رئيس التحرير
عصام كامل

رحلة الوهم


بدأت أشعة الشمس تشرق لتعلن بدء يوم جديد.. امتلأت الطفاية ببقايا السجائر توضأ وصلى وأغمض عينه ليفيق على صوت زوجته ويديها تحيطانه برفق وتطبع قبلة على وجنتيه وتنصرف بهدوء..


أخبرته بذهابها لإحضار الفطور للأولاد وبعض احتياجات المنزل.. شيء ما جعله يتعقبها بنظراته من بلكونة الشقة بالدور الثانى أمام الباب الخارجي للمنزل تلفتت يمينا ويسارا.. وذابت فجأة فرك عينيه.. ظل يبحث عنها بعينيه فلم يجدها.. انتظر ساعات طويلة وأسرع يعدو يسأل كل من يقابله زوجتي ألم ترها؟!

جاءت كل الإجابات بالنفي.. صرخت فيه والدته التي كانت تجلس بالدور الأرضى أمام باب شقتها الصبر شوية وهتيجى هي هتروح فين.

تردد على منزل أسرتها كثيرا وهو يبحث عنها ولم يجدها اختفت.. حين قدم بلاغه لمأمور مركز الشرطة وقرر زوجتي اختفت فجأة لم يجد أي اهتمام بحث عنها في جميع المستشفيات وعند جميع الأصدقاء والأقارب ولم يجدها وكانت رحلة الوهم لجأ لهؤلاء الذين يدعون علمهم بتلك الأشياء الغامضة..

أكد له أحدهم بأن زوجته تقيم في الشرقية بصحبة رجل آخر وحدد له الطريق جيدًا وحين ذهب وجد كل العلامات موجودة لكن البيت مهجور..

لم يصدق ما كان يسمعه لكنه كان يتعلق بقشة صغيرة قد تدله على زوجته لذا فقد أعد عدته وأخذ صديقه فادى وسافر إلى بني سويف حيث ذكر له أحد هؤلاء بأن زوجته تقيم في شارع كذا وحدد الجيران والطريق جيدا وتكرر ما حدث فئ المرة الأولى..

اعتاد محمد التردد على هؤلاء حتى أفلس تماما.. عامان أضاعهما في البحث عنها ولم يجدها ولا يزال أطفاله يصرخون معه: أين ذهبت ماما؟
الجريدة الرسمية