يكون دينا أصلا، ولن يتبعونه من الأساس وإنما هم يتبعون ما يدعو للسلام والرحمة والإخاء والمغفرة، فهو الأحق أن يتبع وإلا أصبحت الأرض ملكا فقط للمفسدين.

من قتل نفسا فكأنما قتل الناس جميعا، ومن أحياها فقد أحيا الناس جميعا.. احكم على نفسك أين أنت من هذا الدين، إن كنت خرجت من عباءته وخالفت حكمة الخالق في الحياة وأصبحت مجرما قاتلا عمدا وستخرج من الدنيا إلى جهنم وساءت مصيرا.

للأسف.. أنت ضحية.
الجريدة الرسمية