سمير زاهر: مبارك قال لي «كرشك بقى كبير يا سمير».. وحاول توريطي في حكاية «المليون جنيه» (5)
- الأمير فيصل طالبنى بالترشح لرئاسة "الكاف".. وبعد أزمة إيهاب طلعت في "المكسيك" اشتكاني لـ"مبارك"
- وفرت للدولة ملايين "دعم الاتحاد"
- زكريا عزمي حرم المنتخب من "الأوسمة" بسببي.. وأشعلت غضبه بحكاية "الوزارة"
- رشحت "الدهشوري حرب" لخلافتي في الاتحاد
- عدت من المكسيك على طائرة "ميرفت التلاوى"... وقيادات "الداخلية" انتظرتني عند "سلم الطيارة"
- دخلت معركة مع "رفعت الجميل" بسبب الانتخابات.. والحزب الوطنى "مش جواز مرور"
- عيسى حياتو و"بلاتر" صناعة سعودية.. وقابلت "مانديلا" مرتين
بعد أن تحدث في الحلقة الماضية عن أول قرار اتخذه عندما جلس لأول مرة على كرسي رئيس اتحاد الكرة وكيف خسر الرهان في الجمع بين محمود الخطيب وفاروق جعفر في قيادة المنتخب الوطني بعد أن جاءت النتائج مخيبة للآمال ثم "المقلب" الذي شربه عندما أبلغه الكابتن محمود الجوهري بأن شنطته جاهزة وما عليه إلا الاستئذان من المسئولين بسلطنة عمان، وعندما ذهب إلى هناك وجد أن مسئولي السلطنة لا يعلمون شيئًا.. ثم كانت الطامة الكبرى عندما أعلن الجوهري أن منتخب مصر لن ينافس إلا على المركز من الـ ١٣ وحتى الـ ١٦.. « أي الثلاثة مراكز الأخيرة» وعلى إثره ثارت ثائرة الدكتور كمال الجنزوري، رئيس الوزراء آنذاك، وأصدر قرارًا بإلغاء معسكر الفراعنة في باريس استعدادا للبطولة لكن في النهاية فاز المنتخب ببطولة الأمم الأفريقية ببوركينا فاسو ٩٨ عن جدارة... ويواصل الكابتن سمير زاهر فتح خزائن أسراره.
"بوركينافاسو" كانت بداية الاقتراب من مسئولي الدولة بداية من الرئيس الأسبق حسني مبارك مرورًا بكبار المسئولين، وبدأ يتضح اهتمام أهل السياسة بالكورة ونجومها والمسئولين عنها، وتأكدوا أنها ستكون مصدر سعادة للشعب المصري.
بروتوكول الرئاسة.. أزمة جديدة مع "زكريا عزمي"
ويتذكر الكابتن سمير تلك الفترة قائلا: طبعًا المنتخب فاز بالأمم الأفريقية وقامت الدنيا وربما تكون المرة الأولى التي يستقبل فيها رئيس الجمهورية في مصر فريق كرة وتم إبلاغنا في اتحاد الكرة أن الرئيس "مبارك" سيكون موجودًا على رأس المستقبلين، وعلينا كأعضاء مجلس إدارة أن نتواجد منذ الصباح الباكر، وطبقًا للبروتوكول كان لا بد أن أقف بجوار الرئيس، وبالفعل وقفت، لكننى فوجئت بمن يهمس في أذني، وكان أشرف بكير، ويقول لى "الدكتور زكريا بيقولك ارجع للوراء خطوتين ولا تقف بجانب الرئيس مباشرة"، لم أعرف كيف أتصرف والرئيس يضع يده على كتفي، ثم جاءت التعليمات بأن يتقدم الرئيس والمستقبلون بضعة أمتار حتى يكونوا أقرب من الطائرة وهنا تقدم الرئيس "مبارك" وتسمرت في مكاني حسب تعليمات الدكتور زكريا وإذا بالرئيس يلتفت للوراء ويقول «فينك يا سمير.. تعال أقف جنبي» فنظرت للوراء حيث الدكتور زكريا عزمي وأنا أشير إليه بيدي وأقول له «مليش ذنب الرئيس هو اللي طلب» مرة ثانية منظر الغيرة في عينيه عندما التقيت الفنانة يسرا في نادي هليوبوليس وقبلتها قبلة أخوية وهو لا يدري أن هناك صلة قرابة تربطنا.
المنتخب محروم من "الأوسمة" و"الغيرة السبب"
"وأتذكر أيضًا للدكتور زكريا عندما كنا نحضر إحدى مباريات الفريق الوطني وكان من عادة الرئيس عندما يقابلنى يربت بطني ويقولي «كرشك بقى كبير ياسمير» وأنا أرد بالضحك وفي هذه المرة كان زكريا عزمي بعيدًا ولم يسمع نص الحوار فأتى إلى بسرعة وسألني ماذا قال لك الرئيس يا سمير؟ على الفور قلت له إن الرئيس بيقولي إيه رأيك يا سمير تبقى وزير؟ وقلت له "مش وقته يا ريس فاغتاظ جدا وبدأ يبحث عن حقيقة الموضوع.. وأنا من داخلي سعيد جدًا.. ويمكن ده يفسر أن المنتخب أو اتحاد الكرة لم يحصل على أوسمة".
"وصل المنتخب بسلامة الله إلى أرض الوطن وعشرات الألوف في انتظاره بمطار القاهرة وكنت سعيدًا جدا، لأنى أسهمت في صنع البسمة لجماهير الكرة في مصر ولا أنسى عندما دخلت مجلس النواب وإذ بصمت رهيب داخل القاعة ثم يقف الدكتور فتحي سرور ويقول دعونا نحيي الرجل الذي أدخل الفرحة في قلوب المصريين وقتها شعرت بقمة السعادة وأحسست أنني طائر في السماء والقاعة تضج بالتصفيق والتهليل والتهنئة بالإنجاز الذي تحقق في بوركينا فاسو.. لكن الحق أنه رغم الإنجاز الذي تحقق فإن هذا الفريق لم يحظ بحقه من التكريم مقارنة بما حصل عليه المنتخب بعد ذلك في عهد المعلم حسن شحاتة وتقريبًا كده كل لاعب في المنتخب حصل على ٣٠ ألف جنيه فقط بما فيها لائحة اتحاد الكرة ومكافأة الأمير ترك.
من أزمة "الغيرة" التي كانت سببًا في غضب زكريا عزمي على الكابتن سمير، ننتقل إلى حكاية لقائه مع الزعيم الراحل نيسلون مانديلا، وتفاصيل تكليفه بتوصيل "رسالة رئاسية" له، ويكشف الكابتن سمير تفاصيل تلك الرحلة بقوله: تم توجيه الدعوة للمنتخب الوطني للقاء ودي في جنوب أفريقيا للاحتفال باليوم الوطني هناك على شرف الرئيس العظيم نيلسون مانديلا، وكانت سفارة مصر هناك ترأسها السفيرة مشيرة خطاب، وهي سيدة فاضلة بكل معاني الكلمة وأقنعتنا بضرورة الموافقة على هذه المباراة من أجل تدعيم العلاقات مع مصر، واتصلت من جديد بالدكتور زكريا حسني أبلغه وقلت له «إنت محتاج شيء من مانديلا» فرد على "قل له الرئيس مبارك بيسلم عليك وإنك مندوب عن رئيس الجمهورية"، ذهبت إلى هناك وقامت السفيرة مشيرة خطاب معنا بالواجب ولأول مرة أصبح وجهًا لوجه أمام المناضل العظيم نيلسون مانديلا في مقصورة استاد المباراة.. هذا الثائر العظيم الذي تحدث عنه العالم بكل احترام وتقدير.. تحدثت معه وأبلغته تحيات الرئيس مبارك وأكدت له أن كل المصريين يحبونه وأنه رمز للقارة الأفريقية أمام العالم أجمع فشكرني وشكر مصر على تلبية الدعوة والمشاركة في اليوم الوطني لجنوب أفريقيا".
"التقيت مانديلا مرة ثانية حيث كنت موجودًا في الفندق الذي تقيم فيه بعثة المنتخب وفوجئت بضجة كبيرة وعندما سألت عما يحدث أبلغوني أن مانديلا في السوق الموجودة داخل الفندق فنزلت ووجدت أن أعدادًا كبيرة من الناس ومن مختلف الدول يحاولون التقاط الصور التذكارية وتأكدت، وقتها، من حب الناس لهذا الرجل الأسطورة الذي ظل مؤمنًا بقضية بلاده ومدافعًا عنها سنوات طويلة جدا.. لم أنبهر لكننى شعرت باحترام هذا الرمز".
حكاية الدعم السعودى لـ"رئاسة الكاف"
الأمور لم تستمر كثيرًا في "محطة البهجة" فسرعان ما حدثت عدة مواقف "عكرت الأجواء" وأثبت للكابتن سمير أن "الدنيا يوم فوق.. ويوم تحت"، على حد تعبيره، وعن تفاصيل هذه الفترة يقول: بالطبع مفيش وسط.. قبل البطولة كنا في سابع أرض وبعد الفوز صعدنا لعنان السماء وانفتحت الأبواب أمامنا وكل طلبات اتحاد الكرة أوامر وكبار المسئولين يتمنون للمنتخب خدمة.. طبعًا عيون العرب بدأت تنظر إلينا وكان وقتها يتصدر المشهد الرياضي العربي الأمير فيصل بن فهد وزير الشباب والرياضة بالمملكة العربية السعودية، وكان مهتمًا بالشأن العربي لأقصى درجة والذي لا يعرفه العامة ويدركه المسئولون عن الرياضة أن الأمير فيصل بن فهد كان وراء اختيار الكاميرونى عيسى حياتو رئيسًا للاتحاد الأفريقي لكرة القدم، وفى لقاء جمعنى به قال لى لماذا يا سمير لا ترشح نفسك لرئاسة الكاف؟ فلم أعقب واستمر في كلامه وقال لي إن استمر بنا العمر سندعمك في الانتخابات القادمة، وبعدها أعلنت رغبتي في الترشح لرئاسة الكاف في مواجهة عيسى حياتو "اللى ركبه اتهزت" لأنه يعلم قدرات وإمكانات الأمير فيصل وقدرته على حشد كل الأصوات العربية والأفريقية، لكن تم وأد الحل لسببين الأول رحيلى من رئاسة الجبلاية بـ"فرمان الجنزوري" ثم الرحيل المفاجئ لأمير الشباب العربي.
"وطبعًا كان لا بد من استغلال إنجاز الأمم الأفريقية مع الأمير فيصل وكان وقتها الاتحاد العربي في أزهى عصوره لدرجة أن الأهلي انسحب من بطولة أفريقيا مفضلا دوري أبطال العرب وحدث ذلك أيام المايسترو صالح سليم أثناء أزمته الشهيرة مع حياتو، فاقترحت على الأمير فيصل أن نعقد توأمة بين الاتحادية المصري والسعودي من خلال إقامة مباراتين كل موسم، الأولى بين بطلي الدوري في مصر والسعودية تقام بالسعودية على كأس الملك فهد وتكون الجائزة مليون ريـال سعودي والأخرى تجمع بين بطلي الكأس (في مصر والسعودية) وتقام في مصر وجائزتها مليون جنيه مصري وكأس مبارك".
"رحب الأمير فيصل بالفكرة تمامًا وتمت صياغة بنودها في فندق "ميناهاوس" في وجودي مع الأمير، وأثناء ذلك كنت أقول لمن يصيغ بنود التوأمة بأن يذكر دعم الاتحاد السعودي لاتحاد الكرة المصري بأتوبيس للمنتخبات الوطنية والأمير يضحك ويربت عليا ويقول انتظر يا سمير وأنا لا أمل من التكرار وفوجئت به يقول للرجل الذي يكتب العقد اكتب فقرة عن دعم الاتحاد السعودي للاتحاد المصري بأتوبيس للمنتخبات الوطنية ومليون جنيه «يعني أتوبيس ومليون جنيه» شكرت الأمير وكنت في قمة السعادة بهدا الاتفاق التاريخي، ولا أنسى في يوم من الأيام وكنا في مجلس النواب عندما رآني مبارك وقال لي بصوت عالٍ جدًا سمعه كل الموجودين «أنت أخذت يا سمير مليون جنيه من الأمير فيصل؟» قربت بسرعة وقلت له مصر التي أخذت يا ريس ممثلة في اتحاد الكرة فقال «شاطر»، وطبعًا استمرت التوأمة في عهدي لكنها توقفت بعد ذلك من قبل الاتحادات التي جاءت بعدي".
"رعاية الجبلاية".. وحكاية "دوري كليك"
"واستمرارًا لمسلسل استغلال إنجازات المنتخب كان لا بد من البحث وقتها عن دعم ذاتي للتخلص من سيطرة الحكومة والدولة، حيث كان وقتها اتحاد الكرة يكلف خزينة الدولة قرابة الـ ٣٠ مليون جنيه سنويًا، والحق أن الفكرة أتت في هذه المرة من أحد الصحفيين وهو الراحل عاطف عسكر، رئيس القسم الرياضي في دار الهلال، وقال لي لماذا لا تبحثون عن شركة لرعاية الجبلاية وتحمست للفكرة والعرض الذي أتى من شركة كليك والجميع يتذكر حكاية «دوري كليك» وأبرمنا اتفاقًا مع الراحل محمد نصير، رئيس الشركة، واتفقنا على ٢٠ مليون جنيه في 4 سنوات وهكذا كانت البداية في مسلسل البحث عن الدعم الذاتي للجبلاية، الآن طبعًا الناس تتحدث عن ٣٠٠ و٤٠٠ مليون في السنوات الأربع بما يعني أن البداية كانت من جانب اتحاد الكرة الذي كانت أول من وضع أساس هذا المشروع".
"ازدهرت الأمور بشكل لم يسبق له مثيل وانتعشت خزينة الاتحاد وأصبحت نائبًا لرئيس الاتحاد العربي لكرة القدم ورأست لجنة التسويق ووقتها عملنا أحلى شغل وكان وقتها عثمان السعد مقرر الاتحاد، عملنا دوري أبطال العرب وأحيينا كأس العرب للمنتخيات وطبعا كانت الجوائز قيمة جدا جعلت أكبر الأندية العربية مثل الأهلي والزمالك والإسماعيلي والهلال والشباب والرجاء المغربي والترجي التونسي وغيرها تحرص على المشاركة في البطولة وسحبنا البساط بعض الشيء من مسابقات الاتحاد الأفريقي، ومن الممكن أن هذا الوضع هو ما دفعهم بعد ذلك إلى رفع قيمة الجوائر المالية لمسابقات الكاف وتصبح جائزة دوري أبطال أفريقيا مليون دولار".
"الحقيقة بدأت أخاف على نفسي بعد أن أصبحت المسئول الأول عن الكرة في مصر وكل أبواب الوزارات مفتوحة أمامي وطلباتي مجابة والحق أنني قمت باستغلال ذلك في مساعدة أبناء دائرتي في مفر سعد ودمياط وعينت أكثر من ألف شاب في أحسن الوظائف سواء في البترول أو الكهرباء أو المصرية للاتصالات أو غيرها، وفي الكرة وصلت إلى القمة وبدأنا نستعد للاشتراك لأول مرة في بطولة كأس العالم للقارات التي أقيمت في المكسيك عام ١٩٩٩، وكنا في مجموعة تضم مع مصر بوليفيا والمكسيك والسعودية وبدأنا نعد أنفسنا للتأهل لدور الثاني باعتبار أننا سنصعد مع المكسيك صاحبة الأرض فمستوانا أفضل من بوليفيا والمنتخب السعودي، لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، حيث جاءت إصابة حسام حسن لتضع الجميع في ورطة بمن فيهم الجوهري المدير الفني الذي لم يكن يمتلك البديل الجيد لـحسام، لدرجة أنه لعب بالمدافع ياسر رضوان في مركز رأس الحربة".
المنتخب في المكسيك.. أزمة "غير متوقعة"
"البداية كانت قمة في الإثارة والتعادل مع بوليفيا سلبيا ثم في المباراة الثانية كانت أمام صاحب الأرض والجماهير وإذا بالفراعنة يفجرون المفاجأة ونتعادل ٢/٢ معهم بعد أداء ولا أروع وأتذكر أن المباريات كانت تنقلها الـ «إيه آر تي» ومواعيد المباريات في الفجر في مصر بسبب فارق التوقيت مع المكسيك، ويومها الناس سهرت حتى الصباح تهلل وتبارك للفراعنة وتأكدوا بما لا يدع مجالا للشك أننا وصلنا للدور الثاني.. وبدأنا نؤهل أنفسنا.. وكما قلت إن الرياح تأتي بما لا تشتهي السفن وكانت المفاجأة المدوية في فوز المنتخب السعودي بالأربعة لأول مرة في التاريخ على مصر في مباراة كانت غريبة وعجيبة ويومها تم طرد ثلاثة لاعبين من منتخبنا، وكانت المباراة أشبه بالموقعة الحربية، لكن ما حدث في المقصورة كان أخطر وأفظع وسببا رئيسيا في رحيل مجلس إدارة اتحاد الكرة.. وقتها إيهاب طلعت كان مرافقًا للمنتخب الوطني ولم يتحمل ما حدث، حيث شعر بالظلم الشديد وكمصري غيور على وطنه وقف ووجه نظره للمقصورة التي كنت أجلس فيها مع شيوخ وأمراء السعودية، وإذا به يشير لهم بيديه فيما معناه «دفعتم كام للحكم حتى يفعل ما فعله اليوم؟» وقامت الدنيا ونزلت على الفور تاركًا المقصورة إلى إيهاب طلعت حتى لا تتفاقم المشكلة وأخذته بعيدًا".
"ظننت أن الموقف انتهى عند هذا الحد.. لكن قط لم ينته، خرجت مصر من البطولة وتأهلت السعودية للدور الثاني وواجهت البرازيل وتعرضت لهزيمة ثقيلة.. حملت حقائبي وذهبت إلى المطار بصحبة "هاني أبو ريدة" من أجل العودة إلى مصر وكان معي على الطائرة السفيرة ميرفت التلاوى ومحافظ بورسعيد وزوجته، وبمجرد أن وصلنا للمطار وجدت أمنًا كثيرًا والـ"رتب"، اندهشت لكن قالوا لي إحنا جيين لحراستك وتوصيلك للبيت لأننا خايفين عليك من الجماهير لأنها غاضبة وربما تفتك بك، وفى هذه اللحظة مر أمامى شريط ذكريات التكريم والبطولة، وتعلمت يومها أن "الكورة يوم في السما ويوم في الأرض"".
"مبارك" يضحى بـ"اتحاد الكرة" إكرامًا لـ"السعوديين"
أزمة "إيهاب" أمام "المقصورة" لم يكتب لها أن تنتهى في الملعب، وهو ما أكده الكابتن سمير حيث قال: "قلت عادي هزيمة في مباراة وسنحاول أن نداويها ودعيت لاجتماع مجلس إدارة لمنافشة تداعيات الموقف والبحث عن حلول دخلت الاجتماع وأثناء اجتماعنا أبلغني السكريتر أن فيه مكالمة هاتفية في انتظارك من قبل الدكتور طلعت حماد وزير شئون مجلس الوزراء فتركت الاجتماع فإذا به يقول يا سمير الدكتور الجنزوري بيقولك قدم استقالتك انت ومجلسك والجوهري كمان وشوف ترشح مين ييجي مكانك..«ياه.. آخر خدمة...... » فقلت له اللواء يوسف الدهشوري حرب أفضل من يتولى رئاسة الاتحاد قلتها وأنا أتقطع من الداخل.. فأنا لم أفعل ما يستحق كل ذلك لكن اكتشفت الحقيقة بعد ذلك.. الأمير فيصل اتصل بالرئيس مبارك وأبلغه بما حدث في المكسيك والإهانة التي تعرضوا لها من قبل إيهاب طلعت.. فكان أقل واجب أن يضحي الرئيس باتحاد الكرة حفاظًا على العلاقات مع السعودية.. شعرت وقتها بالظلم الشديد لكن ما باليد حيلة.. خرجت يومها من اتحاد الكرة ولم أكن قد جمعت أوراقي من هول المفاجأة وقسوة القرار.. ولم يكن الخروج من اتحاد الكرة هو الصدمة الوحيدة، حيث تلقيت صدمة أخرى بعدها بشهور قليلة وهي السقوط في مجلس النواب بعد معركة حامية الوطيس مع رفعت الجميل في انتخابات مجلس النواب، لم أستطع أن أقاوم المبالغ التي ينفقها الجميل والهدايا التي يرسلها للناس وأنا أبيع من ورثي وتأكدت أن المقارنة ظالمة والمنافسة لن تكون متكافئة وليس الحزب الوطني وحده هو جواز المرور لمجلس النواب وبدأت أراجع نفسي لأنني لو قمت بالاستمرار في هذا سأعلن إفلاسي".